قصة مؤلمة لمراهقة خطفت يوم ولادتها... تكسر قلب والدتها الحقيقية

04 مايو 2018
لا أحب أن أحدد من هي أمي وأحبهما معاً(تويتر)
+ الخط -
كان عمر كاميا موبلي لا يتجاوز 8 ساعات، عندما تنكرت ويليامز بهيئة ممرضة، وأخذتها من غرفتها في المستشفى الذي يعرف اليوم باسم "يو إف هيلث- جاكسونفيل" بفلوريدا الأميركية، مدعية أنها مصابة بالحمى وتحتاج للفحص، ثم اختفت والطفلة بين ذراعيها في 8 يوليو / تموز عام 1998، من دون أن يظهر لها أثر طيلة 18 سنة.

واكتشفت كاميا هويتها الحقيقية عام 2015، عندما تقدمت بطلب للعمل في مطعم، وسألت ويليامز التي كانت تظنها والدتها، عن رقم ضمانها الاجتماعي، مما جعل الخاطفة تنهار وتعترف بجريمتها.

وأمضت الفتاة عامين كاملين عقب اعتراف خاطفتها، تجمع تفاصيل قصتها من الإنترنت، حيث توصلت لمعرفة عائلتها الحقيقية، لكنها آثرت البقاء مع خاطفتها وتقول إنها "اتصلت بوالدتها البيولوجية ذات مرة، إلا أنها ارتبكت وأغلقت الخط بعد سماع صوتها".

وروت كاميا قصتها للشرطة العام الماضي، مما أدى إلى اعتقال ويليامز، وجمع الفتاة لأول مرة بوالديها الحقيقيين اللذين انفصلا بعد اختطافها، حيث حاولت التواصل معهما، ومع أشقائها الذين لم تعرف بوجودهم حتى، طيلة تلك السنوات، وأمضت وقتًا طويلًا في منزل والدها كريغ أيكن (42 عامًا)، إلا أن دفاعها عن ويليامز صعب عليها إعادة بناء علاقة جيدة مع والدتها الحقيقية.

وأثارت الأم البيولوجية للفتاة مشاعر جميع الحاضرين، أثناء شهادتها في المحكمة أمس الخميس، بعد أن روت عذابها في غياب ابنتها، وانكسار قلبها بسبب تعاطف الفتاة مع خاطفتها، واعتبارها إياها عائلتها الحقيقية.


وتردد صدى صوت شانارا موبلي، في أرجاء المحكمة، وهي تقول لابنتها كاميا: "أنا أمك الحقيقية!" ثم أضافت، وهي تمسح دموعها: "فكرت كل يوم في الانتحار في الشهور التي تلت اختطاف ابنتي، وكان على جميع من حولي رعايتي، لأنني لم أكن قادرة على فعل أي شيء".

كما أكدت موبلي (36 عامًا) أنها ما زالت حتى اليوم، وبعد مضي قرابة 20 عامًا على الحادثة، تشعر بألم فقدان ابنتها، ودعت المحكمة إل أن تكون عادلة وتحكم على الخاطفة غلوريا ويليامز بالإعدام، لما سببته لها من معاناة، وخاصة بعد أن رأت كاميا تناديها "أمي" وتتعامل معها بتعاطف شديد، وفقًا لموقع "ديلي ميل".

وشاركت موبلي منشورا على صفحتها على "فيسبوك" العام الماضي تقول فيه: "لن تتوقف دموعي أبدًا وأنا أرى طفلتي تود تلك السيدة في حياتها وتبتعد عني"، في حين أكدت الفتاة أنها تشعر بالحزن لعدم قدرة والدتها البيولوجية على التأقلم مع الوضع، وأضافت: "لا أحب أن أحدد من هي أمي أو أن اضطر للاختيار بينهما، أحبهما معا، وأقدر ما فعلتاه من أجلي".

وروت موبلي ضمن شهادتها في المحكمة أمس الخميس، أنها كانت في الـ16 من عمرها عندما أنجبت طفلتها، وقالت: "كانت جميلة جدًا، لم أستطع الانتظار حتى آخذها معي إلى المنزل، ولم أشك أبدًا وقتها في نوايا تلك المرأة التي اختطفتها".

كما أكدت موبلي أنها لم تتوقف عن الأمل طيلة كل تلك السنوات، بأن ابنتها ما تزال حية، وأنها تمنت تعويض كل الوقت الذي ضاع منهما عندما التقتها للمرة الأولى قبل أن تصاب بخيبة كبيرة جراء تعاطف المراهقة مع خاطفتها.

وقالت: "فاتتني أشياء كثيرة مهمة من حياتها، أول كلمة نطقتها، حفل تخرجها، أول حفلة موسيقية شاركت بها، لكنني حاولت لاحقًا أن أكون إيجابية وأفكر أنني سأتمكن من رؤية أطفالها، وأن المستقبل يخبئ لكلتينا الكثير".

يذكر أن الحكم على ويليامز من المقرر أن يصدر هذا الشهر، وأنها ستواجه عقوبة بالسجن لمدة قد تصل إلى 22 عامًا، بتهمة اختطاف طفلة رضيعة.


 





(العربي الجديد)
المساهمون