الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بالحفاظ على التراث

13 مايو 2018
تنقل الفعاليات التراث الفلسطيني إلى الجيل الجديد(خليل العلي/العربي الجديد)
+ الخط -
سبعون عاماً مضت على نكبة فلسطين، ولا يزال الشعب الفلسطيني متمسكاً بتراثه الذي يربطه بأرضه المغتصبة، على الرغم من محاولة الاحتلال الصهيوني طمس كل ما يتعلق بالتراث الفلسطيني، ومحاولته سرقة هذا الإرث الذي ينتقل من جيل إلى جيل تمسكاً بالهوية الفلسطينية.

في سبعينية النكبة أحيت نساء فلسطينيات هذه الذكرى، من خلال فعالية جمعت فيها كبار السن الذين عاشوا النكبة ليحكوا للصغار معاناة التهجير واللجوء وتعريفهم بالتراث الفلسطيني كي يبقى في ذاكرتهم.

سعاد سلامة من الهيئة النسائية للعمل الشعبي الفلسطيني ومنسقة الأنشطة الوطنية في منطقة صيدا (جنوب لبنان) قالت لـ "العربي الجديد": "في سبعينية النكبة نظمنا هذا النشاط الذي يعتمد على تواجد مسنين من شهود النكبة وعايشوها، يفوق عددهم الخمسين مسناً ومسنة، ليقوموا بسرد الوقائع التي يذكرونها على مسامع الجيل الجديد الذي لم يعش النكبة كي تُزرع في الجيل الجديد ويحفظها ويبقى متمسكاً بأرضه وثقافته وتراثه، فمن خلال قصص كبار السن يتعرفون على فلسطين أرضاً وتراثاً وعلى العادات والتقاليد". 

أضافت سلامة أنه "من ضمن إحياء التراث قمنا بتجسيد العرس الفلسطيني بتفاصيله كافة، وهو العرس التقليدي الذي كان شائعاً في القرى والمدن الفلسطينية قبل النكبة، وهو يمتد لسبع ليالٍ من سهرة العروس إلى ليلة الحنّة وكذلك حمام العريس وحلاقته، بالإضافة إلى أن كل المشاركين ارتدوا الزي الفلسطيني التقليدي المطرّز، للتعريف عنه وكل ثوب من أي منطقة في فلسطين وما يميز الأثواب عن بعضها".



تجسيد العرس الفلسطيني التقليدي (خليل العلي/العربي الجديد)


ولفتت إلى أن هذا النشاط ضم أكلات تراثية فلسطينية كانت تحضّر في البيوت منها خبز التنّور والمناقيش على الصاج والحلويات، مثل "المقروطة" التي تُصنع من السميد والتمر، والزلابية التي كانت تُعدّ من أكثر الحلويات الشعبية انتشاراً في شمال فلسطين وحملها الأجداد معهم إلى مخيمات الشتات، ولم تغب عن المخيمات يوماً وتعلمها الجيل الجديد.



ضم النشاط أكلات فلسطينية (خليل العلي/العربي الجديد)


واعتبرت سلامة أن هذه المناسبات الوطنيّة هي "تذكير بالتراث الفلسطيني وبالأرض الفلسطينية وحتى يتعرف الجيل الجديد على عادات وتقاليد شعبه وتراثه ليتمسك بها لأنه لو مات الكبار فلن ينسى الصغار، وسينقلون كل ما تعلموه من أجدادهم ويحفظوه كي يحافظوا على إرث الشعب الفلسطيني".

منسق حملة "انتماء" في لبنان، سامي حمود، قال إن "أهمية تنظيم هذه الفعاليات تكمن في تعزيز الوعي الوطني لدى اللاجئين والحفاظ على الهوية والتراث الفلسطيني والتأكيد على تمسك اللاجئين بحق العودة، في ظل التحديات الخطيرة التي تستهدف القضية الفلسطينية، وخصوصاً قضية القدس وحق العودة من خلال مشروع صفقة القرن الملعونة".

المساهمون