كلية الفنون الجميلة بالقاهرة تحتفي بمؤسسها الأمير يوسف كمال

12 مايو 2018
الاحتفاء بالأمير كمال مؤسس الكلية (فيسبوك)
+ الخط -
تمرّ اليوم الذكرى الـ 110 على إنشاء كلية الفنون الجميلة في القاهرة، حيث استثمر "بيت المعمار المصري" في منطقة درب اللبانة هذه المناسبة بإحياء ذكرى مؤسس هذا الصرح الأمير يوسف كمال، عبر محاضرة علمية احتفالية قدمها مؤخراً الدكتور ياسر منجي، بعنوان "أمير الفن العربي: البِرِنْس يوسف كمال".

ففي 12 مايو/أيار 1908 تبرع الأمير يوسف كمال بقصره لتأسيس كلية الفنون الجميلة وأوقف عليه أرضاً ومالاً للابتعاث إلى الخارج ورعاية الموهوبين الذين كان من بين أول دفعة منهم النحات الشهير محمود مختار. وكانت مدرسة الفنون الجميلة المصرية تتكون في البداية من قسمين؛ هما العمارة، والفنون الذي يضم بدوره النحت والتصوير. وكان النحات غليون لابلان هو أول ناظر للمدرسة. وكلف حينها المعماري والمستشرق الفرنسي هنري بيرون، بالإشراف على قسم العمارة. وكان الأجانب المقيمون في مصر الأكثر التحاقاً بالقسم، إذ كان الوعي بأهمية ذلك لدى المصريين لا يزال ضعيفاً.

أسهم الأمير يوسف كمال أيضاً في تأسيس دار الآثار العربية (متحف الفن الإسلامي حالياً)، حيث تبرع له بنحو 180 قطعة أثرية نادرة. وذكر الدكتور منجي في محاضرته أنه إذا كانت الأميرة فاطمة إسماعيل قد تبرعت لتأسيس الجامعة المصرية، فإن يوسف كمال هو المتبرع الأكبر بعدها، ليس فقط بالأطيان والمال، بل وقام بتغذية مكتبة الجامعة بـ 35 ألف مجلد. كما أسهم يوسف كمال في تأسيس جمعية الرابطة الشرقية التي كانت تضم علماء من الهند وإيران وبقية العالم الشرقي الإسلامي، وتهدف إلى بحث كيفية نهضة الشرق.

وأضاف المحاضر أن ليوسف كمال العديد من المساعدات المالية للنابغين ومنهم الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي كان يمده شهرياً في أول حياته براتب يكفل له التفرغ للفن. وساعد يوسف كمال موهوبين مصريين ممن نبغوا في الرياضة، كمساندته لأول ربّاع مصري عالمي وهو البطل حسين عبد الحافظ يوسف (المتوفّى في عام 1988).

كما أن من الصفحات المهمة في تاريخ يوسف كمال دوره في الحركة الوطنية ومساندة سعد زغلول وحزب الوفد. وكي لا يهدده أحد من الاستعمار البريطاني في مصر، ولربط جذوره أكثر ببقية طبقات الشعب المصري، تنازل يوسف كمال طواعية في 1932 عن لقب "البرنس" وهي حادثة فريدة في تاريخ الأسرة العلوية. وحين قامت حركة يوليو/ تموز (1952) كان يوسف كمال في الخارج، فاضطر للبقاء بالمنفى في مدينة صغيرة بالنمسا، ولكنه دفن في مصر عام 1968.

دلالات
المساهمون