الغوطة... أرض "العوجا"

08 مارس 2018
اللوز الأخضر أو ما يسمّى بـ"العوجا" (فيسبوك)
+ الخط -
تزامنت حملة النظام السوري الوحشية على الغوطة الشرقية، مع موسم الربيع الذي تشتهر به، حيث كانت العائلات السورية تحمل غداءها وأدوات تسليتها في ما يسمى بـ"السيران الشامي"، وتتجه صوب بساتينها وقت تفتح الزهر، ووقت تبرعُم ثمار المشمش والخوخ. وأهم ثمار الغوطة في هذه الفترة من السنة، هي "العوجا" أو "العقابية"، وهي ثمرة اللوز الأخضر، لكنّها تسمى في الشام وجوارها بـ"العوجا"، نظراً لمنظرها الملتف قليلاً، وهي إيذان ببداية الربيع لدى السوريين، وأول ما يسأل عنه من ثمار هذا الموسم.
وفي هذه الفترة، تنتشر عربات بيعها في الأسواق والشوارع الدمشقية، حيث ترتفع الحرارة، ويتم تناولها في المشاوير والسهرات.
صفحات دمشقيّة محليّة على وسائل التواصل الاجتماعي، بدأت تنشر صور انتشار "العوجا" بشوارع العاصمة، وبأسعار جنونية وصلت إلى 7500 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، بينما سعر الأوقية تجاوز الـ1500 ليرة سورية، وهي أسعار تفوق سعر كلغ اللحم الذي يتجاوز الـ4000 ليرة بقليل، وهذا ما أدى لتندر البعض بسخرية: "منيح اللي نزلت والله فكرناها انقرضت بس كأنو اللحمة أرخص".

فيما رأى البعض أن قليلاً من الصبر جيد، فالعادة أن تكون أسعارها غالية في بداية الموسم، لكنها تبدأ بالانخفاض. وهذا ربما يذكر السوريين بأسعارها قبل الثورة وحصار الغوطة في أول الموسم، إذْ لم يكن يتجاوز سعرها الـ200 ليرة سورية.
والغوطة هي المنتج الكبير للأشجار المثمرة التي تباع في أسواق العاصمة، وتشتهر بزراعة أشجار المشمش والخوخ والدراق. ومدينة دوما هي المصدر الغزير للخضار والنباتات الربيعية، كالسلق والسبانخ والبقدونس والكزبرة والفجل، وكذلك البندورة والخيار، وتغذي سوق الهال الدمشقي وبقية الأسواق الأخرى، وأما أهالي الريف "الدوماني" فيتسوقون بضاعتهم منها مباشرة.
دلالات
المساهمون