هكذا تورّط الأميران الخليجيان بشراء لوحة دافينشي بـ450 مليوناً... لإبعادها عن قطر

29 مارس 2018
كل واحد ظن الآخر منافساً من قطر (العربي الجديد)
+ الخط -

تنافس أميران خليجيان يجهل كل منهما هوية الآخر، بشراسة على شراء لوحة ليوناردو دافينشي في مزاد كريستيز بنيويورك، في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، حتى اشتراها أحدهما بمبلغ 450.3 مليون دولار، فقط لأن كل واحد منهما ظنّ الآخر منافسا له من قطر.

وكشفت وثائق تسربت الشهر الماضي، أن المشتري كان الأمير السعودي بدر بن عبد الله، الذي حضر المزاد ممثلًا عن صديقه المقرب، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأن منافسه كان ممثلًا عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد إمارة أبوظبي، الذي كان يحاول ضم اللوحة لمجموعة متحف "اللوفر أبوظبي"، والذي تبلغ كلفته حوالي مليار دولار.

ولم يعلم أي من الأميرين العربيين هوية منافسه، إلا أنهما كانا يخشيان خسارة المزاد أمام أحد أفراد العائلة الحاكمة القطرية، المعروفة باهتمامها بالفن الراقي، وقال مصدر مقرب من ولي العهد الإماراتي: "بدأ المزاد وأخذ السعر بالارتفاع، وكان كل من الطرفين يعتقد أن الآخر قطري، لذا لم يرغب أي منهما بالخسارة، وأعطيا التعليمات لممثليهما بالسماح لهما بالوصول إلى أعلى سعر ممكن، مقابل الحصول على اللوحة".

ووفقاً لـ"ديلي ميل"، استسلم الإماراتيون عندما بلغ سعر اللوحة 450 مليون دولار تقريبًا، وكشف مصدر في القصر الإماراتي أن الأمير محمد بن زايد، قال لولي العهد السعودي: "لماذا لم تخبرني بأنك من ينافسني!"، وأضاف المصدر: "عرضت اللوحة على القطريين قبل عام فقط، ورفضوا شراءها مقابل 80 مليون دولار، وهذا في الحقيقة أكثر مما تستحقه، وها هم السعوديون اليوم يدفعون أضعاف هذا المبلغ".

وكاد الملياردير الروسي ديمتري ريبولوفليف، أن يخسر مبلغًا كبيرًا لو أنه باع اللوحة للقطريين، بعد أن اشتراها عام 2013 من تاجر الفن السويسري إيف بوفييه، مقابل مبلغ 127.5 مليونا، وها هو اليوم يربح من السعوديين مبلغًا ضخمًا يقارب 322.8 مليون دولار، أي أكثر من ضعف ثمن اللوحة.

وانتقد العديد من معارضي النظام السعودي شراء الأمير بن سلمان للوحة مقابل 450 مليون دولار، وخاصة بعد تطبيق الحكومة السعودية لإجراءات التقشف في المملكة، وإطلاق ولي العهد نفسه لحملة مكافحة الفساد التي اعتقل فيها عدد كبير من أفراد العائلة الحاكمة.


وذكرت مصادر مقربة من ولي العهد السعودي أن الضغط الذي تعرض له بعد شراء اللوحة المشؤومة، دفعه لإبرام اتفاق مع نظيره الإماراتي، يقضي بتبديلها بيخت فاخر، يدعى "توباز"، والذي كان معروضًا للبيع بمبلغ يقارب قيمة ما دفعه بن سلمان ثمن اللوحة، وهكذا حصل هو على اليخت، وحصلت وزارة الثقافة الإماراتية على اللوحة، لوضعها في المتحف.

وأعلنت الحكومة الإماراتية بعد أسبوع من المزاد، عن إضافة عمل فني جديد لمجموعتها في متحف "اللوفر أبوظبي"، وهو ما أثار دهشة محبي الفن في العالم، في حين جعلت الصفقة السرية الأمير السعودي مالكًا لـ3 يخوت عملاقة وفخمة، حيث كان يملك يختًا يسمى "The Serene"، اشتراه عام 2014 بمبلغ 550 مليون دولار، من الملياردير الروسي يوري شيفلر، أثناء قضائه عطلة في جنوب فرنسا.

وكان اليخت الذي يبلغ طوله 440 قدمًا، واحدًا من بين أكبر 3 يخوت في العالم، وفقًا لتصنيف مجلة "فوربس" في ذلك الوقت، إذ يضم حوالي 15 غرفة، ملهى ليليا، قاعة سينما، مسبحًا، مكتبة، منتجعًا صحيًا، وغرفة مشاهدة تحت الماء، بالإضافة إلى ناد رياضي، وحوضي استحمام ساخنين، كما جهز بمهبطين للطائرات المروحية.

كذلك اشترى ولي العهد السعودي، في حزيران/ يونيو من العام نفسه، يختًا سماه "بيغاسوس الـ8"، بقيمة 125 مليون دولار، من رونالد توتور، أحد المستثمرين في كاليفورنيا، والشريك التجاري السابق لتوم باراك، صديق الرئيس الأميركي دونالد ترامب المقرب، على الرغم من أن قيمته لا تتجاوز الـ60 مليون دولار، وفقًا لمالكه السابق.

ويحتوي "بيغاسوس الـ8" على 6 كبائن، صالة سينما فيها 13 مقعدًا، صالة ألعاب رياضية، وساحة حفلات تتضمن حلبة رقص، بيانو كبيرا، و1000 زجاجة تيكيلا، كما جهز بمهبط طائرة يستخدم أحيانًا لممارسة رياضة الغولف.


وحصل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أخيرًا على يخته الـ3 "توباز"، مقابل لوحة Salvator Mundi، ليصبح هذا اليخت ذي التصميم البريطاني، والذي يبلغ طوله حوالي 482 قدمًا، واحدًا من أغلى اليخوت حول العالم اليوم، وهو مزود بحمام سباحة، حوضي جاكوزي، غرفة مؤتمرات، بالإضافة إلى صالة عرض سينمائي، ومهبطين للطائرات.

ولا يعتبر اليخت الجديد الفاتورة الضخمة الوحيدة التي دفعها ولي العهد السعودي في الأعوام الأخيرة، إذ اشترى عام 2015، القصر الفرنسي Chateau Louis XIV، الواقع في لوفيسيان بالقرب من مدينة فرساي، والذي يعتقد أنه أغلى منزل في العالم، مقابل 300 مليون دولار، وعلى الرغم من أنه مشيد بعناية على طراز القرن الـ7، إلا أنه لا يتعدى كونه مبنى حديثًا فاخرًا، بني عام 2009، بأنظمة تكييف، وأنظمة صوتية وضوئية، متحكم بها عبر الهاتف النقال، وتحيط به متاهة داخل حديقة خضراء، مساحتها 57 فدانًا.


(العربي الجديد) 

 

 

دلالات
المساهمون