لجأ فنانون وناشطون في محافظة البصرة المطلة على مياه الخليج العربي، جنوبي العراق، إلى أسلوب جديد للتعبير عن رفضهم للسياسات الحكومية التي تسببت في تراجع محافظتهم وبقية مناطق العراق، في جوانب خدمية واقتصادية مختلفة، من خلال إنتاج أغنية ساخرة بعنوان "نص دولة" لاقت رواجا كبيرا، خلال الأيام الماضية، بعد بثّها من خلال راديو محلي داعم لاحتجاجات البصرة.
الأغنية التي كتب كلماتها الناشط أحمد وحيد، وأداها الفنان البصري الشهير محمد قاسم مع عدد من زملائه، بدأت بالقول "حكومتنا ما مكتملة، يعني عدنا نص دولة، صارت بين ألف كتلة حبيبي"، في إشارة إلى انشغال القوى السياسية بالصراع على المناصب، وتجاهلهم تردّي الخدمات، وأزمة الاحتجاجات جنوب العراق.
كما انتقدت الأغنية التدخلات الإيرانية في تشكيل الحكومة، من خلال المقطع الذي يقول "إذا ما تدعمك الجارة، أبد ما تصيرلك جارة (حل)، تقدر تنسى الوزارة حبيبي"، مبينة أن التشكيلة الحكومية الجديدة أقصت الشخصيات النزيهة، واقتصرت على الأقارب. وفي مقطع آخر، أشادت الأغنية بتواصل تظاهرات واعتصامات البصرة بالقول "شفتو شلون بصريين، هالأيام معتصمين، كافي من عمرنا سنين ضاعن".
Facebook Post |
وقال علي المنصوري، ناشط في احتجاجات البصرة، إن هذه الأغنية بعثت رسالة إلى السلطات العراقية، مفادها أن لدى البصريين وسائل مختلفة للاحتجاج، منها الفن والرياضة والثقافة، بالإضافة إلى التواجد في ساحات التظاهر والاعتصام. مشيرا، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى وجود إصرار لدى قيادات الحركة الاحتجاجية، على مواصلة التظاهر السلمي حتى تحقيق جميع المطالب.
وعلى الرغم من طرحها يوم الإثنين الماضي، لاقت أغنية "نص دولة" رواجا سريعا على مواقع التواصل الاجتماعي. وعلقت صفحة "العراق الآن" على الأغنية: "طلعنا نص دولة، حكومتنا ما مكتملة، تحشيش، نسخة للجارة إيران".
وتداول ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي الأغنية، مُثنين عليها، فاعتبر رحيم الرشيد فريق الأغنية من أفضل الفنانين بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، لأنه يساهم في نقل معاناة الشعب العراقي بطريقة ترسم الابتسامة على وجوه العراقيين. في حين رأى مرتضى الأمير أن فيها كشفا لحقيقة السياسيين بطريقة كوميدية ممتعة، داعيا فريق العمل إلى مواصلة جهودهم لإيصال رسالتهم.