ميشيل فايفر لـ"العربي الجديد": تقدمي في العمر أبعدني عن السينما

10 يناير 2018
(تيم بي ويتبي/Getty)
+ الخط -
تألقت الأميركية، ميشيل فايفر، (60 سنة) في ثمانينيات القرن العشرين، من خلال أفلام دخلت تاريخ الفن السابع، مثل "سكارفيس" إلى جوار آل باتشينو، و"العلاقات الخطرة" مع جون مالكوفيتش، و"سوزي وفريق بيكر بويز"، حيث شاركت جيف وبو بريدجز البطولة المطلقة، و"باتمان التحدي" مع مايكل كيتون، و"ساحرات إيستويك" أمام جاك نيكولسون، وأعمال أخرى، بمعنى أنها مثلت إلى جانب أكبر عمالقة هوليوود، وكذلك تحت إدارة أبرز مخرجيها.
 
وعرفت حياة ميشيل فايفر الفنية حالة من الركود غير محددة الملامح ولا الأسباب في نهاية التسعينات ومطلع الألفية الحالية، إلى أن عاد مشوارها السينمائي إلى الازدهار بعد 2010، دافعاً بالنجمة أخيراً، إلى مشاركة كل من جنيفر لورانس وإيد هاريس وخافيير بارديم، بطولة الفيلم المثير والكاتم للأنفاس mother، ثم إلى أداء أحد الأدوار الأساسية في فيلم "جريمة في الأورينت إكسبريس" تحت إدارة كينيث براناه وإلى جانبه مع كل من بنيلوبي كروز وجودي دنش وجوني ديب.

زارت ميشيل فايفر باريس لمناسبة الترويج لهذين الفيلمين فالتقتها "العربي الجديد" وحاورتها.



(فيليبو مونتيفورتي/فرانس برس)


* حديثنا عن دورك في فيلم "يا أماه" (Mother) إلى جانب النجمة جينيفر لورانس ومن إخراج دارن أرونوفوفسكي

يتلخص دوري في تعذيب الشخصية التي تمثلها جينيفر لورانس في الفيلم، وليس وحدي، بل بمساعدة إيد هاريس الذي يأتي في صحبتي إلى منزل كل من جنيفر وخافيير (بارديم) لأسباب غامضة أفضل الامتناع عن كشفها حتى لا أكسر حبكة الفيلم، لكنني أستطيع القول، إن الزيارة المعنية سيسفر عنها انضمام زوج جنيفر لورانس إلينا ومشاركتنا في تحويل حياتها إلى جحيم. خلاصة الكلام أن شخصيتي في الفيلم ليست ناعمة أو طيبة بل إن الدوافع التي تحركها شريرة سوداء.



* وماذا عن مساهمتك في الفيلم الناجح "جريمة في الأورينت إكسبريس"؟

من ناحية النجاح فهو ناجح بالفعل، وأنا فخورة بكوني شاركت مجموعة من أهم نجوم السينما الحالية في بطولته وتحت إشراف كينيث براناه الذي تولى إخراج الفيلم، إضافة إلى تمثيله شخصية المخبر هركول بواروه فيه. لقد كنت محاطة بجودي دنش وجوني ديب وبنيلوبي كروز والنجمة الجديدة الصاعدة ديزي ريدلي، بطلة "ستار وورز 8"، ثم عملاق المسرح البريطاني السير ديريك جاكوبي. لقد عشت حلماً حقيقياً طوال فترة تصوير هذا الفيلم، محاطة بفنانين أثاروا مخيلتي لسنوات وسنوات، على الأقل في ما يخص العدد الأكبر منهم.

* لكن ماذا عن دورك فيه؟

دوري مثير إلى أكبر درجة بما أنه قريب جداً إلى الشخص الذي ارتكب الجريمة والذي يفتش عنه المخبر بواروه. فالشخصية التي أمثلها تساهم بطريقة فعالة، من أول الفيلم وحتى نهايته، في كتم أنفاس المتفرج، فلا أحتاج إلى التفسير إذاً بأنني من أبرز أبطال الفيلم.



* تشاركين جوني ديب لقطة طويلة في بداية الفيلم يغازلك فيها بينما ترفضين من ناحيتك هذا الغزل، معبرة له عن الاشمئزاز الذي ينتابك لمجرد تحديق النظر فيه. فهل كان من السهل التعبير عن مثل هذا الرد لرجل في مكانة جوني ديب معتاد على إثارة إعجاب النساء أكثر من أي شيء آخر، حتى ولو كانت الحكاية مجرد تمثيل بتمثيل؟

لقد عشت تمثيل هذا المشهد على ثلاث مراحل منفصلة ومميزة، الأولى منها شاهدتني مرتبكة ومستعدة لتقديم اعتذاري إلى جوني ديب قبل حتى أن نتدرب على تمثيل اللقطة، لكنني لم أقدم على هذا التصرف، والثانية دفعت بي إلى إقناع ذاتي بأنني ممثلة محترفة وبالتالي لا أترك نفسي أتأثر بما لا علاقة له بالعمل وبدوري، وبالرغم من صحة تفكيري لم أستطع تطبيقه وشعرت أن هناك ما يخالف المنطق، وإلا لماذا أسعى إلى إقناع نفسي بما هو يدخل في صميم عملي؟
وجاء الجزء الثالث من معايشتي الموقف إياه، على شكل انحياز للمرأة والتكاتف معها عامة، ضد كل ما قد يرغمها على اتخاذ موقف محدد تجاه تصرف الرجل نحوها، وسألت نفسي عما قد يمنع أي امرأة من التميز برد فعل سلبي أمام جوني ديب، بصرف النظر عن وسامته وجاذبيته ونجوميته، فهناك أشياء ثانية في الحياة تميزنا جميعاً، أليس كذلك؟ وحينما عجزت عن العثور على الرد المناسب على سؤالي عرفت أنني كنت سأحسن أداء المشهد بلا إحراج من أي نوع، وفعلت، وجاءت النتيجة مجزية باعتراف جوني (ديب) نفسه.

* لنعد إلى الوراء بعض الشيء في مشوارك الفني، فما الذي سبب احتجابك فترة لا بأس بها عن الشاشة وعن جمهورك؟

تقدمي في العمر هو السبب الوحيد في موضوع غيابي عن السينما حوالى عشر سنوات، ولا يتسنى البحث عن مبررات أخرى غير موجودة، مثل ظروف حياتي الشخصية والعائلية، كما يميل الإعلام إلى فعله في أكثر الأحيان.


(زونينو سيلوتو/Getty)


* هل تقصدين أن التقدم في العمر سد أمامك باب الأدوار إلى هذه الدرجة؟

نعم إلى هذه الدرجة، بل وأكثر من هذه الدرجة. لقد وجدت نفسي بين يوم وليلة بلا أي عرض، إلى درجة أن وكيلة أعمالي كانت تقول لي "كوني واقعية فقد بنيت شخصيتك في الماضي على جاذبيتك، وهذه ذابت مع الأيام...". وكم بكيت من هذه الكلمات، خصوصاً لأنها أتت من امرأة كان من المفروض أن تتحذ موقف الدفاع عني وليس تحطيمي، فكيف كان يتسنى لها محاولة العثور من أجلي على أدوار من نوع ثان غير تلك التي مثلتها في شبابي الأول، إذا كانت هي في الأساس مقتنعة بأنني انتهيت فنياً؟

* ألم تكافحي ضدها وضد هذه النظرية؟

كان من السهل جداً النيل من شخصيتي العصبية والذهنية والدفع بي في هاوية الانهيار النفسي، وهذا ما حدث.


* وكيف تجاوزت المأزق؟

خرجت من الورطة لأنني كنت ولا أزال محاطة بأصدقاء ساهموا في رفع معنوياتي ولم يتركوني وحدي لحظة واحدة، حال ما فعل شريك حياتي. وبفضل جميع هؤلاء عثرت على وكيل أعمال فني جديد أكد لي أنني كنت ضحية كلام فارغ وأن لكل عمر الأدوار التي تناسبه، وإلا لما تواجدت أدوار الأمهات وغيرها والتي تزخر بها السينما والمسرح والتلفزيون. والممثلة التي لا تقبل تغيير صورتها، من شابة جذابة تغري الرجال إلى امرأة ناضجة، هي التي تدفع ثمن غلطتها بالبطالة لاحقاً، لكن هذا لم يكن وضعي بالمرة في أي وقت من الأوقات. فهكذا رحت أستعيد شخصيتي وثقتي بنفسي وعدت إلى الأضواء.

*ما هي أدوارك المقبلة؟

انتهيت حديثاً جداً من العمل في فيلم "أنت مان والدبور" وهو من لون المغامرات المستقبلية، وأقرأ الآن العديد من السيناريوهات التي وصلتني عن طريق وكيل أعمالي حتى أختار منها ما يناسبني.
المساهمون