مشغولات يدوية من القصب

28 اغسطس 2017
مشغولات من القصب (العربي الجديد)
+ الخط -
جوزيف أبو سمرة لبناني من بلدة الدامور جنوب العاصمة اللبنانية بيروت يعمل في المشغولات اليدوية المصنوعة من القصب منذ سنوات عدّة، يقول لـ "العربي الجديد": "بدأت في الأشغال اليدوية منذ كنت طالباً في المدرسة حيث كان الأساتذة من جنسية أجنبية فتعلمت من أحدهم كيفية صناعة السلال وأواني الزهر من القصب، وكنت أهواها جداً وأقوم بإعداد بعض الأشكال التي أبتكرها واستمريت بها إلى أن تخرجت واتخذت منها مهنة، بالإضافة إلى أنني امتهنت التعليم في مدارس ومعاهد المكفوفين وأبناء الاحتياجات الإضافية".
ويضيف "أستخدم القصب في المشغولات اليدوية كذلك الخيزران المستورد من الخارج، وهي تكون عبارة عن قضبان بأحجام وسماكة مختلفة نقوم بتقطيعها وتطويعها لتتناسب مع الشكل الذي نريد صناعته".
ويلفت إلى أن صناعة السلة الواحدة تستغرق ما بين نصف ساعة وساعة بحسب حجمها وبعض المشغولات تستغرق يوماً كاملا من العمل، لأنها قطع كبيرة تتعلق بالأثاث المنزلي منها الكراسي والطاولات المصنوعة من الخيزران، وخاصة أن الخيزران أثاث يحافظ على رونقه وجودته لأكثر من عشرين عاما، ويمكن أن يرمم ويعود الى حالته الأولى.

ويضيف أبو سمرة "أروّج مصنوعاتي في المعارض التي أشارك بها، وأحياناً يُطلب مني أشكال محددة لمحال بيع الشوكولا أقوم بصنعها في المحترف الخاص بي، كما يُطلب مني أحيانا أشكال مميزة للمنازل تستخدم في الزينة وحتى أقفاص العصافير".
وعلى الرغم من أن هذه المشغولات اليدوية ذات صبغة جماليّة وفنية ولها أشكال تجذب الأنظار إلا أن باتت البضاعة المستوردة من شرق آسيا متوفرة في الأسواق وبسعر زهيد ما دفع الزبائن إلى الابتعاد عن الصناعات اليدوية ولا يطلبها إلا من يعرف قيمتها.
ويسعى أبو سمرة لتوريث أولاده هذه الحرفة كي لا تنقرض إلا أنهم لم يهتموا بها ويفضلون العمل بأشياء أسرع تتماشى مع عصر التطور والتكنولوجيا كما يقول.
ويؤكد أن المشغولات الفنية المصنوعة من الخيزران والقصب بأنواعه تمنح المنزل منظراً جمالياً وأشكالاً فنية متميزة، فقيمتها الفنية تكمن في الشغل اليدوي والحرفية في إنجازها وهي ذات قيمة عالية، وخاصة أواني الضيافة والمزهريات وكل ما يتعلق بالأثاث المنزلي في الصالونات وحتى غرف السفرة، وبعض ديكورات المطبخ.

يختم أبو سمرة أنه يعشق مهنته وحرفته مؤكداً أن ليس هناك اهتمام بالحرف اليدوية رغم أنها تعتبر ثروة فنية يجب الحفاظ عليها، وسيبقى ينتج هذه المشغولات اليدوية لأنها صارت جزءاً من حياته لا يستطيع التخلي عنها مهما كانت الظروف.
وصناعة الخيزران تحتاج إلى الكثير من التركيز والدقة والجهد والإتقان خصوصاً في صناعة الأثاث، ويكثر الطلب عليها في فصل الصيف حيث يتم وضع القطع المصنوعة من الخيزران في الساحات والتراس والحدائق، ويستخدمها عدداً كبيراً من المطاعم والمقاهي، وتعتبر من الصناعات القليلة التي ما تزال يدوية.
ويعود تاريخ صناعة المفروشات من الخيزران والقصب مع استعمال البريطانيين الخيزران الآتي من البلاد الآسيوية في صناعة السلالم وسد فتحات الجدران الإسمنتية. ثم أُدخِل الخيزران في صناعة المفروشات بعد ذلك.




المساهمون