الموهبة والنجومية... خريجون وقعوا في فخ الشهرة المؤقتة

01 مارس 2017
ملحم زين وسعد لمجرد لم يفوزا ببرامج مواهب(2U2C)
+ الخط -
هل ستغيّر نتائج الموسم الأخير من "أراب آيدول"، شيئًا من المعادلة الفنيّة في العالم العربي؟
سؤال يُطرح مع إعلان فوز الفلسطيني يعقوب شاهين، من مدينة بيت لحم، قبل أيام، في محاولة من قبل المحطة مجدداً للصعود على حساب التفاعل الجماهيري الذي شهدته الأسابيع الأخيرة من البرنامج، بعد موسم اعتبر الأضعف منذ خمس سنوات.

وكذلك اعتبر فوز شاهين محاولة من مجموعة MBC لتعويم شركة بلاتينوم ريكوردز التي تواجه مجموعة من المشاكل الإنتاجية. ورغم إظهار صورة لامعة للشركة والإعلان المُكرّر أنها تبنّت الفائز يعقوب شاهين، يبدو الواقع مغايراً لذلك. فمعروف أن الشركة تعمل وفق أجندة تعتمد على النجوم الكبار، مثل الفنان كاظم الساهر، والفنانة أحلام، وشعبية أحمد عساف في ما يتعلق بالحفلات والمناسبات التي تعود بالفائدة على الشركة.


حاولت شركة روتانا أيضاً الخروج من مجموع أزماتها المادية، واعتبرت بعض المواهب باباً جديداً للمنفعة، فساندتهم في السوق الخليجي فقط من خلال توزيع بعض الأعمال الغنائية من دون تكاليف كبيرة.

أزمة حازم الشريف

لكن التقديمات القليلة والشحيحة التي تقدمها شركة الإنتاج لخريجي برامج المواهب لا يبدو أنها ساهمت كثيراً في نجاح هؤلاء. وما ساهم في طرح علامات استفهام إضافية حول مستقبل هؤلاء المشتركين، كانت سلسلة الأسئلة التي طرحها الفائز في الموسم الثالث من برنامج "أراب آيدول" السوري حازم الشريف، عبر صفحته الخاصة على فيسبوك، وسمّى شركة بلاتينوم ريكوردز "بالخسارة". حازم الشريف مُنع من حضور السهرة الأخيرة من البرنامج، يوم السبت الماضي، وتغاضت المحطة السعودية عن الإشارة لحازم وحتى للموسم الثالث، والاكتفاء بالاستقبال والتهليل لمحمد عساف الفائز في الموسم الثاني.


ويبدو هذا الاحتفاء الكبير بعساف طبيعياً حيث يعتبره الجميع الابن المُدلل لمحطة MBC وشقيقتها بلاتينوم ريكوردز، حتى قبل حصوله على اللقب عام 2014.
وبينما شن الشريف حرباً على الشركة المنتجة، أكدت مصادر من "بلاتينوم ريكوردز"، لـ"العربي الجديد"، أن الفنان السوري "يُعتبر واحداً من أهم الأصوات الشبابية في العالم العربي، لكنه يتّبع سياسة خاصة به على صعيد الحفلات، ويريد الصعود بشتى الوسائل، من دون مراعاة الوقت الواجب اتخاذه من أجل تثبيته نجماً بعد انتهاء عرض البرنامج".
هذا الجدل الواسع الذي خلفه هذا النوع من البرامج لم يختصر بحازم الشريف، بل هناك أسماء كثيرة لم تجد مقعدها على الساحة الفنية بعد البرنامج مباشرة، واختفت بسرعة البرق أو اتجهت إلى أعمال أخرى.



المواهب والشهرة
على المقلب الآخر، على الرغم من العوائق الإنتاجية التي تصادفهم، إلا أن مجموعة من خريجي برامج المواهب وجدت طريقاً إلى الشهرة والنجاح. بداية، القرن الحالي شهدت تحولاً كبيراً في نوعية برامج المواهب التي تقدمها المحطات العربية، بعد برنامج "استديو الفنّ" الشهير للمخرج اللبناني سيمون أسمر في سبعينيات القرن الماضي، وتخريجه لمجموعة من نجوم الغناء الحاليين: ماجدة الرومي، وراغب علامة، وصولاً إلى وائل كفوري، ورامي عياش... اتجهت البوصلة إلى الغرب، واستقرت على مجموعة من البرامج أو "فورما" غربي، لاكتشاف مواهب جديدة ليس فقط في الغناء، بل في التمثيل والتقليد وغيرها من الفنون.


ومن دون شك فإن تلفزيون "المستقبل" اللبناني فتح الباب أمام هذا النوع من البرامج، من خلال برنامج "سوبر ستار" الذي دفع بمجموعة من المواهب إلى سلم النجومية، ومنهم الفنان اللبناني ملحم وزين وزميلته السورية رويدا عطية، وزميلتهما الأردنية ديانا كرازون التي حملت اللقب في الموسم الأول. ورغم التباين في حضور الثلاثة، تفوق ملحم زين في إدارة أعمال واحدة، وأصبح واحداً من النجوم المعروفين في العالم العربي. ولم يقتصر حضوره على الشهرة الكبيرة التي حصدها صوته في البرنامج، بل قام زين بإنتاج مجموعة غنائية كبيرة، بينما تتأرجح كفة حضور كرازون ورويدة عطية قياسًا إلى ملحم زين وعدد حفلاته.


كما خرّج برنامج "سوبر ستار" المغربي سعد لمجرّد الذي تأخر في تحقيق نجومية. لكنه دق أبواب الشهرة بعد إصداره لأغنية "انت باغية واحد"، التي حملته إلى القمة، ليس فقط في المغرب، بل في العالم العربي. وشكلت منعطفاً أمام بلوغ أغنية شعبية بسيطة تعتمد على الإيقاع، المراتب الأولى عبر المنصّات الإلكترونية. وتخطى مجموع إيراداته السنوية أكثر من 4 ملايين دولار على مجموعة الاستماع الذي يحظى بها إضافة إلى الحفلات التي يحييها في جميع أنحاء العالم.


ولم يكن ناصيف زيتون، من سورية، أقل حظاً من بعض زملائه الذين تباروا في برامج المواهب. زيتون الذي حصد شهرة واسعة بعد دخوله برنامج المواهب الأشهر في العالم العربي "ستار أكاديمي"، استطاع القفز ببعض الألحان والأعمال الفنية الجيدة إلى سُدة النجومية، وحمل إلى ذلك شهرة واسعة، أصبح من خلالها الرقم الصعب في معادلة نجوم سورية من الشباب.

وبالتالي لم يقدم له برنامج "ستار أكاديمي" سوى الانتشار لأسابيع معدودة، وغاب عن أي شركة إنتاج معروفة، منتسباً فقط لشركة إدارة أعمال تتقن أصول اللعب، والترويج بطرق مختلفة، ومنها حقق نجاحاً جيداً، وأصبح واحداً من الفنانين المطلوبين لتقديم حفلات ومهرجانات. فيما اختفت أيه أخبار عن زملاء لزيتون تقدموا إلى برامج مواهب مشابهة مثل عبد الكريم حمدان، وعمار خطّاب، وعبود برمدا، الذين لم يجدوا من يدعمهم، وعادوا للغناء في المطاعم من أجل الكسب المالي.

المساهمون