أطلقت الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي منذ أيام أغنية جديدة بعنوان "لا تسأل"، وهي من كلمات الشاعرة سعاد الصباح، وألحان مروان خوري، وتوزيع ميشال فاضل، ومن إنتاج ماجدة الرومي، وتولّت "روتانا" للصوتيات والمرئيات ترويجها. وأدت الرومي الأغنية للمرة الأولى، في حفل مباشر، يوم العشرين من الشهر الحالي، وذلك في مركز جابر الأحمد الثقافي في الكويت، وذلك تزامناً مع مهرجانات "هلا فبراير" التي تنظّم برنامجها الفنّي شركة روتانا أيضاً، لكن استقبال مدير روتانا للصوتيات سالم الهندي للرومي في مطار القاهرة، ربما سيُشكل تعاوناً خجولاً بين الرومي وروتانا على صعيد توزيع بعض الأعمال الفنيّة، في الدول العربية، دون أي عقد احتكاري بين الطرفين.
في العودة إلى قصيدة "لا تسأل"، لا تمثل الأغنية، التعاون الأول بين ماجدة الرومي والفنان مروان خوري، فسبق وتعاونت معه في ألبوم "اعتزلت الغرام" عام 2006، في أغنية "أحبك جدا"، وأيضا عام 2012 في أغنية "مارح ازعل على شي" من ألبوم "غزل"، وأما الشاعرة الكويتية سعاد الصباح، فسبق أن تعاونت معها الرومي، وغنت لها قصيدة "كن صديقي" سنة 1994، وهي الأغنية التي لا يزال الناس ومحبو ماجدة الرومي يسمعونها إلى اليوم، وهي الأغنية التي هاجمت فيها الرومي العقلية الشرقية الذكورية في التسعينيات، وزادت من قيمتها الفنية.
تحاول ماجدة اليوم إحياء تلك التجربة الناجحة من جديد، من خلال "لا تسأل"، إلا أننا لا يمكننا أن نقارن "كن صديقي " بالأغنية الجديدة، فمن يتصفح النصّ الذي اختارته الرومي من ديوان "الشعر والنثر...لك وحدك"، يدرك فوراً الفجوة بين القصيدة والأغنية، فالقصيدة تتحدث عن امرأة عربية تعيش في أوروبا وتحاكي مشاكل الاغتراب، وتقول: "لا تسأل ما هي أخباري، لاشي مهمٌ إلا أنت، فإنك أحلى أخباري، وكل العالم من بعدك ذرات غبار، أوروبا بعدك ليست تطاق، شتاء جنيف ليس يطاق، شوارع لندن ليست تطاق، الوحدة التي يعاني منها العربي هناك وسط العالم المتسارع"، وتضيف أيضاً: "سيد هذا العالم، إني مرهقةٌ جداً، وأخوض في المطر المجنون بلا قدمين، هل تعرف في أوروبا مقهى متسعاً لاثنين".
تطرح القصيدة قضية الاغتراب بشكل واضح، وتحمل مشاعر يمتزج فيها اليأس واستجداء المخلّص، ولكن الأغنية التي قدمتها الرومي، لم تكن بنفس جودة القصيدة، فالتغيير والحذف فيها، جرّدا القصيدة من معانيها، لتتحول مجرد أغنية عاطفية خفيفة، فارغة دون فكر، وتساهم الموسيقى والأداء الأوبرالي، بإعطاء شعور الفرح، المناقض للشعور العام للأغنية.
وهنا لابد لنا أن نتساءل: ما أهمية اختيار غناء هذه القصيدة إذا تجردت من معانيها؟ أم أن الاختيار كان يرتكز فقط على اسم الكاتبة كاسم لامع لجذب الجمهور لا أكثر؟
وما أهمية أن نتشدد للغناء باللغة الفصحى، في الوقت الذي تبدو فيه الكلمات لا تحمل معاني عميقة، ولا تعطي جمالية مغايرة عن اللغة المحكية؟
الأغنية، لا تبدو بالعموم سيئة، ولكن القصيدة المُفرغة من محتواها، لا تتناسب كلماتها مع قيمة اللحن الذي أعدّه مروان خوري. ولكن، لو أن ماجدة الرومي التزمت بقضية الأغنية، وأوصلت شعور الاغتراب في أوروبا، الذي تضمنته القصيدة الأصلية، لكانت لامست مشاعر الآلاف ممن يعيشون حالات مشابهة، ولكانت الأغنية حققت نجاحاً مضاعفاً.
اقــرأ أيضاً
في العودة إلى قصيدة "لا تسأل"، لا تمثل الأغنية، التعاون الأول بين ماجدة الرومي والفنان مروان خوري، فسبق وتعاونت معه في ألبوم "اعتزلت الغرام" عام 2006، في أغنية "أحبك جدا"، وأيضا عام 2012 في أغنية "مارح ازعل على شي" من ألبوم "غزل"، وأما الشاعرة الكويتية سعاد الصباح، فسبق أن تعاونت معها الرومي، وغنت لها قصيدة "كن صديقي" سنة 1994، وهي الأغنية التي لا يزال الناس ومحبو ماجدة الرومي يسمعونها إلى اليوم، وهي الأغنية التي هاجمت فيها الرومي العقلية الشرقية الذكورية في التسعينيات، وزادت من قيمتها الفنية.
تحاول ماجدة اليوم إحياء تلك التجربة الناجحة من جديد، من خلال "لا تسأل"، إلا أننا لا يمكننا أن نقارن "كن صديقي " بالأغنية الجديدة، فمن يتصفح النصّ الذي اختارته الرومي من ديوان "الشعر والنثر...لك وحدك"، يدرك فوراً الفجوة بين القصيدة والأغنية، فالقصيدة تتحدث عن امرأة عربية تعيش في أوروبا وتحاكي مشاكل الاغتراب، وتقول: "لا تسأل ما هي أخباري، لاشي مهمٌ إلا أنت، فإنك أحلى أخباري، وكل العالم من بعدك ذرات غبار، أوروبا بعدك ليست تطاق، شتاء جنيف ليس يطاق، شوارع لندن ليست تطاق، الوحدة التي يعاني منها العربي هناك وسط العالم المتسارع"، وتضيف أيضاً: "سيد هذا العالم، إني مرهقةٌ جداً، وأخوض في المطر المجنون بلا قدمين، هل تعرف في أوروبا مقهى متسعاً لاثنين".
تطرح القصيدة قضية الاغتراب بشكل واضح، وتحمل مشاعر يمتزج فيها اليأس واستجداء المخلّص، ولكن الأغنية التي قدمتها الرومي، لم تكن بنفس جودة القصيدة، فالتغيير والحذف فيها، جرّدا القصيدة من معانيها، لتتحول مجرد أغنية عاطفية خفيفة، فارغة دون فكر، وتساهم الموسيقى والأداء الأوبرالي، بإعطاء شعور الفرح، المناقض للشعور العام للأغنية.
وهنا لابد لنا أن نتساءل: ما أهمية اختيار غناء هذه القصيدة إذا تجردت من معانيها؟ أم أن الاختيار كان يرتكز فقط على اسم الكاتبة كاسم لامع لجذب الجمهور لا أكثر؟
وما أهمية أن نتشدد للغناء باللغة الفصحى، في الوقت الذي تبدو فيه الكلمات لا تحمل معاني عميقة، ولا تعطي جمالية مغايرة عن اللغة المحكية؟
الأغنية، لا تبدو بالعموم سيئة، ولكن القصيدة المُفرغة من محتواها، لا تتناسب كلماتها مع قيمة اللحن الذي أعدّه مروان خوري. ولكن، لو أن ماجدة الرومي التزمت بقضية الأغنية، وأوصلت شعور الاغتراب في أوروبا، الذي تضمنته القصيدة الأصلية، لكانت لامست مشاعر الآلاف ممن يعيشون حالات مشابهة، ولكانت الأغنية حققت نجاحاً مضاعفاً.