ET بالعربي: مزيد من اقتحام الخصوصية

10 سبتمبر 2016
البرنامج نصّب نفسه كسلطة (فيسبوك)
+ الخط -
تتزاحم وسائل الإعلام حول المشاهير، بغرض معرفة آخر أخبارهم وجديدهم. البعض يحاول تتبعهم وملاحقتهم بهدف رصد تفاصيل عن حياتهم الشخصية، محاولاً الحصول على سبق صحافي، أو فضيحة ما، وفي الكثير من الأحيان، تتحول هذه المتابعة لنوع من المراقبة، التي يفرضها الإعلام على النجوم دون احترام خصوصية هؤلاء.

يتخطى التطفل حدوده، ويحاول التحكم بالحياة الشخصية للنجوم وتصرفاتهم، فيتعامل الإعلام مع حياة المشاهير وكأنها مشاع، وعلى هذا النهج، تقوم الكثير من وسائل الإعلام بإعطاء نصائح للنجوم، وتملي عليهم ما يجب أن يقوموا به. ومن بين الوسائل الإعلامية التي تسير على هذا النهج، برنامج "إي تي بالعربي"، الذي يُعرض على شاشة MBC، وهو النسخة العربية للبرنامج الترفيهي الشهير "إنتيرتينمنت تونايت". يحاول البرنامج منذ بدايته قبل عامين، تسليط الضوء على أهمّ الأحداث الفنية في العالم، ومتابعة آخر أخبار الفنانين العرب في الكواليس، وتحليل الأخبار المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.

حظي البرنامج خلال وقت قصير بشعبية عالية، دفعت فريق العمل إلى متابعة حثيثة لحياة الفنانين الخاصة، كونها ترفع عدد المشاهدين. بدا ذلك واضحاً، من خلال طرح بعض الفقرات، التي تتناول جوانب الحياة اليومية للفنانين، متناسياً الحدود التي يجب أن يتوقف عندها.
قبل أيام، قام فريق عمل البرنامج بنشر فيديو على الصفحة الرسميةـET على "فيسبوك"، بعنوان "أنت نجمة معروفة؟ إذا لا ترتكبي هذه الأخطاء، كي لا تنهال عليك الانتقادات"!
يحتوي الفيديو على تهديد غير مباشر، ونصائح بلهجة الأمر، للنجمات والالتزام بها، واتباع القواعد الأساسية، كي لا يقوم البرنامج بفضحهن وانتقادهن لاحقاً.
شكل الفيديو بسيط للغاية، مؤلف من عدة عبارات مرفقة بصور للفنانات، اللواتي يخطئن بقواعد "إي تي بالعربي"، فنقرأ على الشاشة، العبارة التالية: "لا ترتدي الفستان نفسه مرتين أو أكثر"، وتكون هذه العبارة مرفقة بصورة لإليسا، بالإطلالة نفسها في أكثر من مناسبة، وأيضاً نقرأ عبارة: "لا ترتدي فستانا ارتدته قبلك نجمة أخرى"، ويرفق هذه النصيحة بمجموعة من الصور لإليسا وهيفاء وهبي بالفستان ذاته، وكذلك "لا ترتدي فستانا غريباً جداً" صورة للفنانة سميرة سعيد بفستان ملون، ويرفق عبارة "لا تكرري الستايل نفسه في فساتينك" مع صور لنانسي عجرم، بتصاميم متشابهة، وأما عبارة "لا تكسبي وزنا زائداً" فيرفقها بصورة لسمية الخشاب، وأما عبارة "لا تنشري صورة لك بدون مكياج" فيرفقها مع صور لهيفاء وهبي.
ولم يلقَ هذا الفيديو قبولاً من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، فانهال كثيرون عليه بالتعليقات التي رفضت الفيديو، وما يحوي من مضمون.

تكمن المشكلة وفق آراء المتابعين، بنقص الوعي الإعلامي، فالبرنامج هنا نصّب نفسه كسلطة لها الحق بالتحكم وإملاء الأوامر على المشاهير، ولم يحترم خصوصية هؤلاء وظروفهم، ولا حتى أذواق النجمات في اختيار ملابسهن، بل تعامل معهم كمادة تجارية، فيما جاءت تعليقات الفيديو، أقرب الى التوبيخ أو لنقل الفضيحة، التي تحقق أرقاماً مرتفعة للبرنامج.
المساهمون