أم فلسطينية ترسم الطفولة العربية (صور)

17 اغسطس 2016
صار "فيسبوك" معرضاً لرسوماتها (فيسبوك)
+ الخط -

لأنها أم عربية أصبحت تعيش الخوف على أطفالها، بسبب ما تراه وتسمعه من حوادث مروّعة حولها في العالم العربي، وما يطاول الطفولة البريئة من قتل وتشريد ودم، وما يخلفه ذلك من آثار نفسية واجتماعية عليهم، نقلت معاناتها على الورق. ومن بيتها، انطلقت لترسم ما تشعر به نحو الطفولة المعذبة والمشردة، وما تراه من ملامح الخوف والجوع والمرض على وجوههم البريئة، حتى أصبحت تستحق بحق لقب "رسامة الوجوه الحزينة".

الفنانة سماح ياسين، وهي فنانة فلسطينية، تنحدر من مدينة قلقيلية في الضفة الغربية، وتقيم حالياً في مدينة القدس، هي أم لأربعة أطفال، من مواليد عام 1975، أحبت الرسم منذ صغرها، ولاقت الدعم والتشجيع من عائلتها، لكنها انقطعت عنه لفترة بسبب زواجها في سن مبكرة.

ومع مشاهد الألم حولها، قررت سماح أن تعود إلى هوايتها، بدعم وتشجيع من زوجها، فأصبح موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، معرضها الخاص الذي تعرض فيه رسوماتها، وتدخل من خلاله في مسابقات مع فنانين فلسطينيين وعرب، من خلال المجموعات الخاصة بالفن والإبداع.

تطمح سماح إلى إقامة معرضها الشخصي الأول في مدينة القدس، والذي تتمنى أن يضم أجمل لوحاتها عن الطفولة العربية، وكذلك لوحاتها التي رسمتها لشخصيات فلسطينية وعربية أثرت في التاريخ العربي والإسلامي.

وتقوم سماح أيضاً بإعادة تدوير بعض المخلفات المنزلية، وصنع الدمى والتحف والأنتيكات منها، تقدمها للأطفال وتزيّن بها غرفهم، كما تجيد الرسم على الصدف والزلف، وتصنع من "مشابك الغسيل"، براويز وإطارات فنية مبهرة.

وحول تركيز سماح على رسم وجوه الأطفال خصوصاً، وما تحمل من معاناة، تقول لـ"العربي الجديد"، إن "الطفل يمتلك وجهاً ملائكياً، ولكن الظروف المحيطة به طمست وغطت هذه البراءة، ونحن الكبار قد حوّلنا براءته إلى رعب وخوف بسبب ما يحدث في العالم من شرور"، ولذلك فهذا الأمر يزعجها كأم، وتأمل أن يستمتع كل أطفال العالم بطفولتهم.
المساهمون