هل يكسب وائل كفوري معركة المهرجانات؟

26 يوليو 2016
كفوري (فيسبوك)
+ الخط -
أحيا الفنان اللبناني وائل كفوري، ليلة استثنائية في بيروت، حيث ملأ الجمهور كل زاوية من قاعة "البيال" للاستمتاع بليلة فنية سميت "ليلة من العمر"، واستمرت ساعة ونصف الساعة. الصورة كادت تكون مشابهة لمشاركته العام الماضي في المهرجان نفسه. إذ أطلّ كفوري هذه المرة، بداية بموال للفنان الراحل وديع الصافي "وينن حبابينا". هذه البداية شكلّت علامة بارزة في تحسُّن أدائه، فلم يعوّل على فرقة موسيقية كبيرة، لكن التناغم بين الطرفين، كفوري والفرقة على المسرح، كان بديهياً وواضحاً، عشرة عازفين فقط، وقفوا خلفه، وعززوا حضوره، فأبدع في الارتجال الغنائي المُحبب عند الجمهور، وتفنّن من خلاله مبيناً تقنياته الصوتية العالية التي يتميز بها.
وبعد تحية الافتتاح لوديع الصافي، غنى كفوري "شو رأيك"، "يا هوى روح وقلو"، "حكم القلب"، "ما ارجعت انت"، "لو حبنا غلطة"، "يا ضلي يا روحي"، "بحنّ"، "ما وعدتك بنجوم الليل"، الأغنية التي كانت تأشيرة نجاحه بداية التسعينيات، وهي حتى اليوم ما زالت تحصد نجاحاً مدوياً. واضطر كفوري والعازفون إلى تمديد الأغنية عزفاً وغناء، ما يقارب تسع دقائق، وسط تفاعل الحاضرين الذين بلغ عددهم بنحو 4500 متفرّج. كما أدىّ بعض أغنيات ألبومه الأخير، مثل "صار الحكي"، "كيفك يا وجعي" و"الغرام المستحيل"، والتي تفاعل معها الناس بطريقة جيدة، دفعت كفوري إلى مدح نفسه، ممازحاً الجمهور بجملة "نعم هذا فنّ".
يُشار إلى أن مهرجانات "أعياد بيروت" في عامها السابع، شهدت تفاوتاً في حضور حفلاتها بين نجم وآخر، وبين فرقة وأخرى، وكانت ألغت هذا العام العرض المسرحي للفكاهي اللبناني، عادل كرم، دون توضيح الأسباب التي دفعتها لإلغاء مسرحية كوميدية ضمن نشاطاتها التي امتدت شهراً كاملاً، إذ ستختتم الفنانة اليسا المهرجان في الرابع من آب/أغسطس المقبل.

حضور استئنائي في جرش
وكان كفوري قد وقف على مسرح "جرش" الدولي، في الأردن، مفتتحاً فعالياته، حاملاً صوته إلى محبيه، وعلى الرغم من تراجع جمهور المهرجان الأردني لأسباب عدة، استطاع كفوري أن يجذب عدداً كبيراً من المتابعين، فامتلأت المدرجات، بعد وقت قليل من انطلاق الحفل، وقدّر جمهور تلك الليلة بنحو 7 آلاف متفرج.
ومن الجدير بالذكر، بأنَّ، وائل كفوري، هو من الفنانين الذين يشهدون إقبالاً عالياً من الجمهور على المسرح، في عصر تضطر بعض المهرجانات لفتح أبوابها بالمجان لتملأ المدرجات. ولكن عموماً، لا يمكن الحكم على نجاح أو فشل المهرجانات الصيفية لهذا العام، إذ لا يزال الوقت مبكراً، لكن، دون شك، هناك تباين بين عدة دول عربية في عدد الجماهير، التي تفضّل هذا المطرب على زميله، والعكس صحيح هنا.

تعاون ناجح
ويحضّر، كفوري، قريباً، لعمله الغنائي الجديد الذي سيبصر النور، نهاية العام الحالي. ورغم مهرجاناته المتقاطعة بين بيروت والعالم العربي، سيقسّم كفوري وقته لتسجيل جديده الغنائي في تعاون مع شعراء وملحنين، ساهموا في نجاحه ومنهم منير بوعساف، وبلال الزين، بعد نجاح هذا التعاون في عمله الأخير "الغرام المستحيل" الذي أطلقه خريف العام الماضي.
ونظرة سريعة على تاريخ وائل كفوري الغنائي، تظهر لنا بأنَّ، وائل، دخل عالم الغناء قبل 23 عاماً، عقب تخرجه من برنامج "استديو الفن" عام 1992، وحظيَ بدعم، من المخرج، سيمون أسمر، الذي تولى أعماله، وسط منافسة حادة شهدتها تلك الحقبة، ومنافسة مع أشهر نجوم الثمانينيات، ومنهم راغب علامة، وعاصي الحلاني.
ورسم، سيمون أسمر، عبر علاقاته الفنيّة، خريطة طريق، استفاد منها كفوري مقتنعاً بهذا التبنيّ والمسار في إدارة الاعمال. تعاون دام ما يقارب 15 عاماً، حتى انفصل كفوري عن، أسمر، ليتابع طريقه الفني مستعيناً ببعض الخبراء في هذا المجال، والعودة إلى شركة "روتانا" للإنتاج، وهي التي دعمته في البدايات، وتبنت موهبته الغنائية، ولا يزال، وائل كفوري، حتى اليوم واحداً من أبرز نجوم الشركة السعودية.



المساهمون