تفاؤل فلسطيني بانتعاش السياحة عقب زيارة البابا

26 مايو 2014
سياح يلتقطون صوراً لبيت لحم (أرشيف/فرانس برس/GETTY)
+ الخط -

أبدى تجار ووكلاء مكاتب السياحة والسفر في الضفة الغربية تفاؤلهم، بانتعاش موسم السياحة في فلسطين، خلال الأشهر الأربعة المقبلة في أعقاب زيارة البابا فرنسيس الأول إلى مدينتي بيت لحم والقدس.

وأنهى البابا فرنسيس الأوّل مساء أمس الأحد، زيارة وصفت بالتاريخية، إلى كل من فلسطين، والأردن، زار خلالها المعالم الدينية المسيحية في مدينتي بيت لحم والقدس.

وقال أحد وكلاء السفر في مدينة بيت لحم ويدعى يوسف صنوبر، إنّ زيارة الحبر الأعظم إلى فلسطين ستدفع بحركة السياحة المتباطئة إلى الأمام، "وستفتح عيون السياح على فلسطين خلال الموسم الحالي".

وأضاف خلال محادثة هاتفية مع "العربي الجديد"، "نتطلع إلى موسم مختلف عن السنوات السابقة، ونأمل أن تعود للمدن الفلسطينية حياتها السياحية. لدينا الكثير من المعالم التي يهتم السياح بمشاهدتها".

ويبدأ موسم السياحة في فلسطين عادة مطلع يونيو/حزيران من كل عام، ويستمر حتى نهاية سبتمبر/أيلول، بينما تشهد مدن فلسطينية أخرى انتعاشاً سياحياً خلال فصل الشتاء، كمدينة أريحا، بفضل درجات الحرارة الدافئة شتاءً.

وعلى جانب أحد الشوارع المؤدية إلى كنيسة المهد وسط مدينة بيت لحم، يعيد التاجر جورج بابون، ترتيب رفوف محله المخصص لبيع التحف وبعض الصناعات الخشبية والتماثيل الدينية، مستبشراً خيراً بالموسم الحالي.

وقال بابون، إنّ زيارة مشاهير العالم إلى المدينة، تبشر بموسم جيد، أفضل من المواسم السابقة، "وهذه توقعاتنا أن تشهد الأشهر المقبلة حركة سياح جيدة إلى المدينة"، مشيراً إلى أن مكاتب سياحة الاحتلال الإسرائيلي تعد سبباً في تراجع السياحة الفلسطينية.

وتقوم مكاتب سياحة الاحتلال الإسرائيلي، بتنظيم رحلات للسياح الأجانب إلى مدينة بيت لحم، ويكون الدليل قد قرر مسبقاً أنّ الزيارة ستقتصر فقط على زيارة كنيسة المهد ومرافقها، دون المرور بأسواق المدينة، للتضييق على التجار والحركة الاقتصادية في المدينة، بحسب بابون.

وكذلك الحال ينطبق على مدينة القدس التي يتعمد أدلاء السياحة الإسرائيلون، جاهدين، تجنب الأسواق العربية في المدينة المقدسة، وتوجيه الوفود نحو الأسواق التي يغلب فيها التجار الإسرائيليون.

وفي تصريح صحفي لها قبيل زيارة البابا، دعت وزير السياحة والآثار في الحكومة الفلسطينية، رولا معايعة، أن يعوّض الموسم السياحي للعام الجاري التراجع الذي طرأ على هذا القطاع خلال السنوات الماضية.

ووفقاً لـ "معايعة"، فإنّ القطاع السياحي يعد رافداً أساسياً للاقتصاد الفلسطيني، لكنه تعرض في الفترة الماضية إلى مضايقات إسرائيلية، "عبر منعنا من إجراء عمليات ترميم على بعض المواقع الأثرية في مناطق الضفة الغربية".

وتعاني نسبة من المرافق السياحية في المدن الفلسطينية سوء أوضاعها من حيث الترميم، أو وجود ملحقات للاستجمام، كالمطاعم والمنتزهات والمسابح وذلك بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي لوزارة السياحة الفلسطينية من إجراء أيّ تعديلات أو تطوير عليها.

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد هدد خلال أوقاتٍ سابقة بضم بعض المواقع الأثرية الفلسطينية له، وأهمها "قبر يوسف" قرب مدينة نابلس. وسبق ذلك ضم الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل وقبر "راحيل" (أم سيدنا يوسف عليه السلام)، في مدينة بيت لحم.

يذكر أنّ الاحتلال الإسرائيلي وقع مع دول الاتحاد الأوروبي العام الماضي، اتفاقية بعنوان "السماء المفتوحة" وتقضي بفتح المجال الجوي للاحتلال الإسرائيلي أمام شركات طيران الاتحاد الأوروبي.

ومن شأن الاتفاقية، أن تزيد من عدد السياح من دول الاتحاد الأوروبي إلى المناطق الفلسطينية المحتلة.

وأهم ميزة في تلك الاتفاقية أنها توفر أموالاً على السياح عند قطع تذاكر السفر، وتسهل من حركتهم باتجاهها حسب عاملين بالقطاع السياحي.

دلالات
المساهمون