المقاطعة التركية لإسرائيل تحجب سيارات شعبية عن سوق الاحتلال

18 يوليو 2024
معرض هيونداي في تركيا، 16 سبتمبر 2022 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تأثير المقاطعة التركية**: توقفت إسرائيل عن استيراد موديلات هيونداي المنتجة في تركيا، مما أثر على مخزون السيارات. كما تقلص مخزون تويوتا بسبب عدم القدرة على تحويل السيارات المنتجة في تركيا إلى دول أخرى.

- **التحديات اللوجستية والاقتصادية**: يواجه مستوردو السيارات في إسرائيل صعوبات بسبب ارتفاع تكاليف الشحن والضرائب، وصعوبة إنتاج السيارات بمعايير أوروبية في مصانع غير تركية، مع تشديد الاتحاد الأوروبي لقواعد الإنتاج.

- **التوقعات المستقبلية**: ينتظر المستوردون انتهاء الحرب لاستئناف الصادرات من تركيا. إذا استمرت المقاطعة، قد يتعين طلب إنتاج بمعايير أوروبية في مصانع أخرى، مما قد يقلل الربحية. تركيا تخطط لإنشاء مصنع BYD للسيارات الكهربائية بحلول 2026.

أدت المقاطعة التركية لإسرائيل إلى توقف استيراد الاحتلال ثلاثة من أشهر موديلات هيونداي، كذلك فإن مخزون الشركة المنافسة تويوتا يتقلص أيضاً.

"عملاءنا الأعزاء، بعد قرار الحكومة التركية بإنهاء العلاقات التجارية مع إسرائيل، هناك انقطاع في توريد النموذج المطلوب. في هذه المرحلة، ليس من الممكن تقديم طلب". يظهر هذا الإعلان النادر على موقع "هيونداي إسرائيل" الإلكتروني لأي شخص مهتم بفتح طلب لأحد الطرازات الأساسية الثلاثة المهمة لشركة هيونداي: Bayon وi20 وi10. ما تشترك فيه هذه الطرازات الثلاثة، إلى جانب كونها مركبات شعبية، أن الثلاثة تُنتَج في مصنع هيونداي في تركيا.

وفي 2 مايو/ أيار، أعلنت الحكومة التركية تعليق جميع علاقاتها التجارية بإسرائيل، حتى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة. ومنذ ذلك الحين، مرّ نحو شهرين ونصف شهر ولا تلوح في الأفق عودة إلى العلاقات التجارية الطبيعية.

واعتقد مستوردو السيارات في إسرائيل في البداية، وفق موقع "كالكاليست" الإسرائيلي، أن المقاطعة التركية لإسرائيل يمكن حلها من طريق تحويل السيارات المنتجة في تركيا إلى دول أخرى، ومنها إلى إسرائيل، أو أن شركات صناعة السيارات ستتدخل لصالحهم، وعملياً هذا لم يحدث.

وحتى في شركة تويوتا، المنافس لشركة هيونداي التي تنتج منتجاتها في تركيا، فإن الضغوط محسوسة. لا يوجد حتى الآن أي إعلان رسمي، وذلك لأن مستورد تويوتا تسلّم شحنة مركبات غادرت تركيا قبل انتهاء العلاقات التجارية، ولا يزال يمتلك عدداً قليلاً من السيارات. ويظهر التفتيش الذي أجري هذا الأسبوع في وكالات الاستيراد أن كمية صغيرة فقط من سيارات تويوتا CHR وتويوتا كورولا بقيت في إسرائيل، وأن جزءاً كبيراً من الألوان لم يعد من الممكن طلبها. وحتى مستورد رينو لا يزال لديه سيارات في المخزون.

تأثير المقاطعة التركية لإسرائيل

وشُعِر بالتأثير الأولي بعد المقاطعة التركية لإسرائيل بسرعة كبيرة، وفق "كالكاليست". وفي الوقت الحالي، لا يوجد لدى مستوردي السيارات حل للوضع. وعلى الرغم من أن شركات صناعة السيارات تنتج النماذج الشعبية في مصانع أخرى، إلا أن الإنتاج في هذه المصانع يمثل مشكلة من وجهة نظر العملاء الإسرائيليين.

أولاً، الشحن مكلف. لنقل سيارة لا تعبر البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين، يلزم إضافة ما يزيد على ألف دولار إلى ثمن النقل والضرائب المتأتية عنه. ثانياً، في الوضع العالمي الحالي، حيث يُنشئ مصنّعو السيارات مصانع لإنتاج السيارات الكهربائية ويفحصون بعناية كل استثمار في خط الإنتاج والبحث والتطوير، تنتج المصانع في العالم فقط ما تحتاج إلى إنتاجه. واليوم ينتج مصنع في تركيا السيارات ذات المعايير الأوروبية، أي السيارات المناسبة للتسويق في أوروبا والتي تشغلها إسرائيل وفقاً لقواعدها. ومصنع هيونداي في الهند أو مصنع تويوتا في اليابان ليس بالضرورة قادراً على إنتاج سيارات ذات معايير أوروبية.

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

نقطة إشكالية أخرى: شدّد الاتحاد الأوروبي قواعد إنتاج السيارات. السيارات الجديدة المسوقة في أوروبا في النصف الثاني من عام 2024 يجب أن تستوفي مجموعة متنوعة من أنظمة السلامة الفريدة مثل "قفل الكحول" الذي يمنع القيادة تحت تأثير الكحول، أو أنظمة خاصة تحذر من القيادة بسرعة أعلى مما يظهر على اللافتات المحيطة بالسيارة.

وأُنتِج مليون و276 ألفاً و140 سيارة في تركيا في عام 2021، وفي عام 2022 أُنتج مليون و352 ألفاً و648 سيارة، وفي عام 2023 أُنتِج مليون و468 ألفاً و393 سيارة. واعتباراً من عام 2023، أصبحت تركيا في المرتبة الـ 13 بوصفها أكبر مصنع للسيارات في العالم، بحسب "كالكاليست".

خسارة الإنتاج التركي

وفق الموقع الإسرائيلي، يعتبر التصدير من تركيا إلى إسرائيل الأكثر ملاءمة بسبب الظروف المادية: فمنذ لحظة مغادرة السفينة لميناء تركي إلى إسرائيل حتى وصولها، يستغرق الأمر أقل من أربعة أيام.

ومن حيث المعروض من موديلات السيارات التي تُسوَّق في إسرائيل والمصنعة في تركيا، فهذا ليس عدداً كبيراً من الموديلات، ولكن هذه موديلات أساسية، وبعضها هو المسيطر في السوق. ولا تزال تويوتا كورولا السيارة العائلية الأكثر مبيعاً في إسرائيل. وهيونداي i10 هي أرخص سيارة في إسرائيل في نسختها اليدوية. وتعد هيونداي i20 وهيونداي بايون من أكثر الموديلات مبيعاً بالإضافة إلى تويوتا CHR.

ومن الناحية العملية، يعيش مستوردو السيارات حالياً في فترة انتظار. وفي الصناعة ينتظرون نهاية الحرب التي من المفترض أن توقف المقاطعة التركية لإسرائيل بحسبهم. ولم تنجح محاولات كبار مستوردي السيارات للاستيراد من دول أخرى، والافتراض السائد هو أن الصادرات من تركيا ستُستأنَف هذا العام إلى إسرائيل.

ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أنه إذا لم تتوقف المقاطعة التركية لإسرائيل، فسيتعين على مستوردي السيارات الطلب من الشركات المصنعة إنتاج مركبات ذات معايير أوروبية في مصانع أخرى، الأمر الذي قد يتطلب الدفع من المستورد، ما يقلل من معدل الربحية، أو جعل استيراد نماذج معينة غير مربح لإسرائيل. وفي المستقبل البعيد، إذا استمرت المقاطعة التركية لإسرائيل، سيتضرر مشترو السيارات الكهربائية.

وقبل أقل من أسبوع، صافح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رئيس شركة BYD العالمية، في حفل إعلان إنشاء مصنع BYD تركيا الذي سيُنشأ في نهاية عام 2026. وسيضم مصنع BYD أيضاً مركزاً للبحث والتطوير، وسينتج 150 ألف سيارة سنوياً.

المساهمون