الأردنيون يخفضون استهلاك الخبز بعد ارتفاع أسعاره

09 ابريل 2018
انخفاض مبيعات الخبز بعد رفع الأسعار (Getty)
+ الخط -

اضطر الأردنيون إلى تقليل استهلاكهم من الخبز تحت ضغط ارتفاع أسعاره بقرار حكومي. وحسب مسؤول التجارة الداخلية في وزارة الصناعة والتجارة والتموين عماد الطروانة، فإن معدل الاستهلاك لمادة الطحين الذي كان مدعوما من قبل الحكومة انخفض بنسبة 36% خلال الفترة الأخيرة.

وقال الطراونة لـ"العربي الجديد"، إن سبب انخفاض الاستهلاك يعود لعاملين أساسين، هما سعي المواطنين لضبط الإنفاق بعد ارتفاع أسعار الخبز، وانتهاء الاستخدامات غير المشروعة للطحين من قبل كثير من المخابز نتيجة لإلغاء الدعم.

وبدأ الأردن اعتبارا من 27 يناير/ كانون الثاني الماضي، بتطبيق قرار رفع أسعار الخبز بنسبة وصلت إلى 100%، في إطار خطة قالت الحكومة إنها تهدف إلى تخفيض عجز الموازنة والقضاء على السوق السوداء للطحين المدعوم.

وأشار الطراونة إلى أن الهدر في استهلاك الخبز الذي كان قائما قبل رفع أسعار الخبز لم يعد موجودا بالنسبة السابقة، مضيفاً: "لم نعد نرى أكوام الخبز ملقاة في حاويات القمامة".

وكانت الحكومة تبيع طن الطحين للمخابز بمبلغ يراوح بين 70 و80 دولارا فيما تبلغ كلفته نحو 350 دولارا، وذلك للمحافظة على سعر بيع الخبز بـ16 قرشا للكيلوغرام، إلى أن تم رفع أسعاره منذ أكثر من شهرين ليبلغ سعر الطن حوالي 300 دولار. 




ودفع غلاء الخبز المواطنين إلى تغيير أنماطهم الاستهلاكية. وقال المتحدث باسم جمعية حماية المستهلك الأردنية، سهم العبادي، لـ"العربي الجديد"، إن تغيير سلوكيات المواطنين الخاصة بالخبز لم تقتصر على تقنين الاستهلاك وتقليل المشتريات لكن العديد من الأسر لجأت إلى إنتاج الخبز داخل المنازل للتوفير في حجم الإنفاق على هذه المادة الأساسية التي لا بد منها.

وأضاف العبادي أن تلك العائلات تقوم بشراء الطحين بالسعر الحر من الأسواق لإنتاج الخبز بشكل مباشر، ما يساعدها على توفير احتياجاتها بكلف أقل.

ويراوح حجم الاستهلاك المحلي من الطحين ما بين 900 ألف ومليون طن سنويا وسط توقعات حكومية بانخفاضه خلال هذا العام بعد رفع الأسعار.

وقال المواطن حسني فياض لـ"العربي الجديد"، إن كثيرا من الأسر الأردنية اضطرت لتخفيض استهلاكها من مادة الخبز بعد الارتفاع الكبير لأسعارها والذي أثر بشكل كبير على مستويات المعيشة.

وأضاف أن مقدار الدعم الذي قدمته الحكومة لبعض الأسر بعد رفع الدعم عن الخبز لم يكن كافيا، فيما أعداد كبيرة من الأردنيين لم يتم شمولهم بالدعم ما زاد من معاناتهم.

وخصصت الحكومة مبلغ حوالي 38 دولارا كدعم سنوي للأفراد المستحقين الذين تنطبق عليهم معايير الدعم، و47 دولارا حصة مخصصة للفرد الواحد من أفراد الأسر المنتفعة من صندوق المعونة الوطنية البالغ عددهم نحو 344 ألف مواطن.

ويبلغ إجمالي المبلغ المخصص لدعم المواطنين حوالي 242 مليون دولار سنويا، حسب بيانات رسمية.

عامل وافد يعمل في مخبز حجري منذ عدة سنوات يُدعى أبو أحمد، قال إن كافة المخابز الصغيرة تأثرت بسبب تراجع الطلب على الخبز منذ زيادة أسعاره، مشيراً إلى انخفاض الإقبال بنسبة تصل في بعض الأيام لأكثر من 50%.

وأضاف العامل: "واضح أن المواطنين غيروا أنماط الاستهلاك، ونتيجة ذلك انخفض الهدر في استخدام الخبز".

وقال صاحب مطعم، يدعى أحمد سلطان لـ"العربي الجديد": "قبل رفع أسعار الخبز كان المطعم يوميا يستهلك كميات كبيرة من الخبز، ولكن بعد قرار رفع الدعم اضطررنا إلى تخفيض الكميات بشكل ملحوظ".

وفي مؤشر على انخفاض الاستهلاك، قال رائد القرعان، وهو صاحب مخبز، لـ"العربي الجديد"، إنه لا يتم بيع كامل الكميات المنتجة في بعض الأيام وتبقى لليوم التالي، ما يضطرنا لبيعها بأقل من الكلفة لتقليل حجم الخسارة.
المساهمون