لا يزال التشاؤم مهيمناً على توقعات الاقتصاد الأميركي لعام الانتخابات الرئاسية 2024، رغم قوة أدائه في 2023، وقول العديد من الاقتصاديين إن الولايات المتحدة ستحقق قريباً "هبوطاً ناعماً" طال انتظاره.
ففي نهاية 2022، توقع العديد من الاقتصاديين والمصارف الكبرى حدوث ركود بحلول نهاية 2023، إلا أن التضخم انخفض كثيراً وسط نمو مطرد في الوظائف وازدياد الاستثمار في التصنيع.
لكن ما هي العوامل التي ستحسم اتجاهات الاقتصاد الأميركي في العام 2024؟ حاول موقع "بزنس إنسايدر" الإجابة عن هذا التساؤل راصداً 9 عناصر:
1 - التضخم
تباطأ التضخم قياساً بمؤشر أسعار المستهلك الرئيسي، بشكل ملحوظ هذا العام، حيث انخفض من 6.3% على أساس سنوي في يناير/ كانون الثاني إلى 3.1% في نوفمبر/ تشرين الثاني.
ويأتي ذلك بعد أن بلغ التضخم ذروته بأكثر من 8.9% في يونيو/ حزيران 2022. ومن المحتمل أن تتراجع الضغوط على أسعار المساكن في العام المقبل، وفقاً للبيت الأبيض.
2 - أسعار الفائدة
رفع "مجلس الاحتياطي الفيدرالي" أسعار الفائدة 4 مرات عام 2023، مع معدل اقتراض قياسي بين المعدل المستهدف البالغ 5.25% - 5.5%.
وأشار البنك المركزي إلى 3 تخفيضات للفائدة في 2024، على أمل خفض سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية إلى 2% - 2.25% بحلول عام 2026.
3 - سوق العمل
شهد عام 2023 نمواً مستداماً في الوظائف لكن بمعدلات أبطأ من العامين الماضيين، حيث أضاف الاقتصاد هذا العام ما متوسطه 232200 وظيفة جديدة كل شهر، أي نحو 55 ألفاً زيادة شهرياً عما كان عليه في عامي 2018 و2019.
وكانت هذه الوظائف في قطاعات تشمل الرعاية الصحية والمساعدة الاجتماعية، والترفيه والضيافة والحكومة. ومنذ أوائل عام 2022، ظل معدل البطالة مستقرا نسبياً بين 3% و4% حتى مع رفع الفائدة.
4 - النمو الاقتصادي
من الممكن أن يستمر النمو الاقتصادي في تحدي التوقعات بفضل ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي والاستثمار القوي في التصنيع.
في أواخر عام 2022، توقع العديد من الاقتصاديين والمتنبئين نموا اقتصاديا حقيقيا سلبيا للولايات المتحدة لعام 2023.
وبدلاً من ذلك، وفقاً للبيت الأبيض، تفيد التوقعات الاقتصادية الممتازة بنمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.6% لعام 2023، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى زيادة بنسبة 5.2% في الربع الثالث.
5 - معنويات المستهلكين
قد تكون "التقلبات" في طريقها إلى التراجع، حيث تنتعش معنويات المستهلكين، وفقاً لمسح جامعة ميشيغان للمستهلكين واستطلاع ثقة المستهلك الذي أجراه "مجلس المؤتمرات".
ومع ذلك، يشعر العديد من الأميركيين بالقلق بشأن الاقتصاد، خاصة بالنظر إلى الأشياء التي تؤثر عليهم أكثر من غيرها، مثل تكلفة البقالة أو الإيجار، والتي لا تزال مرتفعة.
6 - قروض الطلاب
في 1 سبتمبر/أيلول، استؤنفت دفعات فوائد القروض الطلابية الفيدرالية بعد توقف دام 3 سنوات، في حين بدأت المدفوعات في أكتوبر/تشرين الأول.
واعتباراً من يونيو/ حزيران 2023، بلغ دين القروض الطلابية الفيدرالية مجتمعة 1.64 تريليون دولار، يحتفظ بها 43.6 مليون شخص ويبلغ متوسطها نحو 38 ألف دولار لكل مقترض.
ويعني استئناف المدفوعات أنه بالنسبة للعديد من المقترضين أن التزامات السداد الإضافية حُذفت من الإنفاق أو الادخار. وقد شهد الملايين انخفاضاً في احتياطياتهم المالية في حالات الطوارئ.
7 - التفوق الاقتصادي
تتفوق الولايات المتحدة على الكثير من دول "مجموعة السبع" من حيث التضخم والناتج المحلي الإجمالي. فقد حققت نمواً نسبته 7.4%، في حين حققت كندا المركز الثاني بنسبة 3.5% وإيطاليا بنسبة 3.3%.
8 - التفاوت الاقتصادي
مع نمو الأجور الحقيقية، بدأ الأميركيون من ذوي الدخل المنخفض بسد الفجوة مع الأميركيين من ذوي الدخل الأعلى، لكن يظل معدل فقر الأطفال مصدر قلق، حيث ارتفع بأكثر من الضعف من 5.2% في عام 2021 إلى 12.4% في عام 2022.
9 - الذكاء الاصطناعي
تصدر "تشات جي بي تي" ChatGPT عناوين الأخبار لقدرته على جعل الناس أكثر إنتاجية، وكذلك فعلت هالة التهديد بحرمانهم من الوظائف.
وفي حين أن العديد من الاقتصاديين غير متأكدين من مدى تأثير برامج الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، يعتقد الكثيرون أنها يمكن أن تزيد الإنتاجية وتولد إيرادات إضافية للشركات.