قال رئيس اتحاد رجال الاعمال العرب، حمدي الطباع، في حديث مع "العربي الجديد" إن الاضطرابات التي مازالت تشهدها الدول العربية أثرت بشكل كبير في مناخ الاستثمار في العالم العربي الذي لم يعد مكاناً جاذباً للمستثمرين ورجال الاعمال من مختلف البلدان.
وأضاف أن الوضع يزداد سوءاً مع طول فترة النزاعات.
وقال إن اخطر ما في هذا الموضوع هجرة رؤوس الاموال العربية الى البلاد الاجنبية، ذلك أن البلاد العربية لم تعد مكاناً آمناً للاستثمار مع تصاعد الاضطرابات والمعارك في عدد منها وحالة عدم الاستقرار التي يشهدها معظم ارجاء الوطن العربي.
الأموال لا تُستثمر
وبيّن الطباع أنه لا يمكن تقدير حجم الاموال العربية التي هاجرت منذ بداية الاضطرابات في البلاد العربية، لكنه قال انها مبالغ كبيرة جداً وهي في ارتفاع مستمر، وإن حجم المدخرات منها في المصارف قد ارتفع بشكل واضح خلال السنوات الماضية، في اشارة الى مخاوف المستثمرين ورجال الأعمال في توظيف تلك الاموال في مشاريع استثمارية داخل العالم العربي.
واتحاد رجال الأعمال العرب هيئة عربية غير حكومية مستقلة تأسست في عام 1997 وتضم في عضويتها العديد من رجال الاعمال العرب وجمعيات وهيئات واتحادات رجال الأعمال في الدول العربية .
وحسب تقديرات منظمة العمل العربية، فإن حجم رؤوس الاموال العربية المهاجرة يبلغ 2.4 تريليون دولار. ويرى مراقبون أن فرص الاستثمار في البلاد العربية المستقرة أوضاعها تأثرت هي الاخرى، ولا تعدّ وجهة بديلة لرؤوس الاموال العربية التي هي في طريق الهجرة مرة اخرى بعدما عاد كثير منها الى موطنه العربي في أعقاب الأزمة المالية العالمية.
تأثر الأردن
وبحسب المراقبين، فإنه يوجد قناعة لدى رجال الاعمال العرب وغيرهم من الاجانب بأن عدداً من البلاد العربية لم تعد المكان الانسب والامثل لاستثماراتهم، فكانت الهجرة الى بلاد بعيدة.
وقال رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس النواب الاردني النائب خيرو ابو صعيليك لـ"العربي الجديد" ان الاردن تأثر كثيراً بالاضطرابات وحالة عدم الاستقرار التي تشهدها البلاد العربية، ولذلك انعكاسات مؤثرة جداً على الوضع الاقتصادي.
وأضاف "إننا لانتمنى ارتفاع معدلات الاستثمار في بلدنا على وقع أزمة الدول العربية، وكان واضحاً زيادة حجم الاستثمارات السورية في الاردن دون سواها، وقابلتها أكلاف كبيرة على اقتصادنا نتيجة استضافة اللاجئين السوريين".