رغم كل الاستثمارات الضخمة التي تضخها الشركات العالمية الكبرى لتصنيع سيارات ذاتية القيادة بالكامل من دون مساعدة السائق والتي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، إلا أن مفهوم هذه المركبات لا يزال عاجزاً عن الاكتمال، وهذا ما جعل دولاً تتخذ قراراً بوقف تجاربها على الطرق أو حتى إلغاء فكرتها كلياً بعدما تسببت بأضرار ووفيات في حوادث قاتلة.
أما أسباب فشل هذه التجربة حتى الآن، فيمكن تصنيفها إلى 5 تحديات تعترض تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة المتطورة جداً، وهي بحسب موقع "أي.أي.أو.تي وورلد" IIOT World:
1 - أوضاع الطريق
حالة الطريق أحياناً تكون غير متوقعة إلى حد كبير، وتختلف من مكان إلى آخر.
ففي بعض الحالات، توجد طرق سريعة واسعة وسلسة وملحوظة، لكن في حالات أخرى، تكون حالة الطريق متدهورة للغاية بحيث لا توجد علامات تدل على الحارات والممرات ووجود حفر وطرق جبلية وأنفاق، كما قد تكون الإشارات الاتجاه غير واضحة تماماً.
2 - حالة الطقس
للظروف الجوية دورها في إفساد التجربة. فقد يكون الطقس مشمساً صافياً كما يمكن أن يكون ماطراً وعاصفاً، فيما يتعين أن تعمل السيارات الذاتية في جميع أنواع الظروف الجوية.
3 - حركة المرور
سيتوجب على السيارات الذاتية أن تقود نفسها جنباً إلى جنب مع سيارات ذاتية أُخرى في الوقت نفسه، وعلى طرقات فيها الكثير من المارة الذين يخالفون أحياناً قواعد المرور، بما يشكل خطراً على السلامة العامة، كما قد يظهر كائن ما في ظرف مفاجئ.
4 - مسؤولية الحوادث
تُعد المسؤولية عن الحوادث أهم جانب في مسألة السيارات الذاتية. فالبرنامج هو المكوّن الرئيسي الذي سيقود السيارة وسيتخذ جميع القرارات المهمة.
في حين أن التصميمات الأولية تلحظ وجود شخص خلف عجلة القيادة، إلا أن التصميمات الأحدث التي عرضتها "غوغل" لا تحتوي على لوحة القيادة وعجلة القيادة!
وفي مثل هذه التصاميم، حيث لا تحتوي السيارة على أي ضوابط مثل عجلة القيادة، أو دواسة الفرامل، أو دواسة الوقود، فكيف يفترض أن يتحكم الشخص الموجود في السيارة بها في حالة وقوع حادث؟
5 - تداخل الرادارات
لأغراض الملاحة، تستخدم السيارات المستقلة أشعة الليزر والرادار، فيتم تثبيت الليزر على سقف السيارة، بينما يتم تثبيت المستشعرات على جسم السيارة.
ويعمل مبدأ الرادار من خلال الكشف عن انعكاسات موجات الراديو من الأجسام المحيطة.
وعلى الطريق، تصدر السيارة باستمرار موجات تردد الراديو التي تنعكس من السيارات المحيطة والأشياء الأخرى القريبة من الطريق، فيتم قياس الوقت المستغرق للانعكاس لحساب المسافة بين السيارة والجسم، ثم يُتخذ الإجراء المناسب بناء على قراءات الرادار.
وعند استخدام هذه التقنية لمئات المركبات على الطريق، هل ستتمكن السيارة من التمييز بين الإشارة الخاصة بها (المنعكسة) والإشارة (المنعكسة أو المنقولة) من مركبة أخرى؟
وحتى في حالة توفر ترددات لاسلكية متعددة للرادار، فمن المحتمل أن يكون نطاق التردد هذا غير كافٍ لجميع المركبات المصنعة التي تجوب الشوارع في الوقت نفسه.