4 عوامل تنقذ أوروبا من الركود الاقتصادي

22 يناير 2023
رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد في لقاء مع مسؤولين أوروبيين (Getty)
+ الخط -

تتضافر أربعة عوامل لتنقذ أوروبا من الركود الاقتصادي خلال العام الجاري، وهي الشتاء الدافئ، وتراجع أسعار الطاقة وبالتالي التضخم، وفتح الاقتصاد الصيني الذي يعد ثاني أكبر شريك تجاري لدول الكتلة، والدعم الحكومي.

وقال خبراء اقتصاد في مسح واسع إن منطقة اليورو تتجه لتجنب الركود الاقتصادي هذا العام، وأظهر المسح أن هناك تحولاً في المعنويات الاقتصادية بأوروبا.

وفي الشهر الماضي، توقع خبراء اقتصاد شملهم الاستطلاع أن الكتلة سوف تغرق في الركود هذا العام، ولكن في استطلاع هذا الشهر توقّع الاقتصاديون أن يسجل النمو بمنطقة اليورو نسبة 0.1 في المائة خلال العام الجاري 2023.

وحسب المسح الذي أوردته صحيفة "فايننشيال تايمز" اليوم الأحد، يرجع ذلك إلى انخفاض أسعار الطاقة والدعم الحكومي الوفير، وإعادة فتح الاقتصاد الصيني في وقت أبكر مما كان متوقعًا، وهي عوامل داعمة للنمو الاقتصادي في أوروبا والعالم.

وتبنّى المسؤولون وقادة الأعمال في المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي هذا الأسبوع في دافوس أيضًا نظرة أكثر تفاؤلاً للاقتصاد العالمي، وأشار صندوق النقد الدولي إلى أنه سيعمل قريبًا على زيادة توقعاته للنمو العالمي.

وكان الاقتصاديون يخشون أن تكون أوروبا من بين أكثر المناطق تضرراً هذا العام، بسبب تعرّضها للتداعيات الاقتصادية السالبة للحرب الروسية في أوكرانيا.

وكانت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، قالت قبل أسبوع إن "نصف الاتحاد الأوروبي سيكون في حالة ركود" خلال عام 2023.

وقال رئيس قسم أبحاث الاقتصاد الكلي في بنك ING الهولندي إن التحول في توقعات الاقتصاديين يشير إلى أن الركود لن يحدث في منطقة اليورو هذا العام.

من جانبها، قالت المحللة في شركة "هارغريقيز لانمسداون"، سوزانا ستريتا، إن "خطر أزمة الطاقة المخيف يتراجع، والتضخم ينخفض بسرعة أكبر مما كان متوقعاً".

من جانبه، قال كبير الاقتصاديين الأوروبيين في "كابيتال إيكونوميكس"، أندرو كينينغهام: "لقد تغيرت تصوراتنا بشكل جذري منذ أكتوبر"، مضيفًا أن الدعم الحكومي "كان أكثر سخاءً مما كان متوقعًا، بينما انتعش قطاع السيارات بقوة أكبر مما كان متوقعًا".

من جانبها، قالت الخبيرة الاقتصادية في مصرف UBS، أنا تيتاريفا: "هناك الآن فرصة أقل من 30 في المائة للركود، انخفاضًا من 90 في المائة في الصيف الماضي". وأضافت أن "اضطرابات سلسلة التوريد أقل مما كانت عليه، وسوق العمل قوي، والمدخرات أفضل، ما يفسر المرونة الاقتصادية لمنطقة اليورو".

وشددت: "لقد نجحت أوروبا في ملء مخزون الغاز في الأشهر الأخيرة، مما قلل بشكل كبير من المخاوف من تقنين الغاز. كما ساعد الانخفاض الحاد الأخير في أسعار الغاز بالجملة إلى المستويات التي شوهدت آخر مرة قبل الغزو الروسي لأوكرانيا. وهذه العوامل عززت التوقعات الاقتصادية المتفائلة".

وكان مصرف "جي بي مورغان" قد رفع هذا الأسبوع توقعاته للناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو لعام 2023 إلى 0.5 في المائة، بعد توقعه أن تكون أسعار الغاز الطبيعي حوالي 76 يورو لكل ميغاواط ساعة، بدلاً من توقعه السابقة عند 155 يورو.

المساهمون