3 ملايين مغترب لإنعاش سياحة المغرب

07 يونيو 2022
السياحة المغربية تضررت كثيراً بسبب الأزمة الصحية (Getty)
+ الخط -

ينتظر أن يستقبل المغرب ثلاثة ملايين من المغتربين، الذي سيعودون في الصيف، بعدما حال الفيروس بين بعضهم وقضاء إجازاتهم بالمملكة في العامين الماضين.

ويصل إجمالي عدد المغتربين إلى حوالى 5 ملايين نسمة، 85 في المائة منهم يقيمون في أوروبا، خاصة فرنسا التي تحتضن حوالى 1.5 مليون مغترب، بينما يتوزع الباقي بين الولايات المتحدة الأميركية وكندا وبلدان عربية.

استعدادات لاستقبال الملايين

وأعطيت أول من أمس، الانطلاقة الرسمية لعملية "مرحبا" التي تتعلق بعودة المغتربين، خاصة من البلدان الأوروبية، حيث ينتظر عبور 35 ألف شخص و4500 عربة يوميا عبر الحدود البحرية، وذلك العدد يمكن أن يتضاعف في فترات الذروة.

وأعلنت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، عن تبني مخطط للنقل البحري يعبئ 32 سفينة على مجمل الخطوط البحرية التي تربط الموانئ المغربية بنظيرتها في كل من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا، وذلك بطاقة استيعابية أسبوعية تناهز 478 ألف مسافر و123 ألف سيارة، علما أن الخطوط البحرية مع إسبانيا تمثل 95 في المائة من المسافرين خلال عملية مرحبا.

وتأتي التدابير التي تنخرط فيها مجموعة من المؤسسات مثل الجمارك، في ظرفية يراهن فيها المغرب على إنعاش السياحة التي تضررت من الأزمة الصحية، التي استدعت إغلاق الحدود في فترات ذروة الوباء.

ضخ مالي.. وسياحة

وكان المغرب فتح الباب أمام عودة المغتربين في الصيف الماضي، عبر توفير تذاكر بأسعار منخفضة وضمن تدابير احترازية مشددة، إلا أنه رغم حلول العديد منهم بالمملكة، إلا أن تدفقهم دون ما كان يحدث في الظروف العادية. ويأتي حلول المغاربة المقيمين بالخارج، بعدما دأبوا في الظرفية الحالية على دعم رصيد المملكة من العملة الصعبة.

فقد أفاد مكتب الصرف في الأسبوع الماضي، بأن تحويلات المغتربين بلغت منذ بداية العام وحتى إبريل/ نيسان الماضي 3 مليارات دولار، بعدما كانت في الفترة نفسها قبل الجائحة في حدود ملياري دولار. وكانت مؤسسات من بينها البنك المركزي، توقعت مع بداية انتشار الفيروس تراجع تحويلات المغتربين، إلا أنها جاءت مرتفعة عما كانت عليه قبل الجائحة في 2020، قبل أن تصل إلى مستوى قياسي في العام الماضي، إذ قفزت إلى 9.4 مليارات دولار، بزيادة بنسبة 36.8 في المائة.

ويذهب الخبير الإسباني، مؤسس "ريميساس" التي تُعنى بتحويلات المغتربين في العديد من البلدان، إنغو موري، إلى أن الاقتصاد المغربي يستفيد من عودة المغتربين، حيث يتجلى ذلك على مستوى الاستهلاك الداخلي، ما داموا ينفقون من أجل الأغذية والترفيه والسياحة.

مكتب الصرف في الأسبوع الماضي، بأن تحويلات المغتربين بلغت منذ بداية العام وحتى إبريل/ نيسان الماضي 3 مليارات دولار

 

ويلاحظ أن ذلك ينعكس على أسر المغتربين في المغرب، حيث إنه بالإضافة إلى التحويلات التي يبعثون بها إليهم، يقدمون إليهم مساعدات عند الحلول بالمغرب، مواصلين التضامن الذي يبدونه مع ذويهم وأقاربهم، والذي تجلى أكثر في فترة الجائحة، علما أن مناطق كثيرة تهتم بتحويلات المغتربين.

ويتصور المستثمر في القطاع السياحي، محمد أيت رشيد، في حديثه لـ"العربي الجديد" أن عودة المغتربين، ستنعش القطاع السياحي في الصيف الحالي سواء في مدنهم الأصلية أو المدن الساحلية التي يقبلون عليها، حيث لن يقتصر ذلك على الفنادق، بل سيشمل المقاهي والمطاعم والمتاجر في تلك المدن. ويرى المغترب بألمانيا، عبد العالي بنعبد القادر، أن العديد من المغاربة المقيمين بالخارج سيحلون بالمملكة بعد تواري الفيروس، رغم غلاء أسعار تذاكر السفر في الفترة الأخيرة، وارتفاع أسعار الفنادق بسبب الطلب المرتفع عليها، ودائع واستثمارات.

المساهمون