روسيا... فرص محدودة للتوسع بأسواق النفط رغم إنتاجها الضخم

30 يوليو 2019
شركات النفط الروسية تعمل بكامل طاقتها (Getty)
+ الخط -
دفع تنامي التوتر في الخليج وسط تكرار حوادث متعلقة بناقلات النفط، وفرض عقوبات أميركية على إيران، بخبراء في شؤون الطاقة إلى التساؤل في إمكانية زيادة كبار المنتجين من خارج المنطقة، إمداداتهم إلى الأسواق الآسيوية، وفي مقدمتها السوق الصينية، وجاءت روسيا البالغ متوسط إنتاجها أكثر من 11 مليون برميل يومياً، في مقدمة هؤلاء المنتجين المرتقب تعويضهم للإمدادات.
ورغم الإنتاج الضخم لروسيا، يقلل الشريك في شركة "روس إينرجي" للاستشارات، ميخائيل كروتيخين، من قدرة موسكو على تعويض النقص المحتمل لإمدادات النفط من منطقة الخليج.

ويقول كروتيخين في حديث لـ"العربي الجديد": "يتعذر على روسيا رفع حجم الإنتاج بشكل كبير، لأن جميع شركات النفط الروسية تعمل بالفعل بكامل طاقتها، واقتربت صادرات النفط الروسي إلى الصين من سقفها".
وعلى الرغم من التزام روسيا بالخطة والأرقام المعتمدة ضمن اتفاق خفض الإنتاج "أوبك+"، الذي تبلغ حصة روسيا فيه 228 ألف برميل يومياً مقارنة بأكتوبر/ تشرين الأول 2018، إلا أن كروتيخين يوضح أن هذا الخفض يتحقق لأسباب طبيعية، دون توفر لدى وزارة الطاقة الروسية أي آليات للتأثير على الشركات.

وحول البدائل للنفط الإيراني بالأسواق الآسيوية، يضيف: "يمكن تعويضه جزئياً بالنفط الأميركي، ولكنه خفيف جداً، على عكس نفط الدول الأعضاء في "أوبك". لذلك، قد تتم زيادة الإنتاج بدول الخليج مثل الكويت والإمارات والسعودية التي تمتاز بأكبر مرونة ضمن منظمة "أوبك" وأكبر قابلية لزيادة الإنتاج".
وبعد تراجع إنتاج النفط الروسي في بداية يوليو/ تموز الجاري إلى 10.79 ملايين برميل يومياً، وهو أدنى مستوى منذ ثلاث سنوات، نتيجة لأزمة النفط الملوث بخط "دروجبا" (الصداقة)، عاد إنتاج روسيا من النفط إلى مستوى 11.05 مليون برميل يومياً، وفق أرقام أوردتها وكالة "رويترز" مطلع الأسبوع الماضي.

وفي الوقت الذي تواصل فيه طهران البحث عن سبل الالتفاف على العقوبات المفروضة عليها، يشكك كروتيخين في قدرتها على تصدير كميات مهمة من النفط، قائلاً: "يزعم الإيرانيون أن هناك سبلاً للالتفاف على العقوبات، وهناك بالفعل سوابق تقديم النفط الإيراني على أنه عراقي. لكن في جميع الأحوال، فقدت إيران نحو 90 في المائة من إمكانياتها التصديرية، ولن تستطيع تهريب أكثر من 200 ألف برميل يومياً".

وعلى الرغم من تأثر أسعار النفط إيجاباً بأي توتر يحدث في منطقة الخليج الثرية بـ"الذهب الأسود"، إلا أن صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية أشارت إلى أن انهيار الاقتصاد الإيراني لا يصبّ في مصلحة موسكو، "لأن ذلك سينعكس سلباً على الوضع في سورية، حيث لا تزال التشكيلات الشيعية و"حزب الله" اللبناني تؤدي دوراً هاماً في دعم نظام بشار الأسد المدعوم من روسيا". 

يذكر أن أرقام هيئة الإحصاء الروسية "روس ستات"، تشير إلى أن صادرات النفط الروسي ارتفعت بنسبة 2.9 في المائة في العام الماضي مقارنة بعام 2017، ليبلغ 260.2 مليون طن. كما تعد روسيا إلى جانب السعودية، أكبر موردي النفط إلى السوق الصينية.

المساهمون