حرب في الخليج.. أم ابتزاز إضافي؟

15 مايو 2019
حاملة الطائرات أبراهام لينكولن (Getty)
+ الخط -

صدرت، اليوم الأربعاء، إشارات عدة من واشنطن والرياض وعواصم أوروبية أخرى تُعرب عن القلق من تزايد حالة التوتر العسكري والمخاطر الجيوسياسية في منطقة الخليج، وتعطي إشارات لأسواق المال الإقليمية والعالمية والمستثمرين الدوليين بأن المنطقة تعيش نذر حرب، بما يؤثر سلبا على الاقتصاد العالمي وإمدادات النفط للأسواق.

فأميركا وبريطانيا تدعوان مواطنيهما في إمارة دبي إلى أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر من التوترات في المنطقة. ولندن تنصح بعدم السفر إلى الإمارات، وواشنطن تحذّر رعاياها من عمليات تنفذها جماعة الحوثي اليمنية.

وواشنطن تحذّر من استهداف محتمل لقواتها في العراق، والجيش الأميركي يؤكد مجدداً مخاوفه حيال تهديدات وشيكة من قوات مدعومة من إيران تستهدف قواته في العراق، والتي أصبحت الآن في حالة تأهب قصوى.

كما أمرت أميركا موظفي حكومتها غير الأساسيين بمغادرة العراق على الفور، بعد أن أبدت مخاوفها مراراً إزاء تهديدات من قوى تدعمها إيران.

أما ما يتعلق بإشارات الرياض، فقد نقلت وكالة الأنباء السعودية عن مجلس الوزراء السعودي قوله إن عمليات التخريب التي تعرضت لها محطتا ضخ النفط في خط أنابيب شرق-غرب، يوم الثلاثاء الماضي "لا تستهدف المملكة وحدها، وإنما أيضا أمان إمدادات النفط العالمية والاقتصاد العالمي".


كما وصف مجلس الوزراء الهجوم الذي استهدف ناقلتي النفط السعوديتين قرب المياه الإقليمية الإماراتية بأنه "يشكل تهديداً خطيراً لأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية، وبما ينعكس سلبا على السلم والأمن الإقليمي والدولي".

يواكب الإشارات السابقة اشتداد القتال على الجبهة اليمنية، حيث قتلت قوات يمنياً تدعمها السعودية 97 حوثياً، في هجوم بمحافظة الضالع اليمنية، وهو ما يشكل تصعيداً سعودياً ضد الحوثيين الذين أعلنوا مسؤوليتهم عن استهداف منشآت نفطية سعودية في منطقة الرياض، يوم الثلاثاء.

وفي أسواق النفط، يزداد مستوى القلق بين مشتري وناقلي النفط بعد الهجوم على سفن ومنشآت نفطية سعودية، كما وضعت شركات النقل البحري وشركات التكرير في آسيا السفن المتجهة إلى الشرق الأوسط في حالة تأهب.

ومع هذه الإشارات السلبية، تعيش أسواق المنطقة حالة توتر شديدة، فهناك خسائر فادحة تستنزف البورصات الخليجية وتلحق خسائر فادحة بالمستثمرين تقدّر بمليارات الدولارات.

وعلى الرغم من مساندة حكومية للبورصة السعودية، إلا أن مستثمريها تكبدوا خسائر بلغت نحو 11 مليار دولار في يوم واحد، هو الثلاثاء، ولا يختلف الحال في بورصتي دبي وأبوظبي.

السؤال الذي تنتظر الأسواق الإقليمية والعالمية الإجابة عنه هو: هل ستندلع بالفعل حرب في منطقة الخليج، خاصة مع إصرار ترامب على خنق إيران اقتصادياً وتصفير صادراتها النفطية، أم أن ما يفعله ترامب هو مزيد من الابتزاز والحلب لأموال ونفط السعودية والإمارات؟

ترامب لا تكفيه صفقات السلاح التي أبرمها مع الحكومة السعودية في العام 2017 بقيمة 110 مليار دولار، ولا تكفيه الاستثمارات المليارية المباشرة القادمة من دول الخليج وتم ضخها في شرايين الاقتصاد الأميركي ووفرت فرص عمل ضخمة لآلاف الأميركيين.

وترامب لا يكفيه كذلك توفير أسعار وقود رخيصة للمواطن الأميركي على حساب الموازنة السعودية ومن جيب المواطن السعودي، هو يريد فقط استنزاف أموال الخليج بالكامل وتصفيرها، كما يفعل مع النفط الإيراني حالياً.

المساهمون