شركات الطيران تنتظر نتائج فحص صندوق "الإثيوبية" الأسود

15 مارس 2019
الطائرة تخضع أيضاً للتدقيق في الولايات المتحدة (Getty)
+ الخط -
تنتظر شركات الطيران المدني العالمية، وكذلك شركة "بوينغ" الأميركية، نتائج تدقيق بدأ اليوم الجمعة، بالصندوقين الأسودين التابعين للطائرة الإثيوبية المنكوبة من طراز بوينغ 737 ماكس، لمعرفة السبب الحقيقي للحادث وما إذا كان مشابهاً لما حصل في إندونيسيا قبل 8 أشهر.

وتحطمت الطائرة التابعة للخطوط الجوية الإثيوبية في رحلتها رقم 302 بعد فترة قصيرة من إقلاعها من أديس أبابا مطلع الأسبوع الجاري مما أدى إلى مقتل 157 شخصا، وذلك في ثاني كارثة من نوعها تشمل هذا الطراز الجديد من طائرات بوينغ بعد تحطم طائرة قبالة إندونيسيا في أكتوبر/ تشرين الأول كان على متنها 189 شخصا.

وأخرجت هيئات طيران في جميع أنحاء العالم أساطيل 737 ماكس من الخدمة بينما أوقفت الشركة الأميركية المصنعة للطائرات تسليم طلبيات بآلاف الطائرات من طراز كان من المفترض أن يصبح العمود الفقري لمستقبل الصناعة.

وأثارت أوجه الشبه بين الواقعتين ذعر الركاب في جميع أنحاء العالم وتسببت في خسارة أسهم الشركة 26 مليار دولار من قيمتها السوقية.

وقالت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية إن معلومات جديدة تم استقاؤها من حطام الطائرة وبيانات منقحة بشأن مسار الرحلة تشير إلى بعض التشابه بين الكارثتين.
وقال مصدران مطلعان إن محققين عثروا على قطعة من زعنفة التثبيت في حطام الطائرة الإثيوبية في وضع غير معتاد يشبه ما كانت عليه الزعنفة في طائرة شركة ليون إير التي تحطمت العام الماضي، علماً أن زعنفة التثبيت في مجموعة الذيل بالطائرة مسؤولة عن تحريك مقدمة الطائرة للأعلى أو الأسفل، في حين رفضت إدارة الطيران الأميركية وشركة "بوينغ" التعقيب.

وكان الطيار الإثيوبي قد أبلغ عن مشاكل داخلية وطلب العودة إلى أديس أبابا في آخر اتصالات قام بها. وقال بول جيتشينغا، الرئيس السابق لرابطة طياري الخطوط الجوية الكينية، لرويترز إن الطيارين من جميع أنحاء العالم يترقبون نتيجة التحقيق.

وأضاف "بالنظر إلى الصور من موقع التحطم، يبدو أن الطائرة هوت بمقدمتها... يبدو أنهم لم يكونوا مسيطرين على الطائرة لحظة الاصطدام (بالأرض)".

وأردف قائلا "لا بد أن الطيار رصد مؤشرا ما على أن سرعة الطيران ربما تكون غير دقيقة أو شيئاً من هذا القبيل وقرر بدلا من الارتفاع وحل المشكلة هناك، أن أفضل شيء هو العودة لحل المشكلة".

وقالت بوينغ، أكبر شركة مصنعة للطائرات في العالم، إن الطائرة 737 ماكس آمنة. واستمرت في الإنتاج بكامل سرعتها في مصنعها قرب مدينة سياتل، لكنها أوقفت الشحنات.

ويمتلك مكتب التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني الفرنسي بيانات الرحلة وتسجيلات قمرة القيادة لكن إثيوبيا هي التي تقود رسميا التحقيق. كما يوجد خبراء أميركيون في باريس وأديس أبابا. وقد تستغرق عملية التوصل إلى استنتاجات أولية عدة أيام.

تحديث البرمجيات

وأمس الخميس، قال مشرعون أميركيون إن أسطول طائرات بوينغ 737 ماكس سيخرج من الخدمة لأسابيع، بل وربما لفترة أطول من ذلك، حتى يتسنى اختبار وتركيب تحديث للبرمجيات، فيما قالت بوينغ إنها ستدشن التحديث في الأسابيع المقبلة.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن شخص راجع اتصالات حركة الملاحة الجوية قوله إن قائد الطائرة الإثيوبي أبلغ عن مشكلة في "التحكم بالطائرة" بعد دقيقة من الإقلاع لأن الطائرة كانت على ارتفاع أقل بكثير من الحد الأدنى الآمن للارتفاع عن الأرض خلال الإقلاع. وبعد 3 دقائق طلب الطيار إذنا بالعودة مع وصول سرعة الطائرة إلى مستويات غير طبيعية.

وأضاف المصدر الذي نقلت عنه الصحيفة أنه بعد أن سمحت غرفة المراقبة للطيار بالعودة، صعدت الطائرة إلى ارتفاع عال بشكل غير معتاد واختفت من الرادار فوق منطقة عسكرية محظورة. وقالت الصحيفة إن الاتصال مع المراقبين الجويين انقطع بعد 5 دقائق من الإقلاع.

وقالت إدارة الطيران الاتحادية يوم الأربعاء، إن استكمال عملية إصلاح برنامج كمبيوتر لطائرات بوينغ 737 ماكس تعكف عليها الشركة منذ حادث تحطم طائرة "ليون إير" سيستغرق شهورا.

(رويترز)
المساهمون