قال وزير النفط الكويتي بخيت الرشيدي اليوم الأربعاء إن بلاده لم يُطلب منها زيادة إنتاج النفط الخام لتعويض فاقد إمدادات النفط الإيراني الناجم عن العقوبات الأميركية على طهران.
وأبلغ الوزير "رويترز" أن ما يهم الكويت هو استقرار أسواق النفط الخام، موضحاً أن بلاده لديها القدرة على توفير كميات النفط التي تحتاجها السوق.
وذكر الرشيدي أن القدرة الإنتاجية للكويت، عضو منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، تبلغ حالياً 3.1 ملايين برميل من الخام يومياً، فيما يبلغ الإنتاج الفعلي 2.8 مليون برميل يومياً.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة نهاية يونيو/حزيران الماضي إن العاهل السعودي الملك سلمان وافق على طلبه زيادة إنتاج النفط "ربما بما يصل إلى مليوني برميل" لتعويض نقص الإنتاج من إيران وفنزويلا.
وقال مصدر في قطاع النفط لرويترز مؤخراً إن السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، تعتزم ضخ ما يصل إلى 11 مليون برميل يومياً من الخام في يوليو/ تموز الماضي بعد أن اتفقت أوبك مع روسيا ودول أخرى حليفة منتجة للنفط على زيادة الإنتاج بنحو مليون برميل يومياً.
وكان محافظ إيران لدى منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" قد اعتبر يوم الثلاثاء أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مخطئ إذا كان يتوقع أن تعوض السعودية ومنتجون آخرون للنفط فاقد الإمدادات الناجم عن الحظر الأميركي على طهران.
وتأتي التعليقات الصادرة عن محافظ إيران لدى أوبك بعد يوم من مسح لرويترز أظهر أن إنتاج أوبك زاد 70 ألف برميل يومياً في يوليو/ تموز.
وأوضح المسح ارتفاع الإنتاج السعودي من النفط لكن قابله انخفاض الإمدادات الإيرانية بسبب استئناف "العقوبات" الأميركية.
وقال حسين كاظم بور أردبيلي لرويترز "يبدو أن الرئيس ترامب وقع رهينة للسعودية وبضعة منتجين حين زعموا أن بإمكانهم تعويض 2.5 مليون برميل يومياً من الصادرات الإيرانية مما شجعه على التحرك ضد إيران".
وأضاف "الآن هم وروسيا يبيعون مزيداً من النفط وبسعر أعلى. ليس من إنتاجهم الإضافي لكن من مخزوناتهم".
وعلى مستوى استقرار أسواق النفط، قال وزير النفط الكويتي بخيت الرشيدي اليوم الأربعاء إن سوق النفط العالمية تقترب من الاستقرار بناء على مستويات الإنتاج الحالية للخام، وذلك بعد الاتفاق الأخير بين أوبك والمنتجين المستقلين على زيادة الإنتاج.
وأبلغ الرشيدي الصحافيين خلال جولة في محطة الزُّور الجنوبية لإنتاج الكهرباء "واضح من مستويات الإنتاج الحالية أننا نصل لمرحلة مستقرة جداً لأسواق النفط سواء للمنتجين أو المستهلكين".
وأضاف أن إنتاج الكويت الحالي من النفط الخام يبلغ 2.8 مليون برميل يومياً وفقاً لما تم الاتفاق عليه في اجتماع فيينا الأخير.
وقال الوزير الكويتي إن الاجتماع القادم للجنة مشتركة بين أوبك والمنتجين المستقلين في الجزائر، والمقرر أن يُعقد يومي 22 و23 سبتمبر/ أيلول، سيراجع مستويات إنتاج النفط بعد الاتفاق على زيادة الإنتاج في فيينا.
واتفقت أوبك ومنتجون آخرون بقيادة روسيا في يونيو/ حزيران على زيادة الإنتاج لتهدئة سوق النفط.
ورداً على سؤال بخصوص احتمال إغلاق مضيق هرمز، قال الرشيدي إن دول الخليج لديها خطط جاهزة للتنفيذ في حالات الطوارئ، كما عبر عن تفاؤله الشديد بعودة إنتاج الخام من المنطقة المحايدة مع السعودية قريباً جداً.
ولوحت إيران مرات عديدة، بإغلاق مضيق هرمز أمام ناقلات النفط الخليجي، رداً على إعلان واشنطن نيتها تقليص صادرات النفط الإيراني إلى صفر، واضعة مهلة أمام الدول والشركات حتى الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل لوقف تعاملاتها النفطية مع إيران، وذلك إثر انسحاب أميركا من الاتفاق النووي.
وهدد الرئيس الإيراني حسن روحاني في الأيام الماضية بمنع مرور شحنات النفط من دول الخليج، إذا حاولت واشنطن وقف الصادرات الإيرانية. وقال إن "منع إيران من تصدير النفط يعني أن كافة دول المنطقة ستكف عن بيع النفط".
وتوقع الوزير الكويتي في تصريحاته اليوم الأربعاء الوصول لاتفاق بشأن استيراد الغاز من العراق قبل نهاية العام الجاري.
وذكر الرشيدي، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الكهرباء والماء، أن بلاده سترسل إلى العراق أربع محطات تحلية مياه بطاقة إجمالية مليون غالون إمبراطوري يومياً.
وأرسلت الكويت للعراق 17 مولداً متنقلاً للكهرباء و18 ألف طن من الديزل للتغلب على مشكلة الكهرباء التي يعاني منها العراق، بحسب الرشيدي.
(رويترز، العربي الجديد)