حملة شعبية في السودان لمقاطعة اللحوم بسبب ارتفاع أسعارها

01 يوليو 2018
التجار نفوا تحملهم مسؤولية ارتفاع الأسعار (العربي الجديد)
+ الخط -
انطلقت بالخرطوم، اليوم الأحد، حملة ثانية لمقاطعة اللحوم الحمراء والبيضاء في ولاية الخرطوم تستمر لمدة أسبوع لمحاربة الغلاء واستغلال التجار، والتي تبنتها الجمعية السودانية لحماية المستهلك تحت شعار "مقاطعون لشراء اللحوم حتى يشتريها الفقير قبل الغني"، وذلك بعد أن قفز سعر كيلو لحوم الضأن من 100 إلى 220 جنيهاً، والعجل من 70 إلى 140 جنيهاً، والفراخ إلى 100 جنيهاً للكيلو.

ربة المنزل أم كلثوم محمد علي قالت لـ"العربي الجديد"، بحسرة، إن أسرتها تخلت عن شراء اللحوم منذ وقت بعيد ولجأت للبدائل الأخرى كالبقوليات والخضر في إعداد العديد من الوجبات الغذائية، خاصة بعد ارتفاعها لهذه الدرجة، وقالت إن أغلب المشترين للحوم الآن هم الأسر  ميسورة الحال فقط ولا عزاء للفقراء ومحدودي الدخل.

ويقول المواطن عوض ياسر أحمد إن "الأغلبية من الشعب السوداني قد قاطعت اللحوم قبل إعلان المقاطعة المُزمع دخوله حيِّز التطبيق اليوم" (الأحد)، مُشيراً إلى أنه عندما كان سعر كيلو الضأن 120 جنيهاً والعجالي بـ60 جنيهاً لم تزد القوى الشرائية للمواطن عن كيلو واحد في الأسبوع، بمُعدَّل (ثُمُن) كيلو لليوم، ومُضيفاً أنه منذ وصول سعر كيلو الضأن إلى 200 جنيه والعجالي إلى 160 جنيهاً، فقد لجأنا لـ"فقه البدائل"، وما أكثرها مما علَّمتنا إياه الحكومة".

واستدرك عوض أن "المشكلة الوحيدة التي قد تُواجه حملة المقاطعة تتمثَّل في أقلية لا تسوى شيئاً بحساب العددية، لكنها تعني كل شيء بمنطق القوى الشرائية، بمعنى أن ما يشتريه واحد من هؤلاء ربما يعادل أو يفوق ما يوازي عشرين من "حزب الأغلبية" وهُنا المُعضلة".


وكانت جمعية المستهلك قد أطلقت الحملة الأولى في يوليو/ تموز من عام 2012 لمناهضة غلاء الأسعار بشعار "الغالي متروك".

وأبدى عدد من تجار اللحوم في جزارات الخرطوم بحري والخرطوم استياء كبيراً من حملة مقاطعة شراء اللحوم، لتهديدها تجارتهم وإصابتها بالكساد، وتوقعوا في حديثهم لـ"العربي الجديد" عدم نجاحها في إقناع المواطنين بالإحجام عنها، باعتبارها العنصر الغذائي الأهم في المائدة السودانية الذي لا يمكن الاستغناء عنه حتى لو قفزت الأسعار لأضعاف الأسعار السائدة حالياً.

وقال تاجر اللحوم بالخرطوم بحري سيف الحمداني لـ"العربي الجديد" إن زبائنه من المواطنين لم يتوقفوا عن الشراء في اليوم الأول لمقاطعة اللحوم، والقوة الشرائية عادية، غير أنه لفت إلى تراجع سعر لحم الضأن من 200 و220 إلى 180 جنيهاً للكيلو والعجالي من 160 إلى 150 و140 جنيهاً للكيلو.

وأشار الحمداني إلى زيادته كمية اللحوم التي يستجلبها من السلخانة لمحله من (150) إلى (180) كيلوغراماً، لتغطية طلبات الزبائن، وقال إن البيع والشراء حسب الاستطاعة فهناك من يشتري كيلو وهناك من يشتري ربع كيلو فقط.


وقال ادريس جاد الله، صاحب ملحمة بالخرطوم، لـ"العربي الجديد"، إن مقاطعة اللحوم قد تؤثر في تراجع القوة الشرائية في اليوم الأول، غير أن غالب المواطنين لن يتمكنوا من الاستمرار فيها، لأن السودانيين عامة يحبّون اللحوم بكافة أنواعها.

ونفى جاد الله مسؤولية التجار من زيادة أسعار اللحوم التي قال إنها ارتفعت من مناطق إنتاجها لارتفاع تكلفة الأعلاف والرسوم والجبايات التي تفرض عليها وارتفاع تكلفة النقل من مناطق الإنتاج لمناطق الاستهلاك، خاصة بعد مشكلة الوقود التي زادت سعر الجازولين للشاحنات.

ولفت إلى تراجع كمية المعروض من اللحوم بالملاحم بنسبة 65%، بسبب ارتفاع الأسعار وتراجع الشراء، إلا أنه عاد وقال إن أغلب المواطنين لن يستجيبوا للمقاطعة ولو تم تخزينها بكمية معقولة لمقابلة استهلاكها خلال أسبوع المقاطعة.

وقال تاجر اللحوم عاطف أحمد إن المواطن السوداني لا يمكن أن يستغني عن شراء اللحوم لافتقار البعض إلى ثقافة الاستهلاك، إذ تنتعش حركة شراء السلع عند ارتفاع الأسعار، لذلك لا يستطيع مقاطعتها، متوقعاً عدم نجاح الحملة.

وأكد رئيس جمعية حماية المستهلك نصر الدين شلقامي لـ"العربي الجديد" حدوث تجاوب كبير من المواطنين والمجتمع المدني بالعاصمة الخرطوم وولايات السودان المختلفة مع حملة المقاطعة في يومها الأول، بامتناعهم عن الشراء، ما يؤدي إلى إنجاح الحملة ونشر ثقافة "الغالي متروك" أسوة بالدول الأخرى التي تطبق هذه الثقافة، وزاد أن الحملة تطاول كافة السلع التي قفز سعرها من دون مبرر.
دلالات
المساهمون