الصناديق السيادية تسعى إلى تمويل أكبر لشركات التكنولوجيا في الدول النامية

04 مايو 2018
ما يحدّد النجاح هو كيفية أداء الشركات بطرح عام(Getty)
+ الخط -
يغذي المستثمرون السياديون جولات تمويل بمليارات الدولارات لشركات تكنولوجيا جديدة في الأسواق الناشئة، حيث تتصارع الشركات وداعموها على ميزة الريادة في القطاع الرقمي.

والهدف هو العثور على شركات يمكنها تكرار نماذج "أمازون" و"نتفلكس" و"فيسبوك" في الولايات المتحدة، وهي شركات تسيطر على سوق تغصّ بالشباب المولع بالتكنولوجيا.

ولدى صناديق الثروة السيادية رأس المال لتغذية ذلك الاتجاه، والصبر للانتظار. وبدلاً من أن تعرض الشركات نفسها لمخاطر الإدراج بسوق الأسهم، فإنها تلجأ ببساطة إلى داعمين من القطاع الخاص في جولات تمويلية تزداد ضخامة باطراد، لتنشئ موارد نقدية كي تتغلب على منافسيها.

وحتى 24 إبريل/ نيسان من العام الجاري، شاركت صناديق ثروة سيادية في 15 صفقة ضخمة لرأس المال المغامر، بقيمة نحو 10.9 مليارات دولار، بالمقارنة مع 22 صفقة قيمتها 9.75 مليارات دولار فقط في 2017 ككل، وفقاً لقاعدة بيانات التمويل "بيتش بوك".

وبلغ إجمالي جولات التمويل لرأس المال المغامر في آسيا، البالغة قيمتها 100 مليون دولار أو أكثر من 20.7 مليار دولار حتى 21 إبريل/ نيسان، وفقاً لما أظهرته بيانات شركة "بريكن" للأبحاث.

ويتجاوز ذلك بسهولة إجمالي جولات الولايات المتحدة، البالغة قيمتها 8.9 مليارات دولار، وأوروبا البالغة 1.7 مليار دولار.

ويقول جيف شلابنسكي، رئيس الأبحاث لدى "إمبيا"، وهي رابطة تجارية لرأس المال الخاص في الأسواق الناشئة، إن آسيا جذابة لأن فيها عدداً أقل من الشركات الراسخة، ويضيف "في الولايات المتحدة عليك أن تنافس أمازون أو فيسبوك أو غوغل".

ووفقاً لـ"بريكن"، فإن 14 من بين أكبر 20 صفقة لرأس المال المغامر لعام 2017 جرت في آسيا، وبالأساس في الصين والهند. ومن بين تلك كانت جولة تمويلية ضخمة بأربعة مليارات دولار لشركة "ديدي تشو شينغ" الصينية المتخصصة في تطبيقات حجز سيارات الأجرة، بدعم من "مبادلة كابيتال" التابعة لأبوظبي ومجموعة "سوفت بنك" اليابانية.

كذلك أنفق الصندوقان السياديان التابعان لسنغافورة، "تيماسيك" و"جي.آي.سي"، بغزارة. ففي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، شارك "جي.آي.سي" في جولة تمويلية بقيمة أربعة مليارات دولار لشركة "ميتوان-ديانبينغ"، أكبر شركة لخدمات الإنترنت في الصين. واستثمر "تيماسيك" 1.5 مليار دولار في جولة تمويلية في فبراير/ شباط لمصلحة شركة "جو-جيك" لتطبيقات حجز سيارات الأجرة في إندونيسيا.

وأحد المحركات هو تنامي الطبقة الوسطى في آسيا، إلى جانب التغلغل شبه التام للأجهزة الذكية والتكنولوجيا.

ويقول كريس شرويدر، مؤسس "نكست بليون فنتشرز"، وهي شركة تركز على أنشطة التكنولوجيا الفائقة في الأسواق الناشئة، "لم يكن الوصول إلى المستهلكين الكبار ممن لديهم رأس المال أكثر سهولة وبتكلفة معقولة هكذا على الإطلاق".

الاندماجات

بالنظر إلى التنافس على هذه السوق، يسعى المستثمرون الحذرون حالياً إلى إيجاد السبل لدمج حيازاتهم. وقال شلابنسكي: "سيأتي الوقت الذي ينظر فيه المستثمرون إلى المنافسة المحتدمة حقاً بين الشركات، وسيمكنهم أن يروا آفاقاً أفضل إذا دُمجت الشركات أو وحدت جهودها".

وفي إبريل/ نيسان، قالت صحيفة "فايننشال تايمز"، إن "سوفت بنك" تخطط لنقل حصصها في شركات لتطبيقات حجز سيارات الأجرة تزيد قيمتها على 20 مليار دولار في "أوبر" و"ديدي تشو شينغ" و"أولا" الهندية و"غراب" السنغافورية إلى صندوق رؤية البالغة قيمته 93 مليار دولار.

وقاد هذا المشروع المشترك الذي يركز على التكنولوجيا مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي للتو جولة تمويلية بقيمة 1.9 مليار دولار لشركة خدمة تأجير الشاحنات الصينية "مانبانغ".

وتطبيقات حجز سيارات الأجرة هي مجال معركة حامية الوطيس في آسيا. واستحوذت "ديدي تشو شينغ" على عمليات "أوبر" في الصين في أغسطس/ آب 2016، وبيع نشاط "أوبر" في جنوب شرق آسيا إلى "غراب" في مارس/ آذار بعد معركة مكلفة.

وتندمج أيضاً سوق خدمات تأجير الدراجات في آسيا، مع شراء "ميتوان-ديانبينغ" لشركة "موبايك"، مقابل 2.7 مليار دولار في إبريل/ نيسان.

وتتيح مشاركة صناديق الثروة السيادية لمستثمري رأس المال المغامر مساراً للتخارج المبكر من دون إدراج. لكن حجم الصناديق الكبير يعني أن على الكيانات التقليدية أن تجمع تمويلات أكبر من أي وقت مضى كي تنافس، وإلا فقد تخرج من السوق.

وقال خافيير كابابي، المدير في مركز أبحاث "سوفرين ويلث لاب" في مدريد، إن "صناديق الثورة السيادية تدفع التقييمات للصعود لأنها تدخل بأموال أكثر. تلك مشكلة حين تكون الأموال أكثر من الشركات الناشئة".

ويتفق معه في الرأي فيليس إيغديو، رئيس منتجات رأس المال المغامر لدى "بريكن"، ويقول إن "القطاع متشبع برأس المال في الوقت الحالي". وأضاف "لكن كل هذا الوصول إلى 'رأس المال الطليق' يبطئ عملية التخارج المحتمل... في نهاية المطاف يجب أن يكون هناك نوع من التصحيح بالسوق".

ويبقى أن ما يحدّد النجاح هو كيفية أداء تلك الشركات في طرح عام أولي.

(رويترز)