بوتين يلمح إلى فك الارتباط مع "أوبك"... والسعودية تناور نفطياً

28 نوفمبر 2018
مواقف تستبق اجتماع أوبك في ديسمبر (Getty)
+ الخط -

تحوّل اليوم الأربعاء إلى محطة نفطية بامتياز، وذلك مع تصاعد المواقف قبيل اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" في السادس من شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل. 

فقد لمح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إمكانية فك الاتفاق النفطي مع "أوبك"، شارحاً أن روسيا مستعدة لمواصلة التعاون معها "إذا اقتضت الضرورة". ليؤكد من جهة أخرى، في منتدى اقتصادي عقد اليوم، أن موسكو ستكون راضية بسعر نفط يبلغ 60 دولارا للبرميل، مضيفا أن بلاده وأوبك نفذتا التزاماتهما المنصوص عليها في اتفاق إنتاج النفط العالمي.

وفي الوقت ذاته، أعلن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أن "المملكة لن تقوم بخفض إنتاج النفط بمفردها، بمعزل عن المنتجين الآخرين حول العالم". ما يعني استمرار انخفاض الأسعار بما لا تشتهيه روسيا.

وأضاف الفالح، الذي يزور نيجيريا اليوم، إن "المنظمة ستتخذ قرارا جماعيا لتحقيق الاستقرار لأسواق النفط العالمية".

وازداد إنتاج النفط في العديد من البلدان، مثل السعودية والعراق والإمارات وروسيا والولايات المتحدة، خلال الشهور الماضية، إلا أن الطلب شهد تذبذبا مؤخرا بسبب شكوك حول تباطؤ الاقتصاد العالمي.

وفقد خام برنت نحو 26 دولارا من قيمة البرميل الواحد في أقل من شهر ونصف، نزولا من 86 دولارا للبرميل إلى متوسط 60 دولارا في الوقت الحالي. 

ويجتمع أعضاء "أوبك" في 6 ديسمبر/كانون الأول المقبل، بالعاصمة النمساوية فيينا، لاتخاذ قرار نهائي بتنفيذ خفض في إنتاج النفط أو عدمه في 2019. 

إيران تنتقد السعودية

وفي السياق، قال وزير النفط الإيراني، بيجن زنغنة، اليوم، إن بعض الدول تقوم بزيادة الإنتاج وإشباع الأسواق العالمية، من أجل الإضرار باقتصاد بلاده. ووفق وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء، أشار الوزير زنغنة إلى السعودية التي رفعت الإنتاج "تلبية لطلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب".

وكان "العربي الجديد" رصد زيادة في إنتاج السعودية للنفط مليوناً و112 ألف برميل يومياً منذ مطلع العام الحالي، وفق تتبع بيانات منظمة "أوبك" في 2018. 
 
وارتفع إنتاج المملكة من 9 ملايين و988 ألف برميل يومياً في كانون الثاني/ يناير 2018، ليصل إلى 11 مليوناً و100 ألف برميل، في نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي. 

وتقود السعودية زيادة إنتاج النفط، بما يتناقض مع حاجة السوق الدولية التي يحذر غير تقرير متخصص من أنها تتجه نحو تخمة في المعروض وتراجع في الطلب. 
 
ونهاية الأسبوع الماضي، شكر ترامب السعودية على خلفية الهبوط الحاد في سعر برميل النفط الخام خلال الشهرين الماضي والجاري.

وحسب "مهر"، امتنع الوزير عن الإدلاء بتصريحات حول النفط وإمكانية استمرار الدول في شراء البترول الإيراني. وقال: "لا أتحدث عن العقوبات مطلقا، لأن الأميركيين سيستغلون مثل هذه التصريحات".

ووفق الوزير الإيراني، فإن "أسعار النفط تتأثر بعامل العرض والطلب، ومع الأسف فإن تدخل بعض الدول لإشباع الأسواق العالمية للنفط من أجل الإضرار بالاقتصاد الإيراني، لا يمكن إنكاره وتجاهله".

واستهدفت الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية ضد إيران، التي دخلت حيز التنفيذ في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، قطاع صادرات النفط والطاقة والغاز والبتروكيماويات.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، كشفت بيانات "أوبك" عن تراجع إنتاج إيران من النفط بنسبة 4.5 في المائة، بمقدار 156 ألف برميل ليصل إلى نحو 3.296 مليون برميل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على أساس شهري.

وحسب المنظمة الدولية التي تتخذ من فيينا مقرا لها، سجل إنتاج إيران من النفط نحو 3.452 مليون برميل في سبتمبر/ أيلول الماضي.

تراجع أسعار النفط

وتراجعت أسعار النفط إلى نحو 60 دولارا للبرميل اليوم الأربعاء بفعل ضغوط من زيادة المخزونات الأميركية وشكوك بشأن ما إن كان سيجري الاتفاق على خفض في الإنتاج تقوده أوبك في الأسبوع المقبل.

وقال معهد البترول الأميركي أمس الثلاثاء إن مخزونات الخام الأميركية زادت في الأسبوع الماضي. ثم قوضت السعودية الآمال بشأن خفض أوبك وحلفائها للإنتاج اليوم الأربعاء وقالت إنها لن تتحرك وحدها بينما أحجمت نيجيريا عن الالتزام بمسعى جديد لخفض الإمدادات.

وانخفض خام القياس العالمي مزيج برنت 27 سنتا إلى 59.94 دولارا للبرميل بعدما جرى تداوله عند 61.27 دولارا للبرميل في وقت سابق من الجلسة. وتراجع الخام الأميركي عشرة سنتات إلى 51.46 دولارا للبرميل. 

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون