يعرب الستيني المصري حسام محمد مصطفى، عن أمله، في استمرار أولاده في فتح ورشته لصناعة الأرابيسك في قلب منطقة خان الخليلي في محافظة القاهرة. ويعتبر أن صناعة الأرابيسك في مصر، تعد من الصناعات الفنية، والتراثية، ذات المدلول الثقافي، إلا أنها بدأت تواجه العديد من التحديات، أهمها نقص اليد العاملة الماهرة.
يجلس حسام في ورشته، لصناعة الأرابيسك، بمنطقة خان الخليلي، ويزخرف بأنامله أشكالا هندسية على الأخشاب، لتخرج من تحت أنامله تحف فنية راقية.
ويوضح، أن تصنيع الأرابيسك، يمر بالعديد من المراحل، حيث يعتمد على فنون الحفر والزخرفة والخط والرسم والتعشيق والنقش والتطعيم. وتعتبر صناعة الأرابيسك من الصناعات التقليدية في مصر ولكنها، بحسب حسام، لم تعد كما كانت في الماضي في ظل غلاء أسعار المواد الأولية، حيث لم يعد بمقدور الورشة صناعة العديد من التحف الفنية.
ويلفت إلى أن طريقة التصنيع تبدأ بمرحلة الرسم، ثم تسلم للنجار لتنفيذها على الخشب، الذي يقطع ويخرط على الماكينة، وبعد ذلك يتم تجميعه، ويختلف كل شكل عن الآخر، كما يختلف الوقت الذي يستغرقه كل نوع في تصنيعه، موضحًا أن يومية الصنايعي في الورشة تصل إلى 150 جنيهًا.
ورث حسام مصطفى، الورشة من والده، الذي كان "معلمه" الأول في تعليمه لهذه المهنة. وبدأ مسيرته العملية منذ سنوات، يقول لـ"العربي الجديد": أدخلت العديد من التحديثات على هذه المهنة، فأدخلت الآلات الحديثة، وذلك للمساعدة في الحفاظ على جودة ومكانة المنتج المصري، شأنه شأن الطراز الهندي والإنكليزي والفرنسي".
يؤكد حسام أن هذه الصناعات التقليدية، تواجه العديد من المخاطر، أهمها، عزوف الناس عن شراء هذه المنتجات، وغياب السياح.
ويضيف "تعرضت حركة البيع والشراء للركود بشكل كبير خاصة بعد ثورة 25 يناير عام 2011"، مشيراً إلى أن أغلب العاملين اتجهوا إلى مهن أخرى، الأمر الذي تسبب في إقفال العديد من الورش، لافتاً إلى أن هناك نحو 15 ورشة فقط على مستوى الجمهورية، تعمل في صناعة الأرابيسك.
يتمنى حسام توفير المادة الخام لصناعته، خاصة قطع الصدف أو الزينة المستوردة من سورية أو إيطاليا، مؤكداً أن عدم توفير تلك المواد سيقضي على الأشكال الجميلة لمنتجاته.
ويؤكد حسام أن معظم مواطني دول الخليج هم الأكثر شراء لمنتجات الأرابيسك، وذلك لوجود مساحات كبيرة في منازلهم، والأجانب يفضلون شراء القطع الصغيرة التذكارية، لا تلك الكبيرة كالأثاث الأرابيسكي، في مقابل عزوف كثير من المصريين عن الشراء.