صندوق النقد يحذّر آسيا من "الشيخوخة" ومخاطر قرارات ترامب

09 مايو 2017
اليابان تحث كبار السن على الانخراط بسوق العمل(فرانس برس)
+ الخط -
قال صندوق النقد الدولي، اليوم الثلاثاء، إن النظرة المستقبلية لاقتصاد آسيا تواجه ضبابية "كبيرة" ومخاطر تراجع النمو، نتيحة لأي اضطراب مفاجئ للأوضاع المالية العالمية أو تنامي سياسات الحماية التجارية، إضافة إلى مشكلة توقف النمو السكاني في بعض البلدان الآسيوية.

كان الصندوق رفع، في إبريل/نيسان، توقعات النمو لآسيا والمحيط الهادي إلى 5.5% من التوقعات السابقة في أكتوبر/تشرين الأول البالغة 5.4%، في حين أبقى على توقعات النمو لعام 2018 دون تغيير عند 5.4%. وبلغ معدل النمو في المنطقة 5.3% في 2016.


يأتي التقرير في حين يكافح صناع السياسات تحدي كيفية تجاوز مخاطر الحماية التجارية في ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، واحتمال زيادة تكلفة التمويل، مع تسريع مجلس الاحتياطي الاتحادي وتيرة رفع أسعار الفائدة.


وقال الصندوق "إن التحول المحتمل تجاه الحماية التجارية من جانب شركاء تجاريين رئيسيين ينطوي أيضا على خطر شديد للمنطقة، ويهدد تراجع التجارة العالمية في آسيا على نحو خاص، نظرا لنسبة الانفتاح الكبيرة على التجارة ومشاركتها الكبيرة في سلاسل الإمدادات العالمية".


أزمة الشيخوخة

في تطور آخر، دعا صندوق النقد الدولي، القوى الاقتصادية الآسيوية، إلى التحرك مبكرا للتعامل مع التزايد السريع للسكان المتقدمين في السن، محذرا من أن دولا في المنطقة مهددة بأن تشيخ قبل أن تصبح غنية.

وقال الصندوق، في تقريره السنوي عن الأوضاع الاقتصادية في منطقة آسيا والمحيط الهادي، اليوم الثلاثاء، إنه قد يكون التكيّف مع التقدم في العمر تحديا خاصا بالنسبة لآسيا، حيث يصبح السكان الذين يعيشون في ظل مستويات متدنية نسبيا للدخل في كثير من مناطق الإقليم متقدمين في العمر بسرعة، مضيفاً أن بعض البلدان في آسيا تشيخ قبل أن تصبح غنية.

وأضاف التقرير، أن من المقدر أن يصبح معدل النمو السكاني لآسيا صفرا بحلول عام 2050، وأن نسبة مَن هم في سن العمل، والتي بلغت ذروتها حاليا، ستنخفض خلال العقود المقبلة.

وقال إن نسبة السكان في فئة 65 عاما أو أكبر ستزداد بسرعة وستقترب من نسبةٍ تعادل مرتين ونصف مستواها الحالي بحلول عام 2050.

وأضاف أن ذلك يعني أن التوزيع السكاني قد يقل بمقدار 0.1 نقطة مئوية عن النمو العالمي السنوي، على مدى العقود الثلاثة المقبلة.

وذكر الصندوق أن التحديات كبيرة بالنسبة لليابان بشكل خاص، إذ إنها تواجه سكانا يتقدمون في العمر ويتناقصون في الوقت نفسه، وتقلصت قوتها العاملة بنسبة سبعة بالمائة، في العقدين المنصرمين.

وأضاف "إن تجربة اليابان تبرز مدى التأثير السلبي للرياح السكانية المعاكسة على النمو والتضخم وفعالية السياسة النقدية".

ودعا الصندوق، الدول الآسيوية، إلى التعلم من تجربة اليابان، وأن تتعامل مبكرا مع الرياح السكانية المعاكسة، من خلال تطبيق خطط تحظى بمصداقية لضبط أوضاع المالية العامة وتعزيز مشاركة النساء والمسنين في قوة العمل، وإصلاح شبكات الضمان الاجتماعي.


وبحسب مسح قام به "العربي الجديد"، فإن دولا كثيرة في منطقة آسيا، تعاني من انخفاض معدل الولادات سنوياً. وعلى سبيل المثال، انخفض معدل الولادات في الصين إلى النصف، كما شهدت كل من إندونيسيا واليابان وسنغافورة أيضاً انخفاضا إلى أكثر من النصف في معدل الولادات، خلال الأعوام الماضية، مقارنة مع تسعينيات القرن الماضي، الأمر الذي تسبب في خلق فجوة عمرية بين السكان، من شأنها التأثير سلباً على كافة القطاعات الاقتصادية.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون