أرباح متزايدة مع نمو سوق الحلال في بريطانيا

23 يوليو 2024
يمثل قطاع اللحوم الحلال حوالي 15% من السوق البريطاني، لندن 28 مايو 2022 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **نمو سوق الأغذية الحلال في بريطانيا**: يشهد سوق الأغذية الحلال في بريطانيا نمواً ملحوظاً، مدفوعاً بزيادة عدد المسلمين المتوقع أن يصل إلى 13 مليوناً بحلول 2050، مع قيمة قطاع اللحوم والدواجن الحلال تبلغ 1.7 مليار جنيه إسترليني في 2023.

- **توسع المتاجر الكبرى**: تعمل متاجر كبرى مثل "تيسكو" على توسيع نطاق منتجاتها الحلال لتلبية الطلب المتزايد من المسلمين، الذين ينفقون على اللحوم أكثر من غيرهم، مما يعزز نمو السوق بنسبة 5٪ سنوياً.

- **نمو سوق الحلال العالمي**: بلغ حجم سوق الأغذية الحلال العالمي 2.46 مليار دولار في 2023، ومن المتوقع أن يصل إلى 5.8 مليارات دولار بحلول 2032، مدفوعاً بزيادة استهلاك اللحوم الحلال واعتماد التجارة الإلكترونية.

يشهد سوق الأغذية الحلال في بريطانيا زيادة في الطلب تعكس تزايد أهمية المنتجات وسوق الحلال في اقتصاد المملكة المتحدة، ويفتح أبواباً جديدة للربح والتوسع، وسط توقعات رسمية بزيادة عدد المسلمين في البلاد إلى 13 مليونا بحلول عام 2050، ومع ذلك، يواجه السوق تحديات تنظيمية تتعلق بضمان جودة وشهادات الحلال، كما يعكس هذا النمو المتسارع أهمية التكيف مع متطلبات المستهلكين وضمان المعايير الصارمة للمنتجات الحلال. 

واقع الأغذية الحلال في بريطانيا

في حديثه إلى "العربي الجديد"، يوضح مدير قطاع الحلال وزميل أبحاث زائر في كلية إدارة الأعمال بجامعة هيدرسفيلد أوال فسيني، أن "زيادة عدد السكان المسلمين في بريطانيا والعالم تؤدي إلى زيادة استهلاك اللحوم، وبالتالي، استمرار سوق الحلال في مسار تصاعدي". ويشير إلى "وجود توجه نحو منتجات اللحوم عالية الجودة، مع التركيز على المعايير المناسبة والتنوع". "ومع ذلك، يشكل تنظيم جهات إصدار شهادات الحلال تحدياً كبيراً، حيث لا يوجد حالياً أي تنظيم للجهات التي تصدر شهادات الحلال" وفقا له.

وتوصلت دراسة بعنوان "قيمة قطاع الحلال لاقتصاد المملكة المتحدة من المزرعة إلى المائدة" لعام 2023، ساهم فيها فسيني، أن قيمة قطاع اللحوم والدواجن الحلال عند الذبح تبلغ حوالي 1.7 مليار جنيه إسترليني، من إجمالي قيمة قطاع اللحوم في بريطانيا البالغ 11 مليار جنيه إسترليني، وهو ما يمثل حوالي 15% من القيمة الإجمالية. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى ما يقرب من 2 مليار جنيه إسترليني بحلول عام 2028، مع وصول قطاع اللحوم في بريطانيا إلى 13.5 مليار جنيه إسترليني.

من جانبه، أكد نديم آدم، من لجنة مراقبة الحلال في بريطانيا "HMC"، أن "السوق يسعى إلى تلبية حاجة الناس إلى المنتجات الحلال المتزايدة، مع ارتفاع عدد المسلمين في أوروبا وبريطانيا"، ويعترض على عدم تنظيم قطاع الحلال، مشيرا إلى "مخاوف تتعلق بسلامة المنتج ومدى التزامه بمعايير الطعام والذبح الحلال". 

ويلفت آدم في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "لجنة مراقبة الحلال تأسست منذ أكثر من 20 عامًا لضمان أن الطعام الحلال يتم تمييزه بوضوح ومعايير صارمة". ويؤكّد أنه "لا يوجد قانون في بريطانيا يمنع أي شخص من استخدام علامة الحلال بأي لغة، لتسويق نفسه على أنه يبيع المنتج الحلال". ويكمل أن "المستهلك ينظر ببساطة إلى علامة حلال ليشتري المنتج، ولا يعلم إن كان يشتري منتجًا حلالًا بالفعل أو بالملصق فقط. وهناك حاجة إلى المزيد من اللوائح لضمان حماية المستهلكين وتوضيح ما يشترونه من خلال شفافية المعايير... يجني المتاجرون بالطعام الحلال فوائد تجارية كبيرة، مع ازدياد الاحتياجات الدينية للمجتمع المسلم في المملكة المتحدة".

وشدد على "ضرورة تنظيم إجراءات التصنيع والاعتماد على هيئات إصدار شهادات الحلال ذات السمعة الطيبة، بهدف كسب ثقة المستهلك". ويقول آدم، إنّ "لجنة مراقبة الحلال، هيئة معتمدة لإصدار شهادات الحلال، لكن هناك العديد من هيئات إصدار شهادات الحلال في بريطانيا، التي لسوء الحظ لا يتم تنظيمها بأي صفة، وهي تمنح فقط شهادة حلال بشكل مستقل ومن دون أي معايير".

وأوضح أن "لجنة مراقبة الحلال تتمتع بالمعايير الحلال الأكثر صرامة في المملكة المتحدة، وهي لا تقبل أي شكل من أشكال الصعق المسبق للحيوانات أو أي ذبح ميكانيكي أو أي شيء يتم بالآلة أو أي شكل من أشكال الغاز مع الحيوانات، حيث يجب أن تتم جميع عمليات الذبح يدويًا وبعد مباركة الحيوان. ويتم عقب ذلك تمييز كل منتج يلبي توقعاتها بعلامة الاعتماد الخاصة بها. ويتأكد مشرفون أيضاً في المواقع التي تنتقل إليها هذه المنتجات، من أن جميع المنتجات الواردة، تم ترسيمها بعلامة التصديق الخاصة بها". ويشير إلى أن "اللجنة تعمل على التأكد من أن جميع المنتجات التي تحمل شهادتها تلبي المعايير الصارمة، وهي تقوم بزيارات متكررة للمتاجر لضمان التزامها بالمعايير". 

المتاجر تتوسع في بيع الأغذية الحلال

تعمل متاجر الأغذية الكبرى في بريطانيا على توسيع نطاق منتجاتها الحلال، لتلبية الطلب المتزايد من المجتمع الإسلامي. وتشهد محلات مثل "تيسكو"، زيادة في الطلب على الأغذية الحلال. وأوضح متحدث باسم تيسكو لـ"العربي الجديد" أن "الشركة تعمل بشكل وثيق مع الموردين لضمان أن جميع المنتجات المعتمدة حلال، وتتوافق مع المعايير المطلوبة". ولفت إلى أن "المؤسسة، تتواصل بانتظام مع عملائها المسلمين لمعرفة المنتجات التي يرغبون في توفرها داخل متاجرها".

ويتوقع أن ينمو سوق الأغذية الحلال في المملكة المتحدة بنسبة 5٪ سنوياً، مع توسع محلات السوبرماركت في نطاق منتجاتها الحلال لتلبية الطلب المتزايد.

وينفق المسلمون في بريطانيا على اللحوم أكثر من غير المسلمين، حيث يبلغ متوسط إنفاقهم عليها 30 جنيهًا إسترلينيًا في الأسبوع مقابل 12 جنيهًا إسترلينيًا لغيرهم. ووجد تقرير صادر في 5 يناير 2023 عن مجلس تنمية الزراعة والبستنة (AHDB) أن المسلمين يمثلون 20% من استهلاك لحم الضأن في إنكلترا، حيث يتناول 60% من المستهلكين الحلال لحم الضأن أسبوعيًا، مقارنة بـ 6% فقط من عامة السكان. مع ذلك لم تصبح خيارات الطعام الحلال متاحة في وستمنستر، سوى منذ عام 2021.

وتوضح الجمعية الملكية لمنع القسوة على الحيوانات (RSPCA) إلى أن 95٪ من الحيوانات المذبوحة حلالًا في المملكة المتحدة يتم صعقها أولاً دون قتلها، لوضع حدّ للمخاوف المتعلّقة بحقوق الحيوان وممارسات الحلال.

نمو عالمي

وصل حجم سوق الحلال العالمي في مجال الأغذية إلى 2.46 مليار دولار في عام 2023، وفق أحدث تقرير لمجموعة "آيمارك" (IMARC) وهي شركة رائدة في أبحاث السوق تقدم استراتيجيات الإدارة وأبحاث السوق في جميع أنحاء العالم. ومن المتوقع أن يصل السوق إلى 5.8 مليارات دولار بحلول عام 2032، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 9.7٪ خلال الفترة 2024-2032. 

ويقدم تقرير أبحاث السوق تحليلاً شاملاً لجميع الأسواق الإقليمية الرئيسية، ويلفت إلى أنّ الاتحاد الأوروبي بذل جهودًا لتوحيد عمليات إصدار شهادات الحلال، وتسهيل التجارة وضمان ثقة المستهلك، بعدما شهد السوق الحلال الأوروبي نموا كبيرا، حيث تضم دول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا جاليات إسلامية كبيرة، تعزّز الطلب على المنتجات الحلال. 

ووفقاً لتقرير لمجموعة "آيمارك"، فإن هناك زيادة في استهلاك اللحوم الحلال، بما في ذلك لحم البقر والضأن والدجاج والمأكولات البحرية، بين السكان المسلمين بسبب قوانين النظام الغذائي الإسلامي الذي يتميز بإجراءات اعتماد صارمة لضمان الالتزام بمعايير الحلال.

وبحسب التقرير، فإن "المعدل المتزايد للسكان المسلمين حول العالم يعد عاملاً حاسماً في دفع نمو السوق. وهذا ما يدفع شركات الأغذية إلى إنشاء مجموعة واسعة من المنتجات التي تقدمها في محلات السوبر ماركت والمطاعم التقليدية في محاولة لتلبية احتياجات مجموعة واسعة من المستخدمين". علاوة على ذلك، فإن "الاعتماد المتزايد على منصّات التجارة الإلكترونية التي تبسّط العملية للمشترين لشراء المواد الغذائية المعتمدة الحلال عبر الإنترنت يغذّي نمو السوق" وفقا للتقرير. 

ومن المتوقع أن يصل قطاع التجارة الإلكترونية، بحسب التقرير البحثي لمجموعة "آيمارك"، إلى 183.8 تريليون دولار بحلول عام 2032، بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) يبلغ 27.16٪ بين عامي 2024 و2032.

وشهد قطاع الألبان نموًا كبيرًا، مدفوعًا بالطلب على منتجات الألبان المعتمدة حلال، ففي عام 2023، بلغت قيمة سوق الألبان العالمية 944.7 مليار دولار، وفقًا لتحليل سوق صناعة الأغذية الحلال. ومن المتوقع أن يتوسع هذا السوق بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 4.95% من عام 2024 إلى عام 2032 ليصل إلى 1,459.3 مليار دولار. ويشمل السوق أيضاً كلاً من الحبوب العادية ومنتجات الحبوب المصنعة، مثل حبوب الإفطار والمعكرونة المعتمدة حلال، ومنتجات مثل زيوت الطبخ الحلال والسمن النباتي وأنواع مختلفة من الدهون المستخدمة في تصنيع الأغذية ومجموعة واسعة من الحلويات. 

المساهمون