"أوبك" نحو تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط إلى نهاية 2018

18 أكتوبر 2017
مشاورات تسبق الاجتماع المقبل لأوبك (جوي كلامار/ فرانس برس)
+ الخط -
قالت مصادر في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) لوكالة "رويترز" إن المنظمة تميل نحو تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط مع روسيا ومنتجين مستقلين آخرين حتى نهاية 2018، على الرغم من أن نمو الطلب بمعدل أقوى من التوقعات قد يسمح للمنظمة بتأجيل القرار حتى أوائل العام المقبل.


وتستمر المناقشات بين المنتجين قبل اجتماع أوبك المقبل الذي سيحدد سياسة النفط والمقرر عقده في نوفمبر/ تشرين الثاني في فيينا. وتقول مصادر بأوبك إن مجلس محافظي أوبك، والذي لا يتخذ قرارات بشأن السياسة، سيجتمع في فيينا في 23 و24 أكتوبر/ تشرين الأول ومن المرجح أن يناقش بشكل غير رسمي الخيارات والسيناريوهات.


وتخفض منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إلى جانب روسيا وتسعة منتجين آخرين 
إمدادات النفط بنحو 1.8 مليون برميل يومياً حتى مارس/ آذار 2018، في مسعى للتخلص من تخمة المعروض التي تؤثر سلباً على الأسعار.


وأصبحت أسعار النفط قرب أعلى مستوى في عامين بدعم من انخفاض المخزونات وقوة الطلب العالمي وتباطؤ إنتاج النفط الصخري الأميركي وزيادة التزام المنتجين بتعهدات خفض الإنتاج في المجمل.


وشرحت ثلاثة مصادر في أوبك لرويترز أن من المرجح الإبقاء على التخفيضات سارية حتى نهاية 2018 في حين قال مصدر رابع إن هناك حاجة إلى تمديدها لفترة تراوح بين ستة وتسعة أشهر للتخلص من جميع فوائض مخزونات النفط.


ولفت أحد المصادر إلى أنه "إذا كان نمو الطلب جيداً جداً، فإن القرار قد يتأجل حتى أوائل العام المقبل... لكن ما زالت هناك فرصة كبيرة لأن يتم اتخاذ القرار في نوفمبر/ تشرين الثاني".


وقال مصدران في أوبك إنه إذا لم يتم الإعلان عن قرار في نوفمبر/ تشرين الثاني، فإن أوبك وحلفاءها قد يجتمعون في أوائل 2018. وتعقد أوبك في العادة أول اجتماع لتحديد سياسة النفط كل عام في مايو/ أيار أو يونيو/ حزيران.


وترغب أوبك في تقليص مستوى مخزونات النفط في الاقتصادات المتقدمة إلى متوسط خمس سنوات. وتظهر أحدث البيانات تقدماً في هذا الصدد لكنه لم يكتمل بعد.


وأعلنت أوبك في أغسطس/ آب أن تلك المخزونات تبلغ 2.996 مليار برميل بزيادة 171 مليون برميل فوق متوسط خمس سنوات ليتقلص الفائض من 340 مليون برميل في يناير/ كانون الثاني.


تعميق الخفض مستبعد

وأشار مصدران بأوبك إلى أن تعميق الخفض، والذي رفضته أوبك حين عقدت اجتماعا في
مايو/ أيار، يعتبر أمرا مستبعدا هذه المرة حيث سيواجه بعض المنتجين صعوبات في تقليص الإنتاج بشكل أكبر.


وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال في الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول إن الاتفاق قد يجرى تمديده حتى نهاية 2018، على الرغم من أن وزراء أوبك لم يقدموا تعهدات محددة بخصوص ذلك.


ومع تداول خام القياس العالمي مزيج برنت عند 58 دولاراً للبرميل، فإنه قريب من 60 دولاراً الذي تعتبره السعودية مستوى جيداً. ورفعت أوبك وآخرون تقديراتهم بشأن نمو الطلب العالمي على النفط.


ويشير أحدث تقرير شهري صادر عن المنظمة إلى عجز في الإمدادات في السوق العالمية العام المقبل إذا أبقت أوبك الإنتاج عند المستويات المسجلة في سبتمبر/ أيلول.


وقال وزير البترول الكويتي يوم الأحد إن سوق النفط تتجه في المسار الصحيح وإن من المبكر جدا اتخاذ قرار بشأن تمديد خفض الإنتاج. لكن مصادر بأوبك تقول إن من المرجح تمديد الاتفاق بإطار زمني يبلغ تسعة أشهر. وقال مصدر آخر من المصادر الأربعة في أوبك "اعتقادي أن الوزراء سيجددون (الخفض) حتى تعود المخزونات إلى طبيعتها". 

تبنٍّ من السعودية وروسيا



وفي السياق، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة توتال اليوم الأربعاء إن من المرجح أن تمدد أوبك وكبار منتجي النفط خارجها اتفاق خفض الإنتاج في الوقت الذي تتفق فيه روسيا والسعودية على ضرورة دعم السوق.


وأردف باتريك بويان الرئيس التنفيذي لتوتال للصحافيين على هامش مؤتمر للنفط والمال "تبنّت السعودية وروسيا هذه الاستراتيجية بالفعل لدعم السوق". وذكر أن زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لموسكو في الآونة الأخيرة تمثل "مؤشراً واضحاً على أن من مصلحة البلدين دعم السوق... لن يفاجئني التمديد".


وتابع بويان أنه يتوقع نمو الطلب العالمي على النفط بقوة مجدداً في العام الحالي بما يصل إلى 1.6 مليون برميل يومياً. كذلك توقع بويان أن يشهد قطاع النفط الصخري الأميركي موجة جديدة من الاستثمارات في الوقت الذي يراهن فيه المنتجون بقوة على عدم انخفاض أسعار النفط. 


وبموازاة هذه التطورات، ارتفع مجموع صادرات ست دول أعضاء في "أوبك"، من النفط الخام بنسبة 0.4 بالمائة (57 ألف برميل يومياً) خلال أغسطس/ آب الماضي، على أساس شهري، حسب مسح أجرته الأناضول، الأربعاء.

واستند المسح إلى أرقام المبادرة المشتركة للبيانات النفطية (جودي) الصادرة اليوم، وأظهرت ارتفاع إجمالي صادرات الدول الست إلى 15.007 مليون برميل يومياً في أغسطس/ آب، مقارنة بـ14.950 مليون برميل يومياً في يوليو/ تموز السابق له.

(العربي الجديد)

المساهمون