عيد الأضحى يوفر فرص عمل مؤقتة لشباب غزة

15 سبتمبر 2016
العيد يسهم في حل البطالة(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
يستغل الشاب الفلسطيني عبد الله صالح من مدينة غزة، أيام عيد الأضحى، في العمل من أجل توفير بعض الأموال له ولأسرته المكونة من ستة أفراد، عبر أرجوحة قام بصناعتها ووضعها في إحدى الساحات أمام منزله بالمدينة للأطفال الذين يقبلون على الألعاب ووسائل الترفيه. 

ويتبادل صالح وشقيقه الأصغر ناصر العمل على الأرجوحة التي يمتلكانها منذ عدة سنوات، خلال ساعات النهار والمساء طيلة أيام عيد الأضحى، من أجل إنجاز الزيارات العائلية الرسمية على الأقارب رفقة والدهم والخروج برفقة الأصدقاء لبضعة ساعات للترفيه عن أنفسهم.

وتشكل الأعياد الإسلامية والإجازات الرسمية موسماً لخلق فرص عمل مؤقتة أمام الشباب الغزيين الخريجين في القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ عشر سنوات في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة واعتماد شريحة واسعة من السكان على المساعدات الإغاثية المقدمة من المنظمات الدولية.
ويقول صالح لـ "العربي الجديد" إن موسم الأعياد يشكل فرصة له وللعديد من الشباب العاطلين عن العمل في القطاع لكسب بعض الأموال وتغطية احتياجات أسرهم، والعمل على توفيرها في ظل انعدام فرص الحصول على الوظائف الحكومية أو القطاع الخاص.

ويوضح الشاب العشريني، أنّ الانقسام الفلسطيني وعدم فتح الحكومة الباب أمام الخريجين للتوظيف منذ أكثر من عامين دفع الشباب للبحث عن بدائل والعمل في مجالات غير تخصصهم من أجل تأمين احتياجاتهم وعوائلهم في ظل الظروف الاقتصادية المتردية التي يعيشها القطاع.
وبحسب مركز الإحصاء الفلسطيني، فإن أربعة شباب من بين كل 10 شباب في فلسطين ضمن صفوف البطالة خلال الربع الأول من عام 2016، فقد أشارت بيانات الربع الأول للعام الجاري إلى أن 41% من الشباب (15-29) سنة نشيطون اقتصادياً في فلسطين، بواقع 40% في الضفة الغربية، و42% في قطاع غزة.

وينتشر في شوارع غزة المختلفة العشرات من الشباب والفتية الذين يعملون خلال أيام عيد الأضحى في مجالات مختلفة كبيع ألعاب الأطفال بالإضافة إلى الوسائل الترفيهية كالسيارات صغيرة الحجم والخيول والدراجات النارية، فضلاً عن بعض الشباب الذين يعملون بشكل استثنائي في مجال شواء اللحوم في عيد الأضحى.
أما الشاب محمد الحلو فيقف أمام منزله منهمكاً بالعمل على إنجاز طلبات الشواء الخاصة بلحوم الأضاحي للسكان في منطقته بعد القيام بفرمها وتجهيزها ووضع البهارات والتوابل، مستغلاً أيام عيد الأضحى في العمل على توفير جزء من احتياجاته المالية للجامعة ومساعدة عائلته.

ويبين الحلو لـ "العربي الجديد" أن عيدي الفطر والأضحى وشهر رمضان تشكل مواسم مميزة لكسب الرزق للكثير من الشباب، ولا سيما طلاب الجامعات والخريجين الذين لم يتمكنوا من الحصول على أي وظائف خلال السنوات الأخيرة بفعل تفشي البطالة.
ويشير الشاب الغزي إلى أن الشواء يمثل مصدراً جيداً للرزق خلال أيام عيد الأضحى حيث تتوجه الكثير من الأسر الغزية نحو شيّ اللحوم الموجودة لديها مقابل دفع مبلغ 10 شواكل (2.7 دولار) لكل كيلو من اللحوم. ويضيف الحلو أنّ حجم الإقبال من قبل الغزيين على المحال المخصصة للشواء خلال أيام عيد الأضحى يشهد ارتفاعاً كبيراً خصوصاً في ظل رغبة الكثيرين من المواطنين بالتخلص من اللحوم خشية تعرضها للتلف بفعل انقطاع التيار الكهربائي واستمرار ارتفاع درجات الحرارة.

ووفقاً لإحصائيات الحملة العالمية لكسر حصار غزة، فإن نحو 18 ألف عاطل من العمل، هم من حملة الثانوية العامة بالإضافة إلى 36 ألفاً من حملة الشهادة المتوسطة وأكثر من 65 ألفاً من حملة شهادة البكالوريوس الجامعية، عدا عن أكثر من 600 غزي عاطل من العمل من حملة درجة الماجستير، والعشرات من حملة الدكتوراه في القطاع.
أما الشاب عبد الله حرب فلم تمنعه إجازة عيد الأضحى من العمل على كسب المزيد من الرزق والمال له ولعائلته، مستغلاً مهارته في ذبح الأضاحي التي اكتسبها من عمله بأحد محال بيع اللحوم خلال السنوات، عبر ذبح الأضاحي الخاصة بالمواطنين الغزيين.

ويقول حرب لـ "العربي الجديد" إن عيد الأضحى يعتبر موسماً مميزاً للجزارين الغزيين لكسب المزيد من الرزق من خلال ذبح الأضاحي للعشرات من المضحّين والمؤسسات الإغاثية التي تقوم بشراء الأضاحي وتوزيعها على العائلات الفقيرة في القطاع.
ويوضح أنه يعمل على تجهيز المعدات الخاصة بالذبح وتقطيع اللحوم الخاصة بالأضاحي قبل عدة أيام من عيد الأضحى استعداداً لجولة طويلة من العمل التي تستمر لعدة ساعات، خصوصاً في أول يوم، حين يقبل الغزيّون على ذبح أضاحيهم ثم يتوجهون لتوزيعها على أقاربهم وبعض الفقراء.


دلالات
المساهمون