التحالف يكافح التهريب في الساحل الغربي لليمن

06 أكتوبر 2016
الحوثيون يستخدمون مراكب الصيد في التهريب (العربي الجديد)
+ الخط -
بدأ التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، منذ يومين، حرباً أخرى ضد التهريب في الساحل الغربي لليمن، بعدما استهداف الحوثيون سفينة بحرية إماراتية.
وكثفت مقاتلات التحالف ضرباتها خلال اليومين الماضيين، على مواقع مليشيات الحوثي وصالح في سواحل مدينة المخا غربي محافظة تعز، تزامناً مع قصفها زوارق يعتقد تورطها عمليات في تهريب أسلحة وبضائع من إيران إلى اليمن.
وقصف طيران التحالف، الاثنين، قاربا كبيرا في ساحل مدينة المخا محمل بالديزل، كما قصف قارب آخر يُعتقد أنه يهرب معدات قتال.
وقال مصدر مطلع لـ "العربي الجديد"، إن القارب المستهدف من قبل مقاتلات التحالف مملوك لمهرب يدعى "زميكر"، وهو أحد أبرز مهربي الوقود والسلاح من القرن الأفريقي إلى مواقع المليشيات في سواحل المخا وذوباب غرب اليمن.
وأضاف المصدر، أن المدعو "زميكر" يمتلك محطة بمنطقة "جبل النار" في مديرية "موزع"، تقوم بتزويد عربات عسكرية تابعة للميليشيا بالبنزين والديزل بشكل دائم.
وأشار إلى أن السلطات المحلية لديها معلومات مؤكدة عن تورط "زميكر" في التهريب عبر سفن وزوارق مقابل آلاف الدولارات يتقاضاها من المليشيات الانقلابية.
ولا يزال الحوثيون الذي تعرضوا على ما يقرب من عام ونصف العام لضربات "عاصفة الحزم" من قبل تحالف عربي بقيادة المملكة العربية السعودية، يسيطرون على الموانئ اليمنية على طول ساحل البحر الأحمر، ومنها "الحديدة" و"المخاء" وعلى جزر "كمران" و"حنيش" على البحر الأحمر غرب اليمن.
ويعتبر ميناء المخاء محطة رئيسية لتهريب الخمور والمبيدات الحشرية والسموم الزراعية وتهريب الديزل والدقيق.
وازدهرت تجارة التهريب في الساحل الغربي لليمن، رغم الحرب والحظر البحري، الذي تفرضه قوات التحالف العربي على السواحل اليمنية.
من جهتها، قالت مصادر محلية في مدينة تعز جنوبي اليمن لـ "العربي الجديد"، إن جماعة الحوثيين تقوم بعمليات تهريب للأسلحة من أرتيريا إلى ميناء "الحديدة"، من خلال قوارب صيد وسفن صغيرة.
وبحسب المصادر، فإن إيران لا تزال تقوم بتهريب أسلحة إلى جزر أرتيرية ومن ثم نقلها بواسطة قوارب صيد على شحنات صغيرة إلى الحوثيين.
وأكدت المصادر، أن عمليات التهريب تشمل أسلحة وقطعا للصواريخ ومبالغ مالية ضخمة، وتصل عبر قوارب صيد تابعة للحوثيين أنفسهم، ويتم إدخالها عبر دولتين في القرن الأفريقي، مشيرا إلى أن أبرز عمليات التهريب للأسلحة تتم عبر شخصيات تجارية معروفة، تمتلك تراخيص رسمية بممارسة مهن مختلفة.
وأوضحت أن جماعة الحوثيين تقوم باستغلال أوضاع الصيادين الذين فقدوا أعمالهم منذ بداية الحرب، للقيام بتهريب الأسلحة.
وقال المتحدث باسم قوات التحالف العربي أحمد عسيري، السبت الماضي، إن الحوثيين يستخدمون سفن الصيد في عملياتهم بمضيق باب المندب، معتبراً أن ذلك "مؤشر على العجز" الذي يواجهونه.

وكانت السلطات المحلية في محافظة لحج جنوبي اليمن أعلنت نهاية يوليو/تموز الماضي، عن ضبط كميات من الأسلحة كانت في طريقها إلى مليشيات الانقلاب في سواحل مدينة المخا، غربي تعز.
وقال محافظ العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، عيدروس الزبيدي، إن المقاومة الشعبية تمكنت من ضبط سفينة تحمل على ظهرها كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، في منطقة الجزر السبع، قبالة سواحل الصومال وجيبوتي.
ولفت إلى أن الأسلحة كانت متوجهة إلى سواحل مدينة المخا (115 كيلومتراً غرب تعز)، والواقعة تحت سيطرة المليشيات الانقلابية، مؤكداً أن السفينة والأسلحة سقطوا في يد المقاومة الشعبية.
وكشف محافظ عدن أيضا، عن ضبط المقاومة الشعبية قارب صيد قام بنقل 6 حمولات من السفينة الإيرانية الراسية في المياه الدولية قبالة السواحل الأفريقية.
ومطلع يوليو/تموز، قالت مصادر في المقاومة الشعبية، إن مقاتلين أحبطوا عملية تهريب قارباً بحرياً يحمل ألف قطعة سلاح من نوع "كلاشنكوف أسود"، على سواحل منطقة رأس العارة في الصبيحة (جنوب غرب البلاد).
وأضافت المصادر أن القارب كان في طريقه إلى ميناء المخا، الذي يسيطر عليه مسلحو جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق.
واليمن دولة بحرية بالدرجة الأولى وتمتد سواحلها على طول 2200 كم، وتصنّف السواحل الممتدة من الحديدة وحتى "الخوخة" و"المخاء" و "باب المندب" في محافظة تعز بأنها أماكن بارزة لتهريب المتسللين الأفارقة، والخمور والمبيدات الزراعية السامة والبضائع غير المجمركة.
وتجددت المخاوف من توقف حركة الملاحة في مضيق باب المندب، بعد استهداف قوات تابعة لجماعة الحوثي في اليمن، قبل أيام، سفينة بحرية إماراتية قبالة الممر البحري الدولي الذي تمر عبره عشرات آلاف الناقلات سنويا، تمثل أساس التبادل التجاري بين آسيا والعالم.
وقال اقتصاديون لـ "العربي الجديد" إن الحادثة تثير قلق شركات الشحن العالمية ومخاوفها من قدرة مليشيا الحوثي على تهديد باب المندب والخط الملاحي الدولي، الذي يمر من خلاله، مجددا، رغم تعهد التحالف العربي، عقب اعتراض السفينة الإماراتية، بالعمل على تأمين سلامة الناقلات التي تستخدم هذا المعبر.

المساهمون