طريق أوهورو في كينيا

16 يونيو 2015
صورة جماعية لزعماء الدول الأفريقية (فرانس برس)
+ الخط -
قبل موعد انعقاد القمة الأفريقية في جوهانسبرغ؛ غرّد الرئيس الكيني، أوهورو كينياتا، على صفحته في "تويتر": إن مستقبل القارة، لا يمكن أن يظل وقفاً على هبات المانحين، وينبغي أن يتوقف الاعتماد على الهبات الأجنبية، التي تُمنح كالصدقات، وغالباً ما تنطوي على شروط تمنع التقدم، ولا تكون أساساً مقبولاً لتحقيق النجاح الاقتصادي والحرية. لقد حان الوقت للتخلي عنها"!

أوهورو، نجل زعيم استقلال كينيا، جومو كنياتا، يحث القادة الأفارقة قبل القمة، على الأخذ بالمقتضى الاقتصادي الوطني للتنمية والنهوض، وبدا واضحاً، من خلال توجهاته، أن الــ 5% من الدخل الإجمالي لكينيا الذي تتلقاه كمساعدات، كان أكثر من كافٍ لكي يشعر الرئيس الكيني بالحرج والانكشاف أو الارتهان، على الرغم من كون 45% من الكينيين، وتعدادهم الإجمالي نحو 44 مليوناً يعيشون تحت خط الفقر.

ولمواجة تحدي التنمية ورفع مستوى حياة الناس، تعاملت الحكومة الكينية بأريحية وسلاسة، لتعزيز الاستثمار المحلي والأجنبي، فأنشأت حزاماً لعمليات التصدير، ونمت الصادرات سريعاً، ما شجع التدفقات الاستثمارية الأجنبية.

وفي سياق هذا التوجه، أنجزت كينيا بُنية تحتية متطورة قياساً على وضع جارتها، تُعد الثانية في الكفاءة بعد جنوب أفريقيا، بل إن بعض الشركات الصناعية في هذه الأخيرة انتقلت الى كينيا، كمدخل أقرب للدخول إلى شمال وغرب القارة.

وشجعت هذه الخطوات، الرئيس أوهورو، على الإعلان عن رؤية تنمية شاملة على المدى البعيد، تهدف الى رفع مستوى معيشة السكان وتحقيق رفاهيتهم والظفر بوضع تنافسي عالمي للاقتصاد الكيني.

وتقوم الرؤية على ثلاث دعائم، لا استغناء عن واحدة منها، كما الأثافي الثلاث التي تقوم عليها دلة القهوة أو القدر الكبير: الدعامة السياسية، وجوهرها التوجه إلى ديمقراطية حقيقية، وقد وضعت الأسس التي تُبنى عليها وترسخت فكرتها، توخياً لقناعة الشعب بنظامه السياسي.

والدعامة الثانية، هي الاجتماعية التي تقرن حديث الديمقراطية بالمناقبية في عمل الحكومة وبالإنجازات الفعلية، وقوامها رفع مطرد لمستوى معيشة جميع الكينيين، من خلال برنامج إنساني واجتماعي للرفاه، يركز على التعليم والتدريب والخدمات الصحية والبيئة والإسكان والتوسع الحضري، والطفولة والشباب والرياضة.

أما الدعامة الثالثة، التي تستثمر النتائج، فهي الاقتصادية، وفحواها بذل أقصى الجهود لتحقيق نمو سنوي بنسبة 12% على صعيد كل الحقول الاقتصادية، في السياحة والزراعة وتجارتي التجزئة والجملة، والصناعة وخدمات الحاسوب والخدمات المصرفية والمالية!
على هذه الطريق، تظفر البلاد باستقلالها الاقتصادي وتكون في غنى عن الصدقات!

اقرأ أيضاً: نساء كينيا ينقلن ألواح الطاقة الشمسية على ظهور الحمير
المساهمون