الإسترليني ومؤشرات السياسة

07 مايو 2015
أنهى الإسترليني تعاملات أمس قرب 1.52 دولار(Getty)
+ الخط -
هل يمنح تحسن سعر صرف الإسترليني مؤشراً على نتائج الانتخابات؟ في السابق كان الإقبال على شراء الإسترليني قبيل الانتخابات يشير إلى فوز المحافظين، أما في هذه الانتخابات فربما يكون الأمر مختلفاً، حيث لا توجد فوارق كبرى بين حزبي المحافظين والعمال. 
ولكن رغم التقارب بين الحزبين الرئيسيين في بريطانيا، المحافظين الحاكم والعمال المعارض، فإن الأسواق تفضل حكومة محافظة على حكومة عمالية.
وإلى حد ما، يشير التحسن الذي طرأ أخيراً على سعر صرف العملة البريطانية إلى احتمال أن يفوز حزب المحافظين البريطاني أو أنه على الأقل سيحقق نتائج أفضل من منافسه حزب العمال في الانتخابات التي ستجرى اليوم. ويلاحظ أن سعر صرف الإسترليني حقق ثباتاً فوق 1.5 دولار. ومنذ تحسن فرص المحافظين في استطلاعات الرأي في أعقاب الانتكاسة الكبرى التي تعرض لها في بداية الشهر الماضي، حينما كانت نتائج استفتاءات الرأي تمنح العمال تقدماً بثلاث أو 4 نقاط. وهو ما ينظر إليه خبراء استراتيجيون في لندن على أساس تصويت غير معلن من قبل الأسواق وصانعي المال لصالح حزب المحافظين. وأنهى تعاملاته أمس حول 1.52 دولار، بعد أن تدهور إلى أقل من 1.45 دولار في الأسبوع الأول من شهر أبريل/نيسان الماضي.
ويمكن القول أن عدة عوامل سوف تؤثر على صرف الإسترليني بناء على نتائج الانتخابات. أوّل هذه العوامل هو احتمال رفع سعر الفائدة البريطانية خلال الأشهر المقبلة. ففي حال فوز المحافظين، فإن السياسة النقدية البريطانية ستعمل على رفع تدريجي لسعر الفائدة وربما بشكل منسق مع بنك الاحتياط الفدرالي الأميركي. وهذا العامل سيطمئن كبار المستثمرين إلى ثبات قيمة موجوداتهم لدى تقييمها بالدولار. كما أن فوز حزب المحافظين سيقود تلقائياً إلى زيادة جاذبية سندات الخزانة البريطانية، لأن وزير الخزانة البريطاني جورج أوزبورن، وعد في ميزانية الخريف الماضي أن يعمل على خفض قيمة خفض الإنفاق وبالتالي خفض العجز في الميزانية .
ثانياً: يرى المستثمرون في أسواق الصرف، أن فوز المحافظين سيعني عودة الإسترليني إلى التذبذب في نطاق ضيق مقارنة باليورو الذي يعيش فترة من الاضطراب. وهو ما سيغري أثرياء العالم بالاستثمار أكثر في شراء الموجودات البريطانية من شركات وعقارات حتى يتسنى لهم الحصول على مداخيل بعملة مستقرة إلى حد ما مقابل الدولار.

اقرأ أيضا: أسواق المال البريطانية على حافة السكين
المساهمون