السعودية تنجح في استعادة حصتها في سوق النفط

01 أكتوبر 2015
حقول نفط سعودية (أرشيف/Getty)
+ الخط -

أظهرت بيانات أن السعودية، أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم، بدأت تستعيد ببطء بعض ما فقدته من نصيبها في السوق في أعقاب القرار الذي اتخذته في 2014 بالتخلي عن دعم الأسعار.

وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة للطلب العالمي على المنتجات النفطية، إلى أن صادرات الخام السعودية بلغت نحو 8.1% من السوق العالمية منذ نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2014، بعد أن كانت منخفضة إلى 7.9% في عام 2014.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني قادت السعودية تحولاً في موقف منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) من أجل الدفاع عن نصيبها في السوق في مواجهة إمدادات منافسة من مصادر أخرى، بدلاً من خفض الإنتاج لرفع الأسعار، وهو ما ظلت تفعله على مدى سنوات طويلة.

وأصبح سعر النفط في الوقت الحالي أقل من 50 دولاراً للبرميل أي أقل من نصف مستواه في يونيو/ حزيران عام 2014. لكن الرياض تقول إن هذه الاستراتيجية تحقق نجاحاً ويشير مسؤولو أوبك إلى زيادة النمو في الطلب العالمي على النفط منذ تحول سياسة المنظمة وكذلك تباطؤ نمو الإمدادات من خارج أوبك.

وارتفعت صادرات النفط الخام السعودية عن المستوى المنخفض الذي بلغته في 2014، وقال ديفيد فايف، رئيس الأبحاث بشركة جانفور التجارية وهو محلل سابق في وكالة الطاقة الدولية، "بناء على أرقام صادراتهم المعلنة من الخام في النصف الأول من 2015 يبدو أن السعوديين استردوا بعضاً من حصتهم في السوق التي خسروها خلال 2014".

وتشير أرقام من إدارة معلومات الطاقة الأميركية ووكالة الطاقة الدولية إلى أن صادرات السعودية إلى كبار المستهلكين في آسيا وأوروبا وصلت أعلى مستوياتها منذ عدة أعوام في النصف الأول. كذلك ارتفعت الصادرات للولايات المتحدة عما كانت عليه قبل لكنها ما زالت تحت ضغط.

اقرأ أيضاً: السعودية والكويت: خلاف يُهدر نصف مليون برميل نفط يومياً

ويتجه أكثر من نصف صادرات السعودية من النفط الخام إلى آسيا، وقالت وكالة معلومات الطاقة في التاسع من سبتمبر/أيلول إن السعودية حافظت على حصتها من السوق الآسيوية فصدرت 4.4 ملايين برميل من الخام يومياً إلى سبعة من زبائنها الكبار في آسيا في النصف الأول من 2015.

ويتزايد حجم الخام السعودي المتجه إلى الولايات المتحدة، أكبر دول العالم استهلاكاً للنفط، على الرغم من أن نصيب المملكة من السوق الأميركي ما زال يتعرض لضغوط، فقد استوردت الولايات المتحدة 1.076 مليون برميل يومياً من الخام السعودي في يونيو/حزيران، وفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة، ارتفاعاً من 788 ألف برميل يومياً تمثل أقل مستوى منذ 2009 في شهر يناير/ كانون الثاني 2015.

وتقول مصادر نفطية في السعودية إن مسألة ارتفاع الصادرات السعودية عن مستوى سبعة ملايين برميل يومياً أو انخفاضها عنه خلال فترة زمنية معينة يمثل مؤشراً أساسياً على حجم حصة السعودية من السوق، على الرغم من أن هذا لا يمثل هدفاً رسمياً.

وتوضح أرقام سعودية حتى يوليو/تموز أن صادرات النفط الخام كانت أعلى من سبعة ملايين برميل يومياً في كل شهر من أشهر 2015 باستثناء مايو/ أيار. وكانت الصادرات قد انخفضت عن سبعة ملايين برميل يومياً في سبعة أشهر من 2014 بعد أن تجاوزت هذا المستوى في كل شهر من أشهر عامي 2012 و2013.

وبدأت هذه العوامل تتحرك في اتجاهات لمصلحة الرياض. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن ينمو الطلب العالمي في عام 2015 بمقدار 1.71 مليون برميل في اليوم، وهو أعلى مستوى للنمو في خمس سنوات، وتتوقع مع خبراء آخرين تباطؤ نمو الإمدادات من خارج أوبك.
 
ولا تبدي السعودية أي بادرة على تغيير مسارها إذا تعتبر هذه الاستراتيجية للأمد البعيد. وعلى الرغم مما تحقق من نجاح في 2015 يبدو أن العام المقبل سيمثل تحدياً آخر إذا ما رفعت العقوبات المفروضة على إيران وزاد العراق من صادراته.

 
اقرأ أيضاً: الكويت تنضم إلى السعودية برفض عقد قمة طارئة لـ"أوبك"

المساهمون