اسطنبول: حلم السوريين في السراء والضراء

11 يونيو 2014
سوريون يهربون من جحيم بشار إلى تركيا(الأناضول/getty)
+ الخط -

"إسطنبول هي العاصمة الاقتصادية لتركيا، كانت الهدف الأكثر اختياراً لشهر عسل العرسان السوريين، ثم أصبحت أكبر هدف للاجئين السوريين، للنجاة من جحيم بشار الأسد في سوريا"، هذا ما قاله السوري أبو حسن الحلبي الذي هرب من لهيب الحرب إلى تركيا.
وأضاف لـ"العربي الجديد": "عملت بمصنع ألمنيوم في مدينة كوجي ايلي القريبة من اسطنبول بأجر شهري لا يتجاوز 800 ليرة تركي ( 400 دولار تقريباً)، لكن غلاء المعيشة وارتفاع إيجار المنزل دفعاني للبحث عن عمل ومكان آخرين، فأتيت إلى إسطنبول.

اسطنبول مدينة كبيرة وتشبه الحياة في سورية، بإمكانك أن تعيش فيها بخمسمائة دولار أو بألفين، على حسب منطقة السكن ونمط المعيشة والاستهلاك، حسب حلبي.


لقمة العيش والدراسة
وقال حلبي: أعمل موزعاً للخبز السوري الذي دخل جديداً إلى السوق التركية في أحياء اسطنبول، أتقاضى شهرياً 1000 ليرة تركي، بالإضافة إلى نسبة عن كل "حزمة خبز" إضافية عن الكمية المحدد توزيعها يومياً، وبدأت الحياة تتحسن بعد اكتشافنا للمدينة والأحياء والأسواق الرخيصة فيها.

وتزايد تهافت السوريين إلى اسطنبول، بعد أن فتحت أبوابها ويسرت حكومة العدالة والتنمية فرص العيش والعمل، فغدت الوجهة الرئيسية بعد اقليم هاتاي الحدودي، وخاصة بعد السماح بفتح مطاعم وورش صغيرة بشروط ميسرة لم تعط سابقاً لغير السوريين.

وكما كانت إسطنبول هدفاً للسياح السوريين في السراء، أصبحت محط أنظار الطلبة الذين تركوا جامعاتهم وانضموا للثورة السورية، وهجروها هرباً من بطش النظام الحالي.

فمحمد الدرعاوي الذي يقيم في غرفة مشتركة، بمنطقة أفجولار، بأجر شهري يتراوح بين 200 و300 ليرة تركي، ينتظر المنحة الدراسية المجانية في جامعة اسطنبول ليكمل تعليمه، بعد سماعه بمنحة التعليم المجاني التي وفرتها الحكومة التركية للسوريين.

يقول الدرعاوي: أعمل بأجر 800 ليرة تركي في معمل لصناعة الأحذية، أخذني إليه رفيقي في غرفة السكن، وتقدمت لعدة جامعات، وأملي معقود على جامعة غازي في أنقرة.

معبر إلى أوروبا

اللاجئون الذين يزيد عددهم عن مليون فرد في تركيا، وتعيش نسبة كبيرة منهم في اسطنبول، لا يبحث كلهم عن العيش والانتظار ريثما يتحقق حلمهم بالحرية، ويعودون لسورية بعد سقوط نظام الأسد، فما يقرب من 150 ألف سوري في اسطنبول، بحسب تقديرات إعلامية، جاؤوا للعبور إلى أوروبا بشكل غير شرعي، بعد انتشار حالات التهريب ووجود مكاتب وسماسرة في منطقة أكسراي.

يقول السوري زياد القادم من مصر: "جئت أخيراً إلى أحد المهرّبين، سيوصلني إلى الأراضي اليونانية بأجر معقول مقابل 500 يورو تقريباً، في حين التهريب عبر البحر خطر ويطلبون لقاءه أجراً مرتفعاً يتراوح بين 2000 و3000 يورو".

ويضيف زياد لـ"العربي الجديد": "سنذهب من مدينة إديرنة التركية الحدودية مع بلغاريا واليونان بسيارة إلى الحدود اليونانية، سأقطع مع المهرّب النهر الفاصل بين اليونان وتركيا، ويتركنا على الحدود، ونحن سنسير لمدة 10 ساعات حتى نصل لأقرب مدينة".

وحول المخاطر التي يتعرض لها السوريين أثناء سلوكهم طرقات المجازفة لأوروبا، قال زياد: المخاطر قائمة، لأن مدينة إيدرنة مراقبة من الأمن التركي واليوناني، ولكن تلك مسؤولية المهرب، يدلنا على طريق آمن ضمن الغابات، وعندما نصل لليونان نسلم أنفسنا للشرطة التي تعطينا ورقة ترحيل خلال ستة أشهر، وخلال تلك الفترة نتدبر أمورنا "بجواز مزوّر" أو بالتهريب بحراً.

وقال زياد: "مضطرون للمجازفة، لقد سدت في وجهنا كل الحلول، فحتى البلدان العربية حاصرتنا، وذقنا الويلات في مصر بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي في 3 يوليو/تموز الماضي".

المساهمون