14 سبباً تجعل إيلات محوراً لاستراتيجية هيمنة إسرائيل اقتصادياً.. تعرّف إليها

23 نوفمبر 2023
السياحة من أبرز مصادر الدخل في إيلات التي اتسع دورها في استراتيجية الاحتلال (Getty)
+ الخط -

أصبحت مدينة "إيلات"، أو "أم الرشراش" بحسب تسميتها الأصلية قبل الاحتلال، تحت الأضواء منذ عملية "طوفان الأقصى" وما يتبعها من عدوان إسرائيلي وحشي على أهالي قطاع غزة لا يزال مستمراً بانتظار الهدنة المعلن عنها والتي من المرتقب أن تدخل حيز التنفيذ اعتباراً من السابعة من صباح الجمعة.

واستقطبت المدينة اهتماماً بارزاً خلال هذه الفترة لسببين رئيسيين: الأول أنها أصبحت ملاذاً لعشرات آلاف الإسرائيليين الفارين من ضربات المقاومة في غلاف غزة وشمالي فلسطين المحتلة المحاذي لجنوبي لبنان، حيث يخوض جيش الاحتلال مواجهات ساخنة مع "حزب الله". أما السبب الثاني فلكونها أصبحت هدفاً لضربات صاروخية متكررة قادمة خاصة من اليمن.

لكن ما سر هذه المدينة وخصوصيتها على المستوى الاستراتيجي لكيان الاحتلال الإسرائيلي من الناحية الاقتصادية، وهي الواقعة في المنطقة الجنوبية من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتشتهر بمينائها المطل على البحر الأحمر ومنه إلى المحيط الهندي، وهي تطلّ على خليج العقبة الذي تتقاسم سواحله مع الأردن ومصر والسعودية؟

لعل الإجابة عن هذا السؤال تكمن في 14 سبباً أحصاها "العربي الجديد"، وهي:

1 - يُعد خليج العقبة بوابة إلى البحر الأحمر، الذي يعد أحد أهم الممرات المائية في العالم، إذ تحده شمالا قناة السويس المصرية التي تربطه بالبحر الأبيض المتوسط، وجنوبا مضيق باب المندب الذي يربطه ببحر العرب والمحيط الهندي. وهنا تكمن الأهمية الاستراتيجية لمدينة إيلات التي تضم ميناء إسرائيل الوحيد المطل على بحر غير البحر الأبيض المتوسط، والذي افتتح سنة 1955 رسمياً.

2 - يصفها البعض بأنّها قطعة مطلة على قطع أخرى في أحجية حدود إسرائيل الأمنية على البحر الأحمر.

3 - السفن الحربية تُحرَّك منها لردع الخطر القادم من الجبهات الأخرى.

4 - يُنظَر إليها باعتبارها بديلاً محتملاً لحركة شحن كبيرة للبضائع بين آسيا وأوروبا.

5 – معروف أن إيلات أصبحت منذ عام 1985، منطقة تجارة حرة تتمتع بمزايا مالية تعفى من خلالها الشركات من رسوم الاستيراد، وظهرت هذه الامتيازات إثر اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل.

6 - كانت مكانتها نقطة حساسة للاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً في حروبها مع مصر، إذ كانت الحركة في ميناء إيلات ورقة ضغط في يد القاهرة، التي كانت تسيطر على مضيق تيران الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، ومنفذ الاحتلال الوحيد إليه.

إلا أنه بعد نهاية حرب أكتوبر عام 1973 والتوصل إلى اتفاق سلام بين مصر وإسرائيل سنة 1979، بات المضيق خاضعا لسيطرة قوات حفظ السلام متعددة الجنسيات عام 1982.

7 - منذ ذلك الوقت، أصبحت مدينة إيلات شديدة التحصين وبعيدة عن الحروب الإسرائيلية، إذ يفصلها جدار خرساني مع الحدود المصرية بارتفاع 30 متراً وسياج آخر شبيه على الحدود مع الأردن بطول نحو 30 كيلومتراً ممتد من "منتجع إيلات" إلى "وادي تمناع"، ليصل إلى مطار رامون الدولي ثاني أكبر المطارات الإسرائيلية.

8 - إثر اتفاق التطبيع مع الإمارات، أُعيد إحياء مشروع أنبوب "إيلات-عسقلان" عام 2021 بعد توقيع اتفاق تقوم بموجبه ناقلات نفط عملاقة بنقل الخام الإماراتي إلى ميناء "إيلات"، ثم ضخه عبر أنبوب إلى ميناء "عسقلان" الواقع على شاطئ البحر المتوسط، ثم إلى دول الغرب.

9 – بنتيجة اتفاق التطبيع، تضاعف عدد ناقلات النفط المتجهة إلى إيلات 5 مرات منذ الاتفاق، علما أنّ هذا الأنبوب كان هدفاً لصواريخ الفصائل الفلسطينية عام 2021، ما تسبب في حينه باندلاع حريق في منشأة نفطية بعسقلان.

10 - تعمل حكومة الاحتلال على ربط إيلات بموانئها الأُخرى المطلة على البحر الأبيض المتوسط، عبر خطوط سكة حديد طويلة على رأسها "مشروع خط قطار سريع" الذي كشف عنه في يوليو/تموز 2023، ويلقبه الإعلام العبري بـ"قناة السويس الداخلية".

ومن المتوقع أن يصل ميناء إيلات بكريات شمونة في أقصى الشمال على الحدود مع لبنان بتكلفة قد تصل إلى نحو 27 مليار دولار، ويمر عبر صحراء النقب التي تفصل إيلات عن الداخل الإسرائيلي. كما يطمح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى أن يمتد ليربط كيان الاحتلال بالسعودية مستقبلاً في ظل سعيه لعقد اتفاق تطبيع معها.

11 - تُعد إيلات مقصداً سياحياً مهماً، فهي تستقبل نحو مليون سائح سنوياً يسهمون في تمويل أكثر من 80% من مداخيل المدينة التي تُعد السياحة اليوم مصدر دخلها الرئيسي.

وقد أعلن الاحتلال أحادياً عن خطة لتطوير "مثلث إيلات" ليشمل إيلات والعقبة الأردنية وطابا المصرية لتحويله إلى منتجع سياحي عالمي، الأمر الذي نفاه الجانب الأردني، مؤكداً أن التصريحات غير مقبولة. وقد تم الترويج للمنطقة كوجهة سياحية، وتم التركيز على ساحلها المطل على البحر الأحمر الذي يتميز بمياهه الصافية وتكويناته المرجانية الخلابة والحياة البحرية.

12 - ترتبط إيلات بالأراضي الفلسطينية المحتلة الوسطى والشمالية عبر الطرق السريعة المحسنة والخدمات الجوية المنتظمة.

13 - يسعى الاحتلال إلى أن تكون إيلات جزءاً من مشروع "نيوم" السعودي، إذ إنها تقع إلى الشمال من الحدود السعودية، وتبعد عن "نيوم" أقل من 200 كيلومتر. وتعتبر إسرائيل هذا المشروع "جسرا" لتعزيز تطبيعها مع دول عربية.

14 - تضم إيلات مطار "رامون" وفنادق فاخرة، وتخطط "إسرائيل" لزيادة المشاريع الاقتصادية فيها، بهدف استقطاب مزيد من المستوطنين إلى المنطقة التي تشكّل مورداً اقتصادياً مهماً.

المساهمون