سامر فوز ... لغز رجل الأعمال الأسَدي

16 مارس 2018
رجل الأعمال السوري سامر فوز (وكالة الأنباء السورية/يوتيوب)
+ الخط -

إن ترخّص وزارة التجارة العام الفائت حصرياً، شركة لإنتاج السكر، يكون سامر فوز هو المستثمر، وأن تُباع ممتلكات رجال الأعمال المعارضين للرئيس بشار الأسد بمزادات علنية، أمثال رئيس غرفة صناعة دمشق السابق عماد غريواتي، فسامر فوز هو المشتري، وأن يقترح نظام الأسد إبعاد شركة حميشو عن الضوء ويتم تفجير أكبر معمل حديد بسورية يتبع لها، فسامر هو البديل.

وأن تُخرق العقوبات المفروضة على نظام الأسد منذ منتصف 2011، فسامر، الذي يمتلك استثمارات وشركات في تركيا والإمارات ولبنان وشركات "أوف شور" في موسكو، هو الحل لاستيراد وتصدير كل ما يطلبه النظام، بل وأن يعرض الوليد بن طلال بيع حصته في فندق فورسيزنز، فسامر هو المشتري، كما كشفت "فايننشال تايمز" قبل أيام. 

فمن هو هذا الرجل "الخارق"؟

سامر زهير فوز البالغ من العمر 44 عاماً، من مواليد مدينة اللاذقية الساحلية السورية، متزوج من "سيدة رائعة" بحسب وصفه لموقع أرابيسك لندن في 7 يونيو / حزيران 2017، ولديه 4 أولاد.

لمع نجمه ودخل اسمه بورصة التداول في قطاع الأعمال والوسائل الإعلامية، بعد جريمة قتل ارتكبها عام 2013، بصحبة 10 آخرين في تركيا، ليخرج من السجن بعدها بأشهر، ولتبدأ الحكاية بلغز جديد "قاتل" يُضاف إلى سجل رئيس مجلس ادارة "مجموعة الفوز القابضة" التي أُسست عام 1988، والرئيس التنفيذي لـ"مجموعة أمان القابضة"، والتي يتفرع منها شركات "فوز للتجارة"، "فوز التجارية"، "المهيمن للنقل والمقاولات"، "صروح الإعمار"، ناهيك بما يتفرع من "مجموعة الفوز القابضة" من استثمارات متنوعة في مجال استيراد وتصدير المواد الغذائية، قبل أن تتجه أخيراً إلى الاستثمار العقاري بمشاريع في تركيا وسورية، والاستثمار الإعلامي عبر مواقع إلكترونية وصحف وتمويل وسائل عدة في دمشق.

يروي أحد المقربين من فوز أن الأخير اتفق مع رجل الأعمال المصري المولد الأوكراني الجنسية، رمزي متّى، على تصدير صفقة حبوب من أوكرانيا بـ14 مليون دولار، لكن متّى المطلوب للإنتربول الدولي بتهم الاحتيال، حاول النصب على فوز الذي لم يتسلم شحنة الحبوب، فاتفق مع متعاون ألماني (كيانوش) على استدراج متّى إلى إسطنبول بقصد الحصول على قرض بقيمة 5 ملايين يورو من بنك في تركيا، وهناك نُفّذت الجريمة، ليغادر فوز بعدها بالطائرة إلى دمشق.


اختيار فوز إسطنبول مسرحاً للجريمة كان سببه أن مجموعته القابضة تستثمر في تركيا معملا لتصنيع المياه المعدنية في مدينة أرز رزوم ومستودعات للتخزين بسعة 150 ألف طن في إسكندرون، كما تستثمر في منجم الذهب جنوبي العاصمة أنقرة واستثمارات في القطاع الفندقي (فندق 5 نجوم) في مدينة بودروم ومجمعات سكنية فاخرة في إسطنبول.

وفي حين تؤكد مصادر لـ"العربي الجديد" أن فوز هو واجهة بشار الأسد المالية وأداته لكسر الحصار وخرق العقوبات وتوزيع مشاريع إعادة الإعمار، يقول آخرون إنه "رجل " ماهر الأسد (أخو بشار) وواجهته المالية التي ينافس عبرها بشار الذي يستخدم ابن خاله، رامي مخلوف.

كما يلفّ التضارب علاقات فوز الخارجية، ففي حين يؤكد البعض أنه على علاقة بروسيا، يقول آخرون إنه كان السبب في إلغاء صفقة قمح مع موسكو نهاية العام الفائت كانت أبرمتها شركة "أوف شور" تابعة له هناك.

كما يرى البعض أن فوز هو واجهة إيران في دمشق، بدليل مشروع خلف الرازي في دمشق (لاند مارك) الذي رسا عليه، وشرائه أراضي وبيوتا وعقارات لصالح إيرانيين، فيما عُلم أن مدعي عام طهران عباس جعفري دولت آبادي، أصدر مذكرة اعتقال دولية بحق فوز المتهم بالنصب والاحتيال على مجموعة شركات وجهات حكومية إيرانية بنحو نصف مليار دولار.

ويبقى فوز من أهم الأسماء اللامعة في عالم الاقتصاد السوري اليوم، بل والمرشح لمزيد من اللمعان، خلال صفقات إعادة الإعمار المقبلة، ومن الألغاز السورية التي تضاف إلى وجع سورية وألغازها، إن لجهة تفرّج العالم على استمرار قتل السوريين أو بيع مقدراتهم وتأجيرها لشركاء النظام.
المساهمون