واصلت عمليات جني الأرباح سيطرتها على أسواق الأسهم الأميركية، مدعومة بكلمات جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي، أمام الكونغرس الأميركي يوم الأربعاء، لتتراجع الأسهم، وتنهي مؤشراتها الرئيسية التعاملات في المنطقة الحمراء لليوم الثالث على التوالي.
وبينما كان باول يؤكد للجنة متخصصة من أعضاء الحزبين بالكونغرس أن الطريق للقضاء التام على التضخم العنيد مازال طويلاً، وأنه ورفاقه يتوقعون ارتفاع أسعار الفائدة عن مستواها الحالي قبل نهاية العام، خسر مؤشر داو جونز ما يقرب من ثلث النقطة المئوية، وتراجع مؤشر إس أند بي 500 بأكثر من نصف النقطة المئوية، بينما بلغت خسارة مؤشر ناسداك، الأكثر حساسية لتغيرات الفائدة الأميركية، نحو 1.21%، مع نهاية تعاملات الأربعاء.
وتراجعت أغلب أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، بعد أسابيع من الارتفاعات الضخمة التي فاقت التوقعات، مدفوعة بحمى برامج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، في ما اعتبره البعض محاولة لجني الأرباح وتخفيف المخاطر.
وتراجعت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، بما فيها إنفيديا وألفابيت (غوغل) ونتفليكس، بأكثر من 2%، كما خسرت تسلا أكثر من 5% من قيمتها.
لكن سهم أمازون، عملاق مبيعات التجزئة الإلكترونية، خسر نحو 0.8%، بالتزامن مع رفع لجنة التجارة الفيدرالية اليوم الأربعاء دعوى قضائية، زعمت فيها خداع الشركة للملايين من المتسوقين للاشتراك في خدمتها المدفوعة برايم Prime، ثم إعاقة محاولاتهم الإلغاء.
وفي أوروبا، دفعت أسهم شركات التكنولوجيا أسواق الأسهم الأوروبية للانخفاض يوم الأربعاء، بعد تصريحات باول، بينما هبطت أسهم الشركات العقارية، بعدما أدت التوقعات برفع الفائدة مجددا لمخاوف بشأن تكاليف قروض الرهن العقاري، في ظل استمرار ارتفاع معدل التضخم في بريطانيا.
وأنهى مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية تعاملات الأربعاء منخفضا 0.5%، ومواصلا الهبوط للجلسة الثالثة على التوالي.
وخسرت أسهم التكنولوجيا الأكثر تعرضاً لحركة سعر الفائدة 1.6%، كما تراجع مؤشر القطاع العقاري بنسبة 1.6%.
وخالف مؤشر أسعار المستهلكين البريطانيين التوقعات واستمر عند 8.7% في مايو/أيار. وجاءت البيانات قبل يوم من اجتماع لجنة السياسة النقدية ببنك إنكلترا (المركزي)، والذي يتوقع أن ترفع الفائدة فيه للمرة الثالثة عشرة على التوالي.
وعلى نحو متصل، ارتفعت أسعار النفط دولارا للبرميل اليوم الأربعاء، مع صعود أسعار الذرة وفول الصويا الأميركيين لأعلى مستوياتهما في عدة أشهر، مما أثار توقعات بأن يؤدي نقص الذرة العالمي لتراجع عمليات مزج الوقود الحيوي وارتفاع الطلب على النفط.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.22 دولار، أو 1.6%، إلى 77.12 دولارا للبرميل، كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي 1.34 دولار، أو 1.9%، وصولاً إلى 72.53 دولارا للبرميل، عند التسوية. وسجلت عقود الخامين أعلى مستوياتها في أسبوعين في وقت سابق من الجلسة.
وارتفعت العقود الآجلة للذرة في مجلس شيكاغو للتجارة 5.2% يوم الأربعاء، بعدما أظهر تقرير حكومي تعرض قسم كبير من المحصول الأميركي للإجهاد بسبب الجفاف، مع اقترابه من مراحل النمو الرئيسية، وفقا لما ذكره متعاملون لوكالة رويترز. وسجلت عقود فول الصويا تسليم نوفمبر/تشرين الثاني بمجلس شيكاغو للتجارة أعلى مستوياتها منذ التاسع من مارس/آذار.