وزير الطاقة اللبناني: هبة الوقود الإيراني تصل خلال أسابيع

26 سبتمبر 2022
لبنان عاجز عن تأمين الكهرباء لافتقاره إلى القدرة على تمويل استيراد الفيول المطلوب (Getty)
+ الخط -

أعلن وزير الطاقة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض أن هبة الفيول الإيراني " وقود توليد الكهرباء" ستصل إلى لبنان في غضون أيام أو أسابيع لا أشهر، والعمل يجري على بحث مسألة المواصفات. 

ويأتي تصريح فياض الذي أطلقه من قصر الرئاسة اللبنانية – بعبدا بعد لقائه، اليوم الاثنين، الرئيس ميشال عون في وقتٍ لا تزال تخرج فيه إلى العلن تصريحات إيرانية تؤكد أن طهران ليس لديها أي برنامج لإرسال وقود ومشتقات نفطية مجانية إلى لبنان، مع الإشارة إلى أن الدولة اللبنانية تحرص على إبقاء التعاون مع إيران في إطار "الهبة" تجنباً للعقوبات الأميركية.

وقال الوزير فياض إنه أطلع الرئيس عون على النتائج الإيجابية لزيارة الوفد الفني إلى إيران، "التي التزمت بتقديم هبة من الفيول إلى لبنان، بإمكانها مع الفيول العراقي أن تزيد ساعات التغذية لتصل إلى حدود 8 أو 10 ساعات يومياً"، مؤكداً "أننا سنعمل الآن مع الطرف الإيراني على مسألة المواصفات وتأمين الفيول الذي نحتاجه في محطاتنا".

وتوقع فياض وصول النفط الإيراني في غضون أيام أو أسابيع "لأن الطرف الإيراني يرغب بمدِّ يد العون سريعاً في هذا المجال، ونحن بحاجة ماسّة إلى تأمين تغذية كهربائية أفضل للمواطنين".

ونفت وكالة "نور نيوز" المقرّبة من مجلس الأمن القومي الإيراني، أول من أمس السبت، صحة تصريحات رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بشأن قرار إيران تزويد لبنان بوقودٍ مجاني من دون شروط، مؤكدة أن "هذا الخبر كذب".

في المقابل، يسوّق الإعلام التابع لـ"حزب الله"، في مقدّمته قناة "المنار"، للفيول الإيراني كـ"جرعة وقود لتحريك عجلة الحياة اللبنانية"، وسردت القناة في تقرير تاريخ المساعدات التي عرضتها إيران على الدولة اللبنانية وقوبِلت بالرفض، منذ عام 2006 وحتى سنة 2020.

وقالت "المنار" إنه مع "بروز بوادر حلحلة سياسية بشأن التعاون اللبناني الإيراني في شؤون إنتاج الطاقة الكهربائية خلال زيارة الوفد التقني اللبناني إلى طهران، فإننا نربأ ببعض الفئات اللبنانية استخدام مقولة المساعدة الإيرانية المشروطة وسواها من أكاذيب السفارات، بدليل أن كل اللقاءات التي تحصل على المستويات الرسمية توجد فيها فرقاء من كل الأطراف السياسية اللبنانية ولم تضع إيران شرطاً في يومٍ من الأيام لمساعدة لبنان".

وأشار فياض في تصريحه إلى أنه وضع الرئيس عون في أجواء التقدّم الذي "نعمل لأجله، خصوصاً في قطاع الكهرباء والنفط والغاز، وقد وضعني بدوره في الأجواء الإيجابية لتقدم العمل الحاصل في موضوع ترسيم الحدود، وفهمت منه أن الخاتمة الإيجابية باتت قريبة".

وأضاف "وضعت الرئيس عون في التطور الحاصل في ملفات الفيول التي نتابعها لرفع ساعات التغذية الكهربائية. وفي هذا الإطار، هناك تطورات في ملف الفيول العراقي، وستكون لنا جلسة عمل افتراضية يوم غد مع الطرف العراقي لنعمل على موضوع المواصفات التي بسببها تأخرت شحنة الفيول العراقي بالوصول إلى لبنان"، آملاً أن "تحل هذه المشكلة بعد اجتماع الغد، لنعاود الحصول على شحنات الفيول العراقي المتبقية والتي تبلغ 190 ألف طن نأمل أن تصل في الشهرين المقبلين".

وتابع فياض "بعدها سنبحث مع العراقيين مسألة تجديد اتفاقية الحصول على الفيول، وسنقوم لهذه الغاية بزيارة إلى العراق، وخصوصاً أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي التقى نظيره العراقي أخيراً في الولايات المتحدة، واتفقا على ضرورة القيام بزيارة إلى العراق للبحث في تجديد الاتفاقية للحصول على مليون طن إضافي من الفيول، بإمكانها أن تؤمن بين 3 و4 ساعات تغذية بالكهرباء يومياً، لمدة سنة".

وأشار وزير الطاقة اللبناني إلى أنه "كان لي أيضاً اتصال هاتفي مع وزير النفط الجزائري الذي أعرب عن رغبة الجزائر بمساندة لبنان في موضوع الفيول، ودعاني إلى زيارة الجزائر لمناقشة هذا الملف، وهذا ما سأفعله في الأسبوع الثاني أو الثالث من الشهر المقبل".

وبحث فياض مع الرئيس عون موضوع التعرفة الكهربائية، وذلك "بعدما أصدرت وزارة المالية قراراً يؤكد أن لا مانع لديها من زيادة هذه التعرفة التي ستؤدي إلى تخفيف فاتورة الكهرباء على المواطنين، لأن التعرفة الرسمية لكهرباء لبنان تظل أقل بكثير من تعرفة المولدات". 

وحول ما إذا كانت هناك من تطورات في ملف الغاز المصري والكهرباء الأردنية، قال فياض "في هذا الملف، البنك الدولي مصرّ على بت موضوع التعرفة الجديدة لفاتورة كهرباء لبنان كشرط مسبق قبل تمويل هذا المشروع، إضافة إلى المباشرة بإجراءات تعيين الهيئة الناظمة للكهرباء.

وفي الملف الأخير قطعنا شوطاً كبيراً، بعدما استعنا بجمعية الهيئات الناظمة في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، لمساعدتنا على صياغة الهيكل التنظيمي للهيئة الناظمة في لبنان، والمواصفات الوظيفية لكل إدارة. وعندما ننتهي من هذين الملفين نكون حققنا الشرطين الأساسيين للبنك الدولي، لندخل بعدها مفاوضات التمويل، والتي كان يجب أن تتم في الربيع الماضي".

المساهمون