استمع إلى الملخص
- الاتفاقية، التي وُقعت في أكتوبر 2022، تمنح إسرائيل حقل كاريش ولبنان حقل قانا، وتقدر احتياطيات الغاز اللبنانية بـ96 تريليون قدم مكعبة.
- استخراج الغاز من كاريش يعزز الاقتصاد الإسرائيلي ويخفض تكاليف الطاقة، مع تخصيص عوائد إضافية للجيش والاستخبارات، وتوسيع التعاون مع مصر.
قال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، اليوم الأحد، إن ما وصفه بـ "اتفاق الغاز الفاضح" مع لبنان "كان خطأ منذ البداية"، مؤكداً أنه يبحث عن ثغرة لإلغائه. وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها كوهين، من حزب "الليكود"، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، على وقع هجمات عنيفة يشنها الجيش على لبنان، أسفرت عن مئات القتلى والجرحى وآلاف المهجرين.
وقال كوهين: "أبحث عن طريقة أو ثغرة لإلغاء اتفاق الغاز الفاضح الذي تم توقيعه مع لبنان". واعتبر أن اتفاق الغاز الذي وقعته إسرائيل مع لبنان في ظل حكومة التغيير التي تناوب على رئاستها نفتالي بينت ويائير لابيد "كان خطأ منذ البداية"؛ مضيفاً: "سنحرص على إصلاحه".
وكانت اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي وقعتها لبنان مع إسرائيل في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2022 بعد مفاوضات غير مباشرة استمرت عامين برعاية أميركية قد أعطت حقل كاريش لإسرائيل في مقابل حصول لبنان على حقل قانا المجاور. والمنطقة غنية بالنفط والغاز الطبيعي في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كم مربعاً. وبحسب إحصاءات غير رسمية، يقدر حجم الاحتياطيات البحرية اللبنانية من الغاز بـ96 تريليون قدم مكعبة، ومن النفط 865 مليون برميل.
ومنذ الاتفاق، بدأت شركات طاقة عالمية تقدم عطاءات للتنقيب واستكشاف المربعات البحرية المستهدفة الواقعة في المياه الإقليمية اللبنانية على البحر الأبيض المتوسط. وبحسب تقرير لصحيفة "ذي ماركير" الاقتصادية في أكتوبر 2022، فإن حقل كاريش، الذي يقع على بعد 90 كلم غرب الساحل "الإسرائيلي"، يحوز احتياطياً يتراوح بين 60 – 80 مليار متر مكعب و13 مليوناً من مكثف الغاز الذي يستخدم في إنتاج النفط من نوع "برنت".
وإلى جانب العوائد المالية التي ستحوزها إسرائيل بشكل مباشر، سيجعل الشروع في استخراج الغاز من "كاريش" إسرائيلَ قادرة على الحفاظ على أسعار إنتاج الطاقة منخفضة وعدم زيادة استهلاك الكهرباء في ما يخص المستوطنين والمرافق الصناعية. إلى جانب ذلك، ستسمح العوائد المادية لاستخراج الغاز من "كاريش" للحكومة بتخصيص موازنات إضافية لكل من الجيش والاستخبارات، لمواجهة موجة عمليات المقاومة المتعاظمة في الضفة الغربية. كما سيوسع قواعد التعاون الاستراتيجي مع مصر.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أعلنت وزارة الطاقة والبنية التحتية الإسرائيلية أن شركة نيوميد فازت بمناقصة التنقيب عن الغاز في المنطقة الأولى، غرب حقل كاريش، بالتعاون مع شركة بريتيش بتروليوم وشركة الطاقة الحكومية الأذربيجانية سوكار، حيث تمتلك كل شركة 33.3% من الترخيص. ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الجاري، يشن الجيش الإسرائيلي "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام، أسفر حتى مساء السبت عن 816 قتيلاً، بينهم أطفال ونساء، و2507 مصابين، وفق رصد الأناضول لبيانات السلطات اللبنانية، وسط مخاوف من وصول المواجهات إلى حرب إقليمية.
وتتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفاً منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أسفر حتى السبت عن 1640 شهيداً، منهم 104 أطفال و194 امرأة، و 8 آلاف و408 جرحى لبنانيين، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
(الأناضول)