ظهرت توقعات متباينة تجاه تحركات سعر الفائدة في الاجتماع المقبل لمجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، المقرر عقده خلال أيام. ففيما توقعت مصادر مواصلة البنك الفيدرالي سياسة الرفع التي بدأها قبل عام ونصف، خاصة مع استمرار معدلات التضخم عند مستوياتها المرتفعة، توقع آخرون تثبيت السعر مع حدوث تحسن في مؤشرات الاقتصاد.
وتأتي تلك التصريحات المتضاربة في ظل تزايد عدم اليقين بشأن ما إذا كان البنك الفيدرالي سيتوقف مؤقتًا عن تشديد سياسته النقدية، أم سيواصل حملته لرفع الفائدة التي تهدف إلى خفض التضخم المرتفع.
وقال رئيس البنك الفيدرالي في فيلادلفيا، باتريك هاركر، الأربعاء، إن البنك المركزي بحاجة لعدم رفع معدلات الفائدة خلال الاجتماع القادم، بعد رفعها خلال الاجتماعات العشرة الأخيرة.
وأضاف هاركر خلال مناقشة استضافها منتدى المؤسسات المالية والنقدية الرسمي، إنه يعتقد أنه يجب "تخطي الزيادة" خلال اجتماع السياسات القادم وليس "التوقف مؤقتًا".
وأوضح صانع السياسات أن التوقف المؤقت يعني إبقاء سعر الفائدة ثابتًا لفترة من الوقت، وهذا أمر سابق لأوانه، كما أكد على أن البيانات الصادرة قبل الاجتماع قد تغير رأيه.
وأشار إلى أن حديثه لا يعني عدم الحاجة لمزيد من التشديد، وإنما اقتراب البنك المركزي من النقطة التي يمكن التوقف فيها عن رفع أسعار الفائدة، مؤكدًا أنه ليس واثقًا من الوصول إليها بعد.
وشدد رئيس البنك الفيدرالي في فيلادلفيا على أن البنك المركزي ملتزم بكبح جماح التضخم، لكن هذا لا يعني الإضرار بالاقتصاد، مشيرًا إلى أنه لا يتوقع ركودًا في الاقتصاد الأميركي.
بلاك روك: الاحتياطي سيواصل الرفع
في المقابل، ذكر الملياردير الأميركي والمدير التنفيذي لـشركة إدارة الأصول "بلاك روك" لاري فينك، أن التضخم المرتفع المستمر سيجبر الاحتياطي الفيدرالي على رفع الفائدة من مرتين إلى أربعة أخرى.
وخلال مؤتمر للخدمات المالية استضافه دوتشيه بنك الألماني، الأربعاء، أضاف فينك أن الفيدرالي لم ينته بعد من رفع الفائدة، وأن التضخم لا يزال قويًا للغاية، وذلك حسبما نقلته "بلومبيرغ".
وأشار فينك إلى أنه ليس هناك ما يضمن أن الاقتصاد الأميركي سوف ينزلق نحو الركود أو أنه في حال حدوث ذلك سيكون ركودًا متواضعًا، كما أنه لا يرى أي دليل على انخفاض التضخم.
وتوقع فينك، البالغ من العمر 70 عامًا، استمرار التضخم في الولايات المتحدة عند مستويات من 4% إلى 5% لبعض الوقت، وهو ما يرجع للآثار المستمرة لبرامج التحفيز الحكومية.
لكن مارك موبيس، مؤسس موبيس كابيتال بارتنرز، قال إن رفع الاحتياطي الفيدرالي للفائدة شارف على الانتهاء، متوقعًا البدء في خفض الفائدة في العام 2024، وفقاً لما نقلته بلومبيرغ.
وذكرت رئيسة البنك الفيدرالي في كليفلاند لوريتا ميستر، في مقابلة مع "فاينانشال تايمز"، أنها لا ترى سببًا مقنعًا للتوقف عن رفع الفائدة، لاسيما في أعقاب التوصل لاتفاق تعليق سقف الدين.
مسؤول بالفيدرالي يتوقع التثبيت
وفي مقابل تلك التوقعات، ألمح عضو مجلس محافظي الاحتياط الفيدرالي فيليب جيفرسون، إلى أن البنك المركزي الأميركي يمكن أن يتوقف عن رفع أسعار الفائدة مؤقتًا خلال اجتماعه المقبل للسياسة النقدية في يونيو الجاري، لكن هذا لا يعني انتهاء سلسلة الزيادات.
وقال جيفرسون، في كلمة ألقاها في مؤتمر بواشنطن العاصمة الأربعاء: "لا ينبغي تفسير قرار إبقاء سعر الفائدة ثابتًا في الاجتماع القادم، على أنه يعني أننا وصلنا إلى ذروة معدل هذه الدورة". وتابع: "تخطي رفع سعر الفائدة في اجتماع قادم، سيسمح للجنة برؤية المزيد من البيانات قبل اتخاذ قرارات حول مدى ثبات السياسة".
وجاءت تعليقات جيفرسون، مرشح الرئيس الأميركي لشغل منصب نائب رئيس مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، في الوقت الذي ترفع فيه الأسواق توقعاتها لزيادة أسعار الفائدة في يونيو، بعد صدور بيانات تظهر أن فرص العمل في إبريل/نيسان ارتفعت إلى أعلى مستوياتها منذ يناير/كانون الثاني.
وفي بداية يوم الخميس، سجلت الأسواق احتمالية أقل من 60% لرفع الفائدة خلال الشهر الجاري، وبعد نحو 15 دقيقة من صدور بيانات البطالة الخميس، ارتفعت الاحتمالية إلى 71%، وفقًا لأداة مراقبة الفيدرالي من "سي إم إي".