هلع في الأسواق السورية بعد رفع سعر الدولار الجمركي 62.5%

10 مايو 2023
ارتفعت أسعار السلع بشكل كبير عقب قرار المركزي السوري (فرانس برس)
+ الخط -

رفع مصرف سورية المركزي في نشرته الخاصة بالجمارك والطيران سعر الدولار الجمركي، اليوم الأربعاء، من 4000 ليرة إلى 6500 ليرة للدولار الواحد، بنسبة 62.5% تقريباً، وسط ارتفاعات قياسية جديدة في أسعار السلع.

وقال الخبير المالي علي الشامي، لـ"العربي الجديد"، إن "القرار الجديد أثار مخاوف لدى التجار الذين سيدفعون تخليص بضائعهم بالسعر الجديد وهلعاً بالشارع السوري والأسواق، بعد أن قفزت الأسعار وتباينت بأسواق العاصمة السورية دمشق". 

وبحسب الشامي، "فقد تراجع سعر صرف الليرة السورية صباح اليوم، بأكثر من 300 ليرة ليسجل الدولار ولأول مرة بتاريخ سورية، 9 آلاف ليرة واستمرار الطلب على العملة الأميركية من التجار والمكتنزين".

وتهاوت الثقة بالعملة السورية التي تراجعت في السوق الموازية من نحو 6800 ليرة مقابل الدولار مطلع العام الجاري إلى نحو 9 آلاف اليوم.

وقفزت أسعار الذهب بالأسواق السورية، تناسباً مع مخاوف استمرار تهاوي سعر الليرة ومنع سلطات الأسد التعامل بالعملات الأجنبية، ليسجل غرام الذهب من عيار 21 قيراطاً، ولأول مرة، 512 ألف ليرة.

وحسب الشامي، فقد "ارتفعت أسعار السلع المستوردة بين 20 و30% وبمقدمتها السكر الذي قفز سعر الكيلو غرام الواحد لأكثر من 9 آلاف  ليرة وتراوح سعر كيلو الأرز بين 12 و16 ألف ليرة"، معتبراً أن "تعديل سعر الدولار الجمركي سيزيد تكاليف الواردات على التجار الذين، بدورهم سيعوضون تلك الزيادة برفع الأسعار".

وحول أسباب تخفيض سعر الليرة، رأى الشامي أن "المصرف المركزي مضطر لتناسب السعر الرسمي مع سعر السوق، فالخلل الكبير كان يذهب بالتحويلات الخارجية لأسواق الدول المجاورة وتعود لسورية بالليرة ما يزيد المعروض النقدي والتضخم".

وأضاف أن "تعديل سعر الدولار الجمركي اليوم أكثر ضرورة، لأن الفارق كان أكثر من 110% بين السعر الرسمي وسعر السوق الذي يستجر خلاله التجار لتمويل وارداتهم من الخارج، لأن المصرف المركزي توقف عن تمويل معظم الواردات".

واعتبر الشامي أن "رفع سعر دولار الجمارك غايته زيادة إيرادات الخزينة العامة فقط، من دون النظر إلى أثره على الأسعار ومستوى المعيشة"، مضيفاً أن "الفترة الحالية حساسة جداً، لأن كثرا من السوريين عوّلوا على انفتاح نظام الأسد على الخارج، لكن شيئاً على الأرض لم يحدث".

وكان مصرف سورية المركزي قد رفع مطلع العام الجاري سعر صرف الدولار خلال النشرات الخاصة بالحوالات، بنسبة 50% من 3015 إلى 4522 ليرة، ليتبعه في فبراير/شباط بتعديل ثان رافعاً سعر تصريف الدولار بنسبة 47% إلى 6650 ليرة، ما دفعه أخيراً إلى رفع ثالث في مايو/أيار الجاري ليرفع الدولار إلى 7500 ليرة.

ولم يزل الفارق كبيراً بين السعر الرسمي وأسعار السوق الموازية، ما يهدد بمزيد من تراجع سعر الليرة، بحسب مراقبين، نتيجة تراجع المصرف المركزي عن دوره الأساس ولعب دور المضارب، ما يزيد من فقد السوريين ثقتهم بالليرة ويزيد فواتير أسعار الغذاء والنقل.

وبلغ مستوى ارتفاع الأسعار بالسوق السورية، نحو 2000% خلال السنوات الخمس الماضية، بحسب رصد واستبيان أجراه موقع "بزنس تو بزنس" اليوم.

وكشفت مصادر لـ"العربي الجديد" من دمشق اليوم، أن "جميع الأسعار، بما فيها المنتجة محلياً، ارتفعت منذ الصباح" فسجلت البندورة "الطماطم" لأول مرة 5 آلاف ليرة ووصل سعر البيضة إلى 1100 ليرة وسجل سعر الفروج المشوي 80 ألف ليرة وتجاوز سعر ليتر المازوت بالأسواق 11 ألف ليرة.

وأشارت المصادر التي طلبت عدم ذكر هويتها، إلى توقف مؤسسة التجارة الخارجية "الحكومية" عن إرسال رسائل للمستهلكين لبيعهم السلع، ومنها السكر والأرز، بالسعر المدعوم.

المساهمون