استمع إلى الملخص
- العوامل المؤثرة تشمل بيع السلطات الألمانية لعملات بيتكوين المصادرة وإمكانية تسديد منصة Mt.Gox لمستحقات العملاء، مع توقعات بإعادة تقييم جاذبية العملات المشفرة كاستثمار بديل.
- السياق الأوسع يكشف عن تأثيرات متعددة تضمن تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة السلبية والخوف من بلوغ مؤشر S&P 500 ذروته، مما أدى إلى ارتفاع قيمة الدولار وتراجع الرغبة في المخاطرة بين المستثمرين.
تتراكم الخسائر في سوق العملات الرقمية بعد ثاني أسوأ انخفاض أسبوعي لها في عام 2024، وهو انعكاس لتباطؤ الطلب على صناديق بيتكوين المتداولة في البورصة وعدم اليقين بشأن السياسة النقدية. وانخفضت عملة بيتكوين في وقت مبكر من يوم أمس الاثنين، مما وضع الرمز الرقمي في طريقه لأدنى مستوى له منذ أكثر من شهر. كما تراجعت العملات الرقمية المشفرة الأخرى.
وجرى تداول بيتكوين مؤخرًا عند نحو 61100 ألف دولار، بانخفاض 4.3% مقارنة بسعر يوم الجمعة عند 64173 دولارًا. ولم تصل بيتكوين إلى أقل من 62 ألف دولار منذ 14 مايو/ أيار. وقال إيلان سولوت، كبير استراتيجيي الأسواق العالمية في شركة ماريكس سوليوشن المالية ومقرها لندن لـ"وول ستريت جورنال"، إن العوامل الدافعة للهبوط على المدى القصير تشمل قيام السلطات الألمانية ببيع عملات بيتكوين التي استولت عليها من الجرائم المالية، والأخبار التي تفيد بأن منصة Mt.Gox البائدة قد تبدأ في سداد مستحقات العملاء قريبًا.
وهذا يعني أن المزيد من عملات البيتكوين قد يصل إلى السوق قريبًا. ومع ذلك، قال سولوت إن المستثمرين ربما يعيدون تقييم الجاذبية النسبية للعملات المشفرة مقابل الاستثمارات الأخرى. وقال: "في النهاية، قد يكون الأمر بسيطًا مثل عدم تقديم العملات الرقمية لمكافأة مخاطرة جيدة بما يكفي مقارنة بأسهم التكنولوجيا حاليًّا".
وتهيمن بيتكوين على مشهد العملات الرقمية وهي معروفة على نطاق واسع بين مستثمري العملات المشفرة، باعتبارها أكبر عملة مشفرة في العالم، فقد حققت أعلى مستوى على الإطلاق عند 73750 دولارًا في 14 مارس/آذار الماضي. ومع ذلك، تخضع بيتكوين لتصحيحات الآن. واعتبارًا من 27 مايو/أيار 2024، يتم تداول بيتكوين عند 68600 دولار بقيمة سوقية تبلغ 1.35 تريليون دولار، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 6.95% عن الذروة التي شهدتها بيتكوين وانخفاضًا بنسبة 0.93% خلال الـ 24 ساعة الماضية.
واكتست مؤشرات العملات الرقمية الرئيسية أمس الاثنين جميعها باللون الأحمر إذ أثرت تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة السلبية على الأصول. وتراجعت بيتكوين بأكثر من 3% وتم تداولها عند 62300 دولار في منتصف الظهيرة في لندن وتراجعت إيثريوم 4.04%، ودودج كوين 2.97%. ويرى محللون في مجلة فوربس، أن تراجع بيتكوين يعود لخوف المستثمرين من أن يكون مؤشر S&P 500 قد وصل إلى القمة. وتزامنت الأسعار مع العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بعد أن بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق عند 5368 نقطة في الأسبوع الأول من الشهر الجاري.
وأدى ذلك إلى ارتفاع قيمة الدولار، الأمر الذي أدى بدوره إلى الضغط على الأصول مثل العملات المشفرة. كما كان توقع القرار النهائي للجنة الأوراق المالية والبورصة الأميركية (SEC) بشأن صناديق الاستثمار المتداولة للإيثريوم الفوري أيضًا عاملًا في انخفاض العملة الرقمية الأشهر. وعلى الرغم من موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصة (SEC)، إلا أنه لم يكن هناك تغيير كبير في أسعار بيتكوين. ووفق بلومبيرغ، تراجع مقياس أكبر 100 أصل رقمي بنحو 5% في الأيام السبعة الماضية حتى يوم الأحد، وهو أكبر انخفاض من نوعه منذ إبريل/ نيسان الماضي، حسبما أظهرت البيانات التي جمعتها الوكالة.
وتأثرت بيتكوين العملة الرائدة من حيث القيمة السوقية بسلسلة من التدفقات الخارجية لمدة ستة أيام من صناديق الاستثمار المتداولة الأميركية المخصصة للاستثمار في العملات المشفرة.
وتأتي التراجعات الكبيرة في العملات المشفرة وسط شكوك حول خفض الاحتياط الفيدرالي الأميركي لأسعار الفائدة بسرعة من أعلى مستوى لها منذ عقدين. وبالنسبة لبعض المحللين، يعد التراجع في الأصول الرقمية علامة تحذير على الرغبة في المخاطرة على نطاق أوسع. في هذا الصدد، كتب ديفيد لاوانت، رئيس الأبحاث في FalconX، في مذكرة، أن ديناميكية سوق العملات المشفرة الحالية "تتميز بانخفاض التقلبات، والأحجام الناعمة، وعدم توازن دفاتر الطلبات عندما تبدأ الأسعار في التحرك".
ويقول لاوانت، إن الانخفاضات في بعض العملات ملحوظة بشكل خاص، وإن سلسلة الانخفاضات الأسبوعية لكل من إيثريوم وسولانا هي الأطول طوال عامي 2022 و2023. من جانبها قالت كارولين مورون، المؤسس المشارك لمزود سيولة مشتقات الأصول الرقمية أوربت ماركتس: "يبدو أن المزاج الهبوطي قد بدأ، يجد السوق صعوبة في استيعاب أي أوامر بيع كبيرة".