هبوط الليرة يهز لبنان: إغلاق المحطات والمحال والإضرابات تلف البلد

26 مايو 2022
أزمة العملة المحلية تتزايد (Getty)
+ الخط -

سجّلت الليرة اللبنانية الخميس تدهوراً قياسياً جديداً، إذ تخطى سعر الصرف مقابل الدولار عتبة 35 ألفاً في السوق السوداء، في سقوط متسارع منذ الانتخابات التشريعية في منتصف الشهر الحالي. 

وعلى الأثر، أغلقت عدة محال تجارية ومحطات وقود أبوابها، في ظل إضراب ينفذه القطاع الصحي، وتحركات للمواطنين والسائقين العموميين وأصحاب الأفران، وتلويح بالتحرك من قطاعات أخرى. 

ومنذ خريف العام 2019، في ظلّ الانهيار الاقتصادي الأسوأ في لبنان، بدأت الليرة تتراجع تدريجاً أمام الدولار في السوق السوداء، فيما لا يزال سعر الصرف الرسمي مثبتاً على 1507 ليرات. وخسرت منذ ذلك الحين نحو 95 في المائة من قيمتها أمام الدولار.

وأوردت مواقع وتطبيقات إلكترونية تعد الأكثر رواجاً في تتبع أسعار السوق السوداء، أنه تم تداول الليرة اللبنانية صباح الخميس بأكثر من 35 ألفاً للدولار.

وتزامن تدهور قيمة الليرة مع استمرار ارتفاع أسعار المحروقات، التي رفعت السلطات الدعم عنها.

وصنف البنك الدولي الانهيار الاقتصادي في لبنان على أنه من بين الأسوأ في العالم منذ 1850. وبات أكثر من ثمانين في المائة من السكان تحت خط الفقر، ولامس معدل البطالة نحو ثلاثين في المائة.

كما يشهد لبنان أزمة كهرباء مع تخطي ساعات التقنين 22 ساعة، وسط عجز السلطات في خضم الانهيار الاقتصادي عن استيراد الوقود لتشغيل معامل الإنتاج. وفاقم رفع الدعم عن استيراد المازوت الضروري لتشغيل المولدات الخاصة الوضع.

ويأتي استمرار تدهور الليرة رغم اتفاق مبدئي بين الحكومة وصندوق النقد الدولي على خطة مساعدة بقيمة ثلاثة مليارات دولار على أربع سنوات، لكنها مرتبطة أيضاً بالتزام الحكومة بتنفيذ إصلاحات مسبقة.

تحذير من المحطات بالإقفال

وأعلنت نقابة أصحاب محطات المحروقات في لبنان، في بيان نشرته الوكالة الوطنية للإعلام، أنه "عطفا على التطورات التي حصلت في الآونة الأخيرة بعد ارتفاع سعر صرف الدولار بشكل جنوني والتي أدت إلى إقفال العديد من المحطات وتقليص في دوام العمل، يهمنا كنقابة توضيح الأسباب لكي لا يحملنا المواطن كالعادة ذنبا ليس لنا به حول ولا قوة".

وأضافت أنه "بعد ارتفاع سعر صرف الدولار بهذا الشكل الجنوني ،أصبح من الضروري إصدار جدول تركيب أسعار بشكل يومي لكي نحد من حجم خسائرنا وللأسف هذا الجدول لا يصدر بشكل منتظم وإن صدر ففي وقت متأخر جدا مما يسبب لنا خسائر كبيرة لم تعد تحتمل والمسؤول المباشر عن هذا الوضع هو مديرية النفط".

وتابعت أن "نقص مادة البنزين في المحطات ناتج عن عدم تسليم الشركات المستوردة للنفط مادة البنزين بشكل طبيعي لأن مصرف لبنان لم يعد يفتح لها اعتمادات كافية وبالتالي فإن عملية تسليم البنزين تكون قليلة جداً، والمسؤول المباشر عن هذا الشح هو مصرف لبنان".

 واعتبرت النقابة أن "هذا البيان تحذيري لكل المعنيين والجهات المختصة، لكي لا نضطر لإقفال جميع المحطات على الأراضي اللبنانية كافة".

 تحركات مختلفة

واعتصم أصحاب الأفران أمام وزارة الاقتصاد في بيروت للمطالبة بتأمين القمح للمطاحن ووضع تسعيرة لربطة الخبز تناسب سعر الصرف، كما طالب المعتصمون مجلس النواب الجديد بالإسراع في إقرار قانون قرض البنك الدولي لدعم القمح.

وقال أمين سر نقابة المخابز والأفران في بيروت وجبل لبنان ناصر سرور: "مشكلتنا كبيرة لأنها تتعلق برغيف الخبز والطبقة السياسية أقفلت معظم مؤسسات البلد ولا مشكلة لديها أن نقفل نحن أيضا".

وسأل: "لماذا لم يوقع كتاب صرف اعتمادات القمح لمدة شهرين؟"، وقال: "نتمنى على وزير المال أن يوقع الاعتمادات كي لا تذل الناس".

 كذلك، أغلق عدد كبير من المحال أبوابه في بيروت وبعض المناطق اللبنانية، احتجاجا على ارتفاع سعر صرف الدولار وتدني الوضع المعيشي.

فيما طالب السائقون العموميون خلال اعتصام في بيروت بايقاف "اللوحات الخصوصية - البيضاء" عن العمل، لافتين إلى أن "هناك مشروعا في هذا الخصوص وهو نائم في الأدراج ولا يحرك المسؤولون ساكنا في هذا المجال".

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

وقالوا في بيان إن "وزير النقل أرسل كتابا إلى وزارة الداخلية لتحريك هذه القضية والحصول على حقنا لتأمين لقمة عيش كريمة لعائلاتنا، في ظل الأزمات المستفحلة في البلد ولا طاقة لنا على تحملها مع استمرار ارتفاع أسعار المحروقات وجنون سعر صرف الدولار". وطالب المعتصمون بتحقيق هذه المطالب وتنفيذ القوانين.

كذلك نفذ العاملون في القطاع الطبي والاستشفائي اعتصاما اليوم، بدعوة من نقابة  أصحاب المستشفيات في لبنان وكل من نقابتي أطباء لبنان في بيروت وفي طرابلس، أمام المقر الرئيسي لمصرف لبنان في بيروت، "احتجاجا على احتجاز أموالهم في المصارف وعدم تأمين السيولة الضرورية"، وفق بيان عن نقابة أصحاب المستشفيات.  
ترافق هذا التحرك مع الإضراب التحذيري الذي أعلنت عن تنفيذه هذه النقابات اليوم وغداً الجمعة في العيادات والمراكز الصحية والمستشفيات، باستثناء الحالات الطارئة والحرجة وغسيل الكلى والعلاج الكيميائي فقط.

المساهمون