استمع إلى الملخص
- **تبرعات مالية**: حصلت هاريس على تبرعات ضخمة من كبار رجال الأعمال والمستثمرين، مما يعكس الثقة في قدرتها على تحقيق سياسات تدعم النمو الاقتصادي.
- **تحديات السياسات**: تواجه هاريس تحديات في إقناع المستثمرين بسياساتها، خاصة زيادة ضريبة الشركات ومحاربة التلاعب بالأسعار، مقارنة بتعهدات ترامب بفرض تعريفات جمركية جديدة.
بعد تجربة فترة رئاسته، التي سعى خلالها لدعم مؤشرات الأسهم الأميركية واعتبر ارتفاعها دليلاً على نجاح سياساته الاقتصادية، لم يعد دونالد ترامب هو أمل الأسواق الوحيد، حيث ظهر خلال الفعاليات الانتخابية الأخيرة سعي المنافسة الديمقراطية كامالا هاريس لمغازلة وول ستريت، والحصول على دعم بعض أهم زبائنها.
ومنذ الإطلاق العاصف لحملتها الرئاسية بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق في يوليو/تموز، فازت هاريس بالفعل بدعم بعض الشخصيات البارزة في وول ستريت. وبعد أكثر من أربعين شهراً، اشتبكت الشركات الكبرى فيها مع بايدن، الذي حاربت إدارته التقدمية عمليات الاندماج وألقت باللوم بشكل روتيني على جشع الشركات في أزمة التضخم، بحثت تلك الشركات في هاريس عن صديق افتقدته في الرئيس الحالي، على أمل أن تكون سياساتها بعيدة عن تلك التي اتبعها بايدن.
وقال جيفري سونينفيلد، مؤسس ورئيس معهد القيادة التنفيذية لجامعة ييل، لشبكة سي أن أن الإخبارية أمس الثلاثاء: "تتمتع هاريس بعلاقة أفضل مع وول ستريت من تلك التي كانت لجو بايدن". ورغم أن صفحة علاقتها كنائبة للرئيس مع تلك الشركات تكاد تكون فارغة، كانت هاريس، وبصفتها مدعية عامة وعضوة في مجلس الشيوخ في ولاية كاليفورنيا، أكثر انفتاحًا بشكل عام من بايدن على وادي السيليكون، حيث توجد أكبر الشركات الأميركية. وحتى الآن، يفتح عمالقة وول ستريت دفاتر شيكاتهم، ويقدمون تبرعات ضخمة لحملتها، وهو ما كان تقليدياً يذهب إلى مرشح الحزب الجمهوري.
وفي المؤتمر الوطني الديمقراطي مساء الثلاثاء، أيد الرئيس التنفيذي السابق لشركة أميركان إكسبريس كين شينولت بقوة هاريس، وقارنها بشكل خاص بدونالد ترامب. وقال إنها "تعلم أن الاقتصاد القائم على السوق يحتاج إلى حكومة قوية وفعالة". وأضاف: "كامالا هاريس تدرك أننا بحاجة إلى المساعدة لتحويل الأفكار الجيدة إلى شركات مزدهرة، وأننا نستطيع خلق وظائف ذات رواتب جيدة من خلال مساعدة الشركات المصنعة على التوسع، وعلى عكس منافسها، فهي تعلم أن الطريقة الخاطئة لبناء اقتصاد متقدم هي فرض التعريفات الجمركية واسعة النطاق التي من شأنها فقط رفع الأسعار، وإلحاق الضرر بالمستهلكين والشركات والتوظيفات الجديدة".
وقبل أن تكشف هاريس عن تفاصيل رئيسية لبرنامجها، الاقتصادي قال روجر ألتمان، مؤسس ورئيس مجلس إدارة "إيفركور"، لشبكة سي أن بي سي الاقتصادية الشهر الماضي إنه يدعم هاريس ويتوقع أن تكون حملتها "ممولة بشكل جيد للغاية". وقال مصدر مطلع على تبرعات رئيس شركة إدارة الأصول بلاكستون جوناثان جراي لشبكة سي أن أن إنه تبرع بمبلغ 413 ألف دولار لصندوق "هاريس أكشن" في نهاية يوليو/تموز. وفي يونيو/حزيران، تبرع جراي بمبلغ 56,600 دولار إجمالاً لصندوقي "هاريس أكشن" و"هاريس للرئاسة"، وفقًا لبيانات لجنة الانتخابات الفيدرالية.
وأيد أليكس سوروس، نجل المتبرع الليبرالي الملياردير جورج سوروس، هاريس في منشور على منصة X الشهر الماضي. وقال المتحدث باسم جورج سوروس لشبكة سي أن أن إنه يدعم هاريس أيضًا، وتبرع الرئيس التنفيذي لمجموعة أفينيو كابيتال مارك للاستثمارات بمبلغ 100 ألف دولار لصندوق "هاريس أكشن" في مارس/آذار، وفقًا لبيانات لجنة الانتخابات الفيدرالية.
وزعم سونينفيلد، المعروف باسم "هامس الرئيس التنفيذي"، أن علاقة هاريس الأقوى مع وول ستريت مقارنة بعلاقة بايدن ترجع إلى أنها خففت خطاب "الحرب الطبقية" ولديها سجل حافل كمدعية عامة لولاية كاليفورنيا تتصرف بشكل عادل، حتى لو لم يكن إيجابيا للغاية، مع الشركات. وقال: "لقد لاحقت الانتهاكات لكنها لم تر حجم المؤسسة نفسها على أنه سوء سلوك. إنها تعلم أن الشركات المزدهرة مفيدة للاقتصاد والعامل الأميركي العادي".
وبالتأكيد كان هناك دعم من بعض كبار الشخصيات في وول ستريت لترامب، حيث أيد بيل أكمان، مدير صندوق التحوط الملياردير والرئيس التنفيذي لشركة "بيرشينغ سكوير كابيتال مانجمنت"، ترامب كرئيس في منشور على منصة X في يوليو. وقال الرئيس التنفيذي لشركة بلاكستون ستيفن شوارزمان في مارس إنه يدعم محاولة الرئيس السابق الوصول مرة أخرى إلى البيت الأبيض.
هاريس تواجه تحدي السياسات والمواقف
يقول بيرنز ماكينلي، المدير الإداري لمجموعة إن إف جي للاستثمار، إن بعض المستثمرين الكبار قد يفضلون وعود ترامب بتخفيضات الضرائب وفرض التعريفات الجمركية على سياسات هاريس الاقتصادية الشعبوية، لأنها قد تحفز النمو. لكن مثل هذه التخفيضات الضريبية قد تؤدي إلى عجز أعلى، ومن المرجح أن تمرر الشركات الأميركية تكاليف التعريفات الجمركية هذه إلى المستهلكين من خلال رفع الأسعار. وأضاف: "هما العاملان اللذان قد يدفعان التضخم إلى الارتفاع، وهي قضية كانت حتى وقت قريب في صدارة اهتمامات وول ستريت".
وقد تكون سياسات هاريس تضخمية بالفعل، حيث تركزت حول تقديم إعفاءات ضريبية للطبقة المتوسطة والأميركيين من ذوي الدخل المنخفض ومحاربة التلاعب بالأسعار. وفي حين أن منح الأميركيين المزيد من المال لإنفاقه يجب أن يكون خبراً جيداً للمستهلكين، فقد يؤدي ذلك أيضًا إلى زيادة الطلب على السلع والخدمات، وبالتالي الأسعار. وقالت حملة هاريس يوم الاثنين إنها ستقاتل من أجل رفع معدل ضريبة الشركات إلى 28% من 21% الحالية، وهو عكس التخفيضات الضريبية لترامب، والتي شملت ضريبة الشركات. وانتقد بعض المستثمرين زيادة معدل الضريبة المقترحة، بحجة أنها قد تثقل كاهل الشركات الأميركية وتعرقل نمو الاقتصاد.
وتعهد ترامب بفرض تعريفات جمركية ضخمة جديدة على الصين وجميع الشركاء التجاريين، وهي خطوات قد تثير حربًا تجارية عالمية مزعزعة للاستقرار، وهذا من شأنه أن يخلق حالة من عدم اليقين الهائل، وهو أمر يخشاه المستثمرون. وبعيدًا عن سياسة التجارة، يستعد المستثمرون لتحول محتمل في أسلوب الحكم إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض. وعلى وجه الخصوص، أشار سونينفيلد إلى تاريخ ترامب في مهاجمة الشركات الأميركية الشهيرة مثل هارلي ديفيدسون ودلتا ونايكي. وقال سونينفيلد: "إن وول ستريت تكره مزاج ترامب المتقلب، كونه يخلق الفوضى في الأسواق المالية".
هاريس واستقلالية بنك الاحتياط الفيدرالي
ويقول بعض المستثمرين المؤسسيين أيضًا إن القضية الرئيسية بالنسبة لمستثمري وول ستريت عند تحديد اختيارهم في انتخابات الرئاسة قد تكون المواقف المختلفة للمرشحين تجاه استقلالية بنك الاحتياط الفيدرالي. ومؤخراً، قال ترامب، الذي حاول الضغط على البنك الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة خلال رئاسته، إنه يعتقد أن الرئيس يجب أن يكون قادرًا على التأثير بشكل مباشر على السياسة النقدية، بينما تعهدت هاريس بعدها بساعات قليلة بإبعاد البيت الأبيض عن قرارات البنك الفيدرالي.
ولدى هاريس علاقات طيبة مع بعض رجال الأعمال، ومنهم رئيس لازارد راي ماكغواير والمؤسس المشارك لشركة سنترفيو بارتنرز بلير إيفرون، وحضرت في يوليو محادثة مع المؤيدين استضافها نائب رئيس بنك جي بي مورغان بيتر شير في منزله، وفقًا لمتحدث باسم البنك تكلم مع شبكة سي أن أن. وقالت الشبكة الإخبارية إن هاريس استضافت الرئيس التنفيذي لشركة جي بي مورغان تشيس جيمي ديمون لتناول طعام الغداء في البيت الأبيض في الأشهر الأخيرة. لكن ديمون "لا يؤيد مرشحًا معينًا أبدًا"، وفقًا لما قاله متحدث باسم جي بي مورغان لوسائل إعلام أميركية.