في ختام موسم نوبل، خالف الكثير من التوقعات هذه السنة، مسقطا المرشحين الأكثر ترجيحا، تمنح جائزة نوبل للاقتصاد، الإثنين، في استوكهولم، فيما ترد أسماء العديد من المرشحات.
ومن بين المجالات الأوفر حظا لنيل أحدث جوائز نوبل، الاقتصاد الكلي والدورات الائتمانية واقتصاد الصحة وسوق العمل، وفق ما أوضح خبراء استطلعتهم وكالة "فرانس برس".
ويعلن اسم الفائز أو الفائزة بجائزة نوبل الاقتصاد 2021 التي توصف أحيانا بـ"نوبل الزائف"، إذ استحدثها بنك السويد بعد أكثر من ستين عاما من الجوائز الخمس الأخرى (الطب والفيزياء والكيمياء والآداب والسلام)، قرابة الساعة 11,45 (9,45 ت غ) في استوكهولم.
ويكثر المرشحون لخلافة الأميركيَّين بول ميلغروم وروبرت ويلسون، الفائزين بالجائزة العام الماضي عن عملهما في تطوير المزادات التجارية.
وقال الأستاذ المشارك في جامعة ليناوس في السويد، هوبرت فرومليت، الذي يصدر كل سنة قائمة مرشحين، إن هناك "250 إلى 300 مرشح جدي".
ويرد اسم الأميركية كلوديا غولدين (75 عاما) التي كانت من أبرز المرشحين العام الماضي، لأعمالها حول عدم التكافؤ ومكانة المرأة في سوق العمل.
Coming up: We'll soon be announcing the recipient of the 2021 prize in economic sciences.
— The Nobel Prize (@NobelPrize) October 11, 2021
Stay tuned to discover who it will be!
Watch live: https://t.co/xr0NQxuAnp#NobelPrize pic.twitter.com/Z8TuoaLzrz
وبالرغم من أن الجائزة حديثة، إذ لا تمنح سوى منذ نصف قرن، إلا أنها الأقل مراعاة للمرأة، إذ لا تعد بين الفائزين بها الـ86 سوى امرأتين، هما الأميركية إلينور أوستروم عام 2009 والفرنسية إستير دوفلو، بعد عشر سنوات.
وبين المرشحات أيضا الرئيسة السابقة لقسم الاقتصاد في صندوق النقد الدولي والمديرة العامة له لفترة وجيزة، الأميركية آن كروغر، برأي الخبراء الذين يطرحون أيضا الأميركيتين جانيت كوري اختصاصية برامج مكافحة الفقر، وسوزان أثي خبيرة الاقتصاد في جامعة ستانفورد، والبلجيكية ماريان برتران خبيرة العمل.
وكانت حصة النساء ضئيلة حتى الآن في جوائز هذا العام، إذ لم تفز سوى امرأة واحدة هي الفيليبينية ماريا ريسا الحائزة على جائزة نوبل للسلام، رغم وعود لجنتي نوبل بالالتزام بمساواة أكبر تأخذ بحصة النساء في ريادة قطاع الأبحاث في العالم.
من بين المجالات الأوفر حظا لنيل أحدث جوائز نوبل، الاقتصاد الكلي والدورات الائتمانية واقتصاد الصحة وسوق العمل
من جهته، رأى ديفيد بندلبوري، من منظمة "كلاريفايت"، أن الجائزة قد تذهب هذه السنة للخبير الاقتصادي الياباني نوبوهيرو كيوتاكي المقيم في الولايات المتحدة، والبريطاني جون مور، لأعمالهما حول الدورات الائتمانية في التسعينيات.
وأوضح الخبير الذي يضع قائمة بالمرشحين لجوائز نوبل في العلوم والاقتصاد يحدثها كل سنة، أن منشوراتهما "وصفت بشكل شبه متكامل ما حصل خلال الأزمة المالية 2007-2008".
كما أنه يطرح الأميركية كلوديا غولدين والخبير الأميركي دوغلاس دايموند المتخصص في الوساطة المالية والمصارف.
وكما هي الحال بالنسبة لسائر جوائز نوبل، فإن لائحة المرشحين الذين يترددون كل سنة طويلة، وتضم الإسرائيلي الأميركي جوشوا أنغريست خبير العمل والتربية، ربما بالتشارك مع الكندي ديفيد كارد.
كما تضم الأميركيين كولين كاميرير وماثيو رابين والسويسري النمساوي إرنست فير المتخصصين في الاقتصاد السلوكي، والفرنسي أوليفييه بلانشار خبير الاقتصاد الكلي، وروبرت بارو الذي يعتبر مرجعا في الاقتصاد الكلي النيوكلاسيكي الجديد.
وبالنسبة للفرنسي توما بيكيتي، يرى فرومليت أن كتابه "رأس المال في القرن الواحد والعشرين" يؤهله لأن يكون بين المرشحين، غير أن الجدل الذي قام حول استخلاصاته سيجعل منه "خيارا سجاليا" برأيه.
يرد اسم الأميركية كلوديا غولدين (75 عاما) التي كانت من أبرز المرشحين العام الماضي، لأعمالها حول عدم التكافؤ ومكانة المرأة في سوق العمل
وتختتم جائزة "بنك السويد في العلوم الاقتصادية في ذكرى ألفرد نوبل" الـ53 موسما خالفت فيه الخيارات تكهنات الخبراء كما المراهنين.
وإن كانت حرية الصحافة حلت في طليعة الترشيحات لجائزة السلام، فإن لجنة نوبل النروجية لم تكافئ منظمة، بل اختارت تكريم صحافيين استقصائيين، هما مديرة موقع "رابلر" الفيليبيني الاستقصائي ماريا ريسا، ورئيس تحرير صحيفة "نوفايا غازيتا" الروسية دميتري موراتوف.
كما شكلت جائزة نوبل للآداب مفاجأة، إذ ذهبت للروائي تنزاني الأصل المقيم في المملكة المتحدة عبد الرزاق غورنا.
وفي مجال الطب، كافأت الجائزة الأميركي ديفيد جوليوس ومواطنه المتحدر من أصل لبناني أرمني أرديم باتابوتيان، لاكتشافاتهما بشأن طريقة نقل الجهاز العصبي للإشارات المرتبطة بالحرارة واللمس، فيما كانت الترجيحات تشير إلى الباحثين في مجال باللقاحات المضادة لكوفيد-19 بتقنية الحمض النووي الريبي المرسال (إم آر إن إيه).
أما جائزة الفيزياء، فمنحت لأول مرة لخبيرين في المناخ، هما الياباني الأميركي شوكورو مانابي والألماني كلاوس هاسلمان، مناصفة مع عالم الفيزياء النظرية الإيطالي جورجيو باريزي الذي شكّلت أبحاثه إحدى "أهم المساهمات" في ما يسمى "نظرية الأنظمة المعقدة"، ومنها الطقس.
وأخيرا كافأت جائزة نوبل للكيمياء الألماني بنيامين ليست والأميركي الاسكتلندي ديفيد ماكميلان، لابتكارهما أداة جديدة لإنتاج الجزيئات، وخصوصاً في مجال صناعة الأدوية، بتكلفة أقل وبطريقة أكثر مراعاة للبيئة.
(فرانس برس)