استمع إلى الملخص
- تزامن الارتفاع مع انخفاض مخزونات الغاز في أوروبا إلى 92.58%، وتأثرت الأسعار بالمخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط، مما يزيد المنافسة على شحنات الغاز.
- تسعى أوروبا لتقليل اعتمادها على الغاز الروسي عبر استيراد المزيد من الولايات المتحدة، حيث ناقشت رئيسة المفوضية الأوروبية هذا الأمر مع الرئيس الأميركي المنتخب.
ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في الأسواق الأوروبية، في تعاملات الخميس، وزادت العقود الآجلة لشهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل على مؤشر TTF الهولندي بنسبة 4.5% إلى 500.5 دولار لكل ألف متر مكعب، وذلك للمرة الأولى منذ نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.
ووفق تجار وسماسرة في أسواق الطاقة، ارتفعت أسعار الغاز في دول القارة خلال تعاملات أمس، مع بدء موسم الطلب على الوقود لأغراض التدفئة، ووسط أنباء حول تحذير الحكومة الألمانية الموانئ العامة من استلام شحنات الغاز المسال الروسي. وبحسب أرقام، صعدت أسعار الغاز الهولندي للعقود الآجلة تسليم ديسمبر - المعيار الأوروبي - بنسبة 3.6% إلى 45.24 يورو (47.75 دولارا)، لكل ميغاواط/ ساعة، لتسجل أعلى مستوى لها هذا العام.
وتزامن الارتفاع مع بدء السحب من مخزونات الغاز الطبيعي في القارة العجوز، إذ تظهر بيانات منصة "غاس إنفراستراكتشر يوروب" أن المخزونات باتت مكتملة بنسبة 92.58% في 12 نوفمبر الجاري، انخفاضاً من 95.21% في مطلع الشهر. كما يأتي ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا مع بداية موسم الشتاء، الذي يزيد خلاله الطلب على الوقود الأزرق لأغراض التدفئة وإنتاج الطاقة والكهرباء.
وذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية في تقرير حديث، أن الحكومة الألمانية حذرت مُشغلي موانئ وصول الغاز المدارة من قبل الدولة من استلام أي شحنات روسية من الغاز الطبيعي المسال. وتأثرت أسعار الغاز الطبيعي في الفترة الماضية بتنامي المخاطر الجيوسياسية والتوترات المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط والعالم، حيث يراقب التجار عن كثب التطورات المتعلقة بالحرب في فلسطين ولبنان، والتوتر بين إيران وإسرائيل.
وبالنسبة لأسواق الغاز، من المرجح أن يؤدي تصعيد الحرب، خاصة بين تل أبيب وطهران، إلى تأثر كبار المستوردين للغاز مثل مصر ودول الاتحاد الأوروبي، وهو ما يزيد المنافسة العالمية على شحنات الوقود. وقال مسؤول مصري، الأربعاء، إن وزارة البترول المصرية ستستقبل ثماني شحنات غاز مسال جديدة خلال نوفمبر الجاري، لسد احتياجات السوق المحلية من الغاز اللازم لاستخدامات محطات الكهرباء والنشاط الصناعي. وأرست مصر بالكامل مناقصة لشراء 20 شحنة من الغاز الطبيعي المسال لتغطية الطلب في الشتاء.
وهذا الأسبوع، طرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين إمكانية تقليل اعتماد الاتحاد الأوروبي على الغاز الطبيعي المسال الروسي، عبر استيراد المزيد من الولايات المتحدة. وجرى بحث هذا الأمر خلال مكالمة هاتفية أجرتها المسؤولة الأوروبية أخيراً مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب. وقالت فون ديرلاين إن "الغاز الطبيعي المسال كان أحد المواضيع التي ناقشناها. ما زلنا نحصل على كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال من روسيا. فلماذا لا نستبدله بالغاز الأميركي، الأرخص، ونخفض أسعار الطاقة لدينا؟".
وتعد الولايات المتحدة أكبر مزود للغاز الطبيعي المسال لأوروبا، لكن روسيا تحتل المركز الثاني بلا منافس. ويبحث المسؤولون الأوروبيون عن سبل لكبح دور روسيا في قطاع الطاقة العالمي مع استمرار حرب أوكرانيا، رغم أن الغاز الروسي المنقول عبر الأنابيب والغاز الطبيعي المسال لا يزالان خارج نطاق العقوبات بشكل كبير.